الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

وعد حسون تستدعي درر الفن الصوفي وعائشة رضوان تناجي الموشحات الأندلسية

وعد حسون تستدعي درر الفن الصوفي وعائشة رضوان تناجي الموشحات الأندلسية
15 مايو 2010 21:14
تحول مسرح كاسر الأمواج في أبوظبي أمس الأول إلى محراب للفن الصوفي والموشحات الأندلسية، وامتلأ بفيض روحي نابع من أعذب الأصوات وأرقى الكلمات، حيث قدمت الفنانتان السورية وعد حسون، والمغربية عائشة رضوان قصائد من القرن الثاني عشر حين كانت الحضارة الإسلامية في الأندلس بأوجها، وهو ما انعكس على الموسيقى الشرقية آنذاك فتحولت الأمسية إلى ليلة مميزة من ليالي مهرجان أنغام من الشرق. بدأت صاحبة الصوت الساحر وعد حسون ليلة الموشحات الأندلسية أمس الأول على مسرح أبوظبي ضمن فعاليات مهرجان أنغام من الشرق، وترنمت بمجموعة من الألحان الشجية والتقاسيم على آلة العود، التي أخذت بأفئدة حضور المسرح قبل أسماعهم، وجعلتهم يحلقون في سماوات الفن الراقي، أعقبتها بقصيدة كتب كلماتها ابن زيدون، تقول فيها: “يـا نائمـــــــا أيقظــــــنـي حـبـه هـــب لي رقــــادا أيهــــا النـائــم تضحـــــك في الحــب وأبكـــي أنا اللـــه فيمــا بيننــا حــــاكــــــم يا من غدوت به في الناس مشتهرا قلبي يقاسـي منك الهـم والفكــرا إن غبت عني غـاب النـاس كلهــم إن حضرت فكل الناس قد حضروا” ومع استمتاع الجمهور بالأداء الفريد لحسون، زادتهم من صوتها الرخيم وانتقلت إلى أغنية أخرى من مؤلفات جلال الدين الرومي يقول مطلعها: “يا واهباً سلطان سر العالمين .. يا عالم السر لما ذاك ألمي”. أعقبتها بقصيدة من التراث الصوفي القديم تقول كلماتها: “بسم الله مسبب الأسباب لعـــباده ومفــــتح الأبـواب رضيت بالرحمن ربي محسناً هو الذي يعطي بغير حساب ورجـيت مغفـــرة المرتجـــي عند الذنوب الغافر التواب” ثم جاءت بكلمات نورانية لابن عربي ووضعت لها ألحاناً تليق بما ألفه ابن عربي قبل ما يزيد على 800 عام، حين قال: “أدين بدين الحب أنّى توجهت ركائبه .. فالحب ديني وإيماني”. وهي القصيدة التي أحدثت جدلاً واسعاً حين أطلقها ومازالت، لما تحويه من معاني ظاهرة وأخرى باطنة، اعتاد على انتهاجها ابن عربي في أشعاره وقصائده. ثم كانت النهاية مع أغنية “يا رب قرب على خير تلاقينا .. بالطالع السعد والطير الميامين”، التي وضعت ألحانها حسون كما هو الحال مع سابقاتها من الروائع التي شدت بها في تلك الأمسية الغنائية الفريدة. مدرسة النهضة الفقرة الثانية من الحفل، انطلقت مع الفنانة المغربية عائشة رضوان، التي أطربت الجمهور العربي والغربي على امتداد سنوات طوال بتقديمها روائع غنائية من مدرسة النهضة الموسيقية العربية، التي عرفت عصرها الذهبي ما بين القرنين التاسع عشر والعشرين، وذلك بمصاحبة أعضاء فرقتها “تخت أدوار الموسيقي” التي أسستها عام 1991 بمشاركة الموسيقي اللبناني حبيب يمّين وضمت عازفين من مصر ولبنان وتونس، وذلك في محاولة لإعادة إحياء تراث النهضة الموسيقي الذي يرتكز على روح وأسلوب المقامات. وأطلت عائشة على الجمهور بغناء منفرد، أمتعت به الحضور وأعادتهم إلى أجواء الثلاثينيات وأساطير الغناء العربي في ذلك الوقت مثل منيرة المهدية وأم كلثوم، أتبعتها بوصلة موسيقية أدت فيها موشح “أنا من وجدي”، ثم قصيدة “نعيش بذكراكم”، وهي من مقام الهزام على درجة العراق ومن أبياتها التي وضعها الشاعر الصوفي أبو مدين شعيب التلمساني: “نـعـيــــش بــذكـراكـم إذا لـم نـراكـم .. ألا إن تــذكــار الأحــبــة يـنـعــشـــــنـــا فـَقـُل للذي يـنـهى عـن الوجـد أهـلـه .. إذا لـم تـذق مـعـنـا شــراب الهوى دعنا إذا لم تذق ما ذاقت الناس في الهوى .. فـبـالله يــا خـالي الحشـــــا لا تــعـنـفـنا أمـا تـنـظـر الـطـيـر المقفص يا فتى .. إذا ذكـر الأوطـــان حـنَّ إلــى الـمـغـنـى ويـهـتـز في الأقفاص من فرط وجده .. فمضطرب الأعضاء في الحس والمعنى”. ثم أغنية “غيري على السلوان”، التي ألفها ابن الفارض وغنتها المطربة نور الهدى في مطلع القرن الماضي. تالياً قام أعضاء الفرقة بتقديم تقاسيم موسيقية منفردة على إيقاع البمب تباروا فيها لإبراز روائع عزفهم على الآلات الشرقية المصاحبة لدندنات رضوان التي أخذت في تنويع طبقات صوتها عبر المقامات الموسيقية المختلفة، وهو ما أدهش الجمهور لهذه القدرات الصوتية النادرة. أعقب ذلك دور “كادني الهوى” التي سبق أن غناه ولحنه محمد عثمان. ثم كانت استراحة موسيقية عبر تقاسيم متنوعة لأعضاء الفرقة بين المقامات الموسيقية المختلفة. وتنقلت رضوان بين الموشحات والقصائد التراثية الموغلة في القدم إلى أن انتهت مع توشيح “يا سروري” التي أبدعت فيه وكان مسك الختام لهذه الليلة التي امتزج فيها الشعر بالشدو بالإنشاد. وجبة فنية ومن بين زوار المهرجان التقت “الاتحاد” بيان جلبوط، الذي قال إنه حريص على متابعة فعاليات وحفلات أنغام من الشرق، لما يقدمه من وجبة فنية راقية وذات مذاق خاص يندر أن تتكرر في غيره من المهرجانات الموسيقية. وعن تواجده في مسرح كاسر الأمواج في تلك الليلة، أوضح أنه جاء للاستمتاع بصوت وأداء المطربة السورية وعد حسون، كونها تنتمي إلى فئة من الفنانين الملتزمين، الذين يتغنون بالتراث العربي الأصيل، ويستعيدون من خلاله أمجاد العرب في الأندلس، عبر موشحات ابن زيدون وغيره من كبار الشعراء العرب في تلك الحقبة المميزة في تاريخ العرب والمسلمين. وأضاف جلبوط أنه مع انتشار الفن غير التقليدي المستورد من الغرب، أصبح كثير من الشباب العربي يحاول استعادة الفنون العربية الراقية والنهوض بحاستهم الموسيقية من خلال حضور مثل هذا الفعاليات والمهرجانات الثقافية والموسيقية ومنها “أنغام من الشرق”. وهو ما يستدعى الإشادة بالدور الكبير الذي يلعبه القائمون على الشأن الثقافي في أبوظبي، من أجل ترسيخ جذور الفن السامي. عائشة: المهرجان يقف في مواجهة زحف الموسيقى الاستهلاكية أبوظبي (الاتحاد) - الفنانة المغربية عائشة رضوان، أعربت عن سعادتها لوجودها في أبوظبي للمرة الثانية وكانت المرة الأولى منذ نحو 10 سنوات حين شاركت في برنامج “مبدعون” على قناة أبوظبي الإمارات، أما هذه الزيارة فلها طعم مختلف، حيث أطلت على جمهور كبير ومتذوق للموسيقى التراثية الأصيلة، من خلال مهرجان موسيقى ضخم وله مكانته في ساحة الموسيقى والثقافة العربية. وقالت إن المهرجان يلعب دوراً مؤثراً في الارتقاء بالطرب العربي، وترسيخ مفاهيم الغناء الراقي في مواجهة زحف الموسيقى الاستهلاكية عبر وسائل الإعلام المختلفة. وعن هذا اللون من الغناء الذي تخصصت فيه، قالت إنه اللون الأقرب إلى قدراتها الصوتية، والذي يتماشى مع ما تستشعره وتريد أن تقدمه لمحبي الموسيقى في كل مكان، ولافتة إلى أنها لا تغني لمجرد الغناء، وإنما لتوصيل رسالة سلام ومحبة للجميع، عبر الموسيقى، التي هي أسمى طرق التواصل بين الشعوب والثقافات المختلفة، ولذلك تشد على يد أبوظبي لكونها أتاحت لها الفرصة وغيرها من الفنانين أن يقدموا إبداعاتهم في مثل هذا الجو من الحفاوة والتقدير. وقالت رضوان إن اهتمامها بالغناء العربي الأصيل وعشقها له نابع من جهدها الشخصي واستماعها الدؤوب والمتواصل لتسجيلات كبار شيوخ النهضة الموسيقية من أمثال الشيخ يوسف المنيلاوي وسلامة حجازي وعبد الحي حلمي وأبو العلا محمد وكبار المطربات من أمثال منيرة المهدية وفتحية أحمد وأم كلثوم، غير أن لقاءها مع الموسيقي والباحث اللبناني حبيب يمّين كان له أثر قوي وأساسي في تشجيعها ودفعها إلى التخصص في الغناء العربي والشعر والتأليف الموسيقي. عازف الإيقاع حبيب يمين المشهد الموسيقي الحالي فقير المضمون أبوظبي (الاتحاد) - الباحث الموسيقي حبيب يمّين، الحاصل على الدكتوراه في الموسيقى الشرقية من جامعة باريس الثامنة، وعازف الإيقاع المصاحب لعائشة رضوان، قال إن المهرجان يدعم الموسيقى العربية بشكل واع وراق. وأضاف “إذا ألقينا نظرة على البرنامج، نجده يتضمن فرقاً تراثية من عدة بلدان عربية، ومشاركة هذه الفرق تهدف إلى حفظ ونشر الموسيقى التراثية العربية، وهي بادرة جيدة من قبل هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، ونحن فخورون بالمشاركة في فعالية بهذا النجاح والحضور”. وعن المهارات التي يتطلبها عازف الإيقاع، حددها يمّين بمهارات تقنية وتتأتي بالتدريب المستمر على مختلف أنواع الإيقاعات. وضرورة حفظ الإيقاعات والأدوار المختلفة، كونها الأساس الذي يبنى عليه كافة الأشكال الغنائية والآلية في الموسيقى العربية، وعليه أن يكون حافظاً لعدد كبير من المقطوعات التراثية، بوصفه ضابط إيقاع الفرقة. وحول ندرة المواهب المتميزة في عالمنا العربي رغم انتشار الأكاديميات والمعاهد الموسيقية المختلفة، قال يمين إن لكل عصر له ما يميزه ومتطلباته، وهناك نجوم وأصحاب مواهب عديدة، ولكنهم قد يجهلون ما لديهم من قدرات، ويسيرون مع نمط الموسيقى السائدة، وهو ما ينعكس سلباً عليهم وعلى الوضع الغنائي العام في العالم العربي، مشيراً إلى أن المشهد الموسيقي الحالي يوجد فيه عازفون ومطربون وأصوات جميلة، ولكن هناك فقراً في المضمون سواء في مضمون الشعر أو الكلمة أو الرسالة التي تحملها الأغنية. أكبر أعضاء فرقة رضوان سناً محمد صلاح الدين: «أنغام من الشرق» يرتقي بالذائقة الموسيقية أبوظبي (الاتحاد) - من بين أعضاء فرقة عائشة رضوان عازف القانون المصري محمد صلاح الدين، الذي تخطى الثمانين عاماً. وذكر أنه عمل مع كبار المطربين في العالم العربي أمثال محمد عبد المطلب ومحمد فوزي وعبد اللطيف التلباني، مشيراً إلى أنه كان يملك فرقة موسيقية خاصة به، غير أنه سافر إلى فرنسا واستقر بها منذ 38 عاماً. وقال إنه يعمل مع الفنانة عائشة رضوان منذ 14 عاماً كونها تقدم نوعاً مميزاً وراقياً من الموسيقى الشرقية الأصيلة، وتخصصه واهتمامه الأول موسيقى عصر النهضة التي كان يقوم بها عبده الحامولي ومحمد عثمان وداوود حسني، أما موسيقى هذه الأيام فيصفها بالانحطاط، وأرجع ذلك إلى عدم وجود رقابة على ما يجري تقديمه، وصار كل من يملك المال قادراً على أن يفرض على الناس ما يريده عبر الفضائيات الكثيرة التي لا يسعى أغلبها إلا للربح، بغض النظر عن قيمة المادة المقدمة. وأوضح صلاح الدين أنه في الماضي وحين كانت الموسيقى الراقية سائدة، لم يكن يستطيع أي فرد أن يقدم سوى الجيد فقط من ألوان الموسيقى، ولا يتخطى اختبارات الأصوات في الإذاعة إلا بعد مراحل صعبة، وقد يرسب عدة مرات قبل إجازته. وأضاف أن دور المسؤولين عن الثقافة في الدول العربية مواجهة نمط الموسيقى الاستهلاكية الذي صار سائداً الآن، ومهرجان أنغام من الشرق يعد من أبرز المجهودات المبذولة في هذا الاتجاه ومن شأنها أن ترتقي بذائقة المستمع العربي الموسيقية. علاء نعمة : أبوظبي تضع الموسيقى الشرقية في دائرة النجومية قبل بداية الحفــــل التقت “الاتحاد” بمدير مســـرح كاسر الأمواج علاء نعمة، الذي قال إن هذه الليــــلة الممــــيزة من مهرجان أنغام من الشـــرق والتي تنظمها هيئة أبوظبي للثقافـــــة والتراث بالتعاون مع نادي تراث الإمارات، تهدف إلى إبراز الفرق التي لها خصــــوصية في الموسيقى الشرقية، والتي يقع أغلبها خارج دائرة النجوم بالمعنى الكلاسيكي للكلمة. وأشار إلى أن هذا اللون من الموسيقى وتلك النوعية من الموسيقيين تفسح المجال أمام أبوظبي للتعرف إلى أنواع جديدة من الموسيقى لا تتعامل معها وسائل الإعلام ولا تعطيها حقها من ساعات البث. وبالنسبة لهذا الحفل تحديداً، قال إن الفنانة وعد حسون، وهي مطربة سورية تعزف على آلة العود، استطاعت أن تعيد صياغة بعضاً من الموروث الغنائي الموسيقي وأن تقدم ألحان الكبار بأسلوب عصري متجدد. أما الفنانة المغربية عائشة رضوان، فهي، وفقه، تقدم لوناً غنائياً تمزج فيه الفن المغربي بالأمازيغي بالأندلسي، وهي ذات صوت قادر على التعبير عن هذه الألوان الموسيقية بشكل قريب للغاية من آذان المستمعين، مشيراً إلى أن تقديمها في مسرح أبوظبي، يشكل إضافة جديدة إلى الجمهور الذواقة الذي تعود أن يأتي إلى المسرح ليتابع كل ما هو جديد. وصولاً لخلق جيل جديد من المبدعين حسون تطالب بإنشاء فضائية تعنى بالموسيقى الشرقية أبوظبي (الاتحاد) - عقب انتهاء الحفل خصت وعد حسون “الاتحاد” بلقاء نوهت فيه إلى الدور الكبير الذي يلعبه مهرجان أنغام من الشرق في تفعيل الحراك الموسيقي العربي التراثي، ودوره في حفز وتشجيع الموهوبين القادرين على تقديم لون أصيل من الغناء. وأشارت إلى أن المهرجان يمثل فرصة نادرة الحدوث لالتقاء فنانين وفنانات من مختلف أنحاء الشرق، سواء من الوطن العربي أو بعض البلدان الآسيوية، لكون التقاء الفنانين بعضهم بعضاً وتبادل خبراتهم وتجاربهم المختلفة، يساعد في عملية الإبداع. تشجيع ودعم عن حال الأغنية العربية الأصيلة حالياً، قالت إنها في حاجة إلى التشجيع وإتاحة مساحة لها حتى تظهر إلى النور، خاصة مع وجود مواهب ومجموعات تحاول أن تعطي شيئاً، غير أنها لا تستطيع الظهور على الساحة. وأضافت “نحن لا نرى حالياً غير الموسيقى والألحان السريعة الاستهلاك، ولكن في الجذور هناك مواهب وطاقات كامنة تحتاج إلى من يدعمها ويأخذ بيدها”. وأوضحت حسون أن الوطن العربي غني بتراثه المتنوع، ولكل دولة عربية تراثها وخصوصيتها، ويجب على الجميع الاهتمام بهذا التراث الغنائي، وعدم إغفاله لأنه جزء من هوية وثقافة كل بلد سواء كان ذلك في منطقة الخليج أو مصر أو بلدان الشام، فكل منها لديه إرثه الطربي ولونه الغنائي وهو ما يستوجب الحفاظ عليه وإبرازه بالصورة اللائقة. وعن كيفية اختيار أغنياتها، ذكرت أنها تقرأ كثيراً في ميادين الشعر العربي القديم وخصوصاً الصوفي منه، وتقرأ عن الشاعر نفسه قبل أن تختار أحد أشعاره ومن ذلك قراءتها عن مجنون ليلى قبل أن تختار بعضاً من قصائده للتغني بها. ولادة وابن زيدون عن قصائد رابعة العدوية، التي تغنت بحب الذات الإلهية، قالت إن هذه الأنواع من الشعر تحتاج إلى الإخلاص والتعمق قبل أدائها، سيما وأن كثير من شعراء الصوفية تحمل أشعارهم معان ظاهرية وأخرى باطنية مثل قصائد ابن عربي. ولفتت إلى قصة حب ولادة وابن زيدون، التي أخذت حسون كثيراً من قصائدها وتغنت بها، فكانت ولادة أول امرأة عربية تتغزل بالرجل وكانت امرأة محبة للعلم، ومجلسها مفتوح للعلماء، وأظهرت قوتها في التعبير عن حالة الحب التي استبدت بها حين قالت: “أنا واللـــه أصـــلح للمعـــالي وأمشـي مشــيتي وأتيه تيهـــاً أمكن عاشقي من صـحن خدي وأعطـي قبلتي من يشـــتهيها” وفي معرض حديثها، بينت حسون أن أداء هذا اللون من الغناء والقصائد ذات القيمة العالية تتطلب منها تدريباً مستمراً وسماع كثير من الإنشاد حتى تتعلم نطق مخارج الحروف بشكل سليم. ورداً على سؤال يتعلق بمدى تأثير الجمع بين العزف على العود والغناء أحدهما على الآخر أثناء أداء وصلاتها الغنائية، بينت أن ذلك قد يحدث في بعض الأحيان بحيث يكون أداؤها الصوتي أفضل من العزف أو العكس، ولكنها تحرص على تجنب هذا التفاوت من خلال التركيز الشديد قبل الدخول إلى قاعة الحفل، وتتهيأ نفسياً حتى تستشعر قوة اللحن والأغنية التي تؤديهما ومن ثم يحدث التوازن في الأداء. القرن الثاني عشر حول ما إذا كانت تفكر في تقديم موسيقاها بأسلوب عصري، كأن يأخذ شكل فيديو كليب مثلاً، قالت “المطلوب هو المحافظة على التراث بجوهره الأصلي، ويجب ألا أضيف إليه وأحترمه، حتى لا أنتقص من قدره، خاصة أنني أقدم قصائد تعود إلى القرن الثاني عشر، سواء الأندلسية أو لجلال الدين الرومي وغيره من شعراء الصوفية، ولو فكرت في تقديم شكل مغاير لهذا الفن، لابد وأن يكون مرتبطاً بالتراث، وبالبيئة التي عاش فيها هؤلاء الشعراء”. وحول حال الأغنية العربية، لفتت إلى وجود كثير من المغنيين والمؤديين الآن، ولكنهم ليسوا بمطربين، فهناك أصوات جميلة لكنها سرعان ما تنساق وراء نمط استهلاكي سريع النسيان. وفيما يتعلق بعدم ظهور قامات موسيقية عالية كما كان الحال في السابق، قالت حسون “حتى نستطيع تقديم ما لدينا بطريقة أصح علينا التعلم من السابقين، وهذا يتأتى بالاستماع الجيد لكل ما هو أصيل في تراثنا الموسيقي، بالإضافة إلى دراسة الموسيقى بأسلوب علمي، هنا فقط سيظهر في عالمنا علامات موسيقية تترك بصماتها على واقع موسيقانا الشرقية، ولتشجيع مثل هذا النمط من الموسيقي الشرقية وغرسها في نفوس الجميع، لابد من معالجة التقصير الإعلامي، وذلك عبر إنشاء محطة فضائية خاصة بالموسيقى التراثية التقليدية للشعوب العربية، وهذه كفيل بحمايتها من الاندثار وخلق جيل جديد من المبدعين الموسيقيين”. وعن جديدها في المرحلة المقبلة، كشفت عن اختيارها مجموعة قصائد للشاعرة عشرقة المحاربية، التي تعكف حالياً على وضع قوالب لحنية مناسبة لها لتقديمها في غضون الشهر القادمة. مشاركات ومهرجانات عن بدايات ظهورها على ساحة الغناء العربي، قالت وعد حسون إنها بدأت مسيرتها الفنية منذ نحو 6 سنوات عقب تخرجها في المعهد العالي للموسيقى في دمشق، حيث شاركت في مهرجاناتٍ عديدة منها مهرجان أصيلة 2006-2007-2008، ومهرجان المدينة في تونس 2006، ومهرجان تطوان للعود 2007، ومهرجان فاس للموسيقى الروحية في المغرب حزيران 2007، ومهرجان المتخيّل في باريس 2008. كما افتتحت احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008. وصدر لها أول ألبوم لها من إنتاج معهد العالم العربي في باريس.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©