الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فاطمة خالد «باربي» إماراتية في مواجهة مع «الثلاسيميا»

فاطمة خالد «باربي» إماراتية في مواجهة مع «الثلاسيميا»
31 مارس 2014 21:56
فاطمة عطفة (أبوظبي) حلمت كثيراً بأن تلهو مع الأطفال، وتتنقل بينهم بحريتها، من دون أن يعيقها كثرة مراجعة عيادات المستشفيات، أو اضطرار والديها للسفر بها إلى تلقي العلاج بالخارج، لكن الطفلة الإماراتية فاطمة خالد علي الشميلي وجدت نفسها في صراع غير متكافئ مع «الثلاسيميا» ومع صغر سنها، حيت لم تتجاوز السبع سنوات لا تدرك حقيقة مرضها، وكل ما يلفت انتباهها أن ترى الدموع في عيون الأسرة، وهي تبحث لزهرتها عن بستان تترعرع فيه يكون خالياً من أشواك المرض. فاطمة تعيش طفولتها، وتحلم كغيرها من الأطفال بأن يكون لها عالمها الخاص، وهي تتحدث مع لعبتها الشهيرة «باربي» دمية الأزياء الشهيرة التي أنتجتها شركة شركة ماتيل للألعاب، وطُرحت في الأسواق لأول مرة في مارس 1959، ويعود الفضل في تصميم باربي إلى سيدة أعمال أميركية اسمها روث هاندلر التي استوحت فكرتها من العروس الألمانية الشهيرة بيلد ليلي، وهو ما استغربت له الأسرة، في ظل طلبات الأطفال في الفترة الحالية، التي تتجه إلى عالم التكنولوجيا بمنتوجاتهم من الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، وينشغلون بها ليل نهار. الماضي الجميل الأسرة لاحظت أن فاطمة بها ما يميزها عن أقرانها، فتوجهاتها مختلفة، وبشخصيتها لمسة من زمن الماضي الجميل، وهو ما أسعدها، وأسهم في تسهيل مهمة علاج الطفلة التي تتلقى علاجاً في الداخل والخارج، تتمنى الأسرة أن ينتهي بأن يتمم الله رحلة شفائها، وسعياً إلى تحسين حالتها النفسية تواصلت الأسرة مع مؤسسة «تحقيق أمنية» لتعيش الطفلة لحظات من البهجة مع ارتدائها فستان «باربي» الوردي. مؤسسة «تحقيق أمنية» عملت على تلبية حلم الطفلة، التي تمنت أن تقابل «باربي» وأن تصبح أيضا مثل باربي، وتجمع الأطفال الذين حضروا استقبال فاطمة بنت 7 سنوات صباح أول أمس في روتانا بيتش الذي عمل على تحضير إحدى القاعات خصيصا لهذه المناسبة، وزينت بالبالونات والألعاب الخاصة بالأطفال، وصدحت فيها الموسيقى المناسبة لأجواء الأطفال. مبادرة وفاطمة تعاني منذ أكثر من سنتين مرض «الثلاسيميا»، لكن مبادرة المؤسسة جعلتها تفرح في حفل باربي، حيث وصلت الطفلة في سيارة فخمة «ليموزين»، بعد أن سارت بها على كورنيش أبوظبي حسب رغبتها، وتوقف الموكب أمام مدخل الفندق الرئيسي حيث نزلت الطفلة من السيارة برفقة النجمة «باربي» التي حلمت بها، وهي تلبس فستانها الوردي، بينما كان الأطفال ينتظرونها في بهو الفندق ليمشوا جميعاً معها على السجادة الحمراء التي فرشت خصيصا لها إلى أن وصلت إلى المكان الذي أعد لها. والتف الجميع من حولها لالتقاط الصور لها بحضور جمهور كبير ضم أفراد عائلتها وأصدقاءها، بالإضافة إلى مندوبي وسائل الإعلام، وكانت الطفلة في غاية السعادة وهي ترقص وتحيي الجميع وتأخذ مواقف وأوضاعا مناسبة لالتقاط أجمل الصور لها وسط آمال أن تتعافى ويتحقق الفرح الكبير لها وأهلها الذين رافقوها في حفل تحقيق أمنيتها. رحلة العلاج وفي لقاء مع والد الطفلة خالد علي الشميلي، وحول الاستفسار عن إصابة ابنته أوضح أنها تعاني منذ أكثر من سنتين «الثلاسيميا»، وهي تتابع العلاج الآن في مستشفى خليفة، مشيراً إلى أنه منذ نحو 9 شهور ذهب بها إلى ألمانيا، وتحسنت صحتها بعد ذلك العلاج، لكن المعاناة عادت من جديد. وأضاف خالد: الأطباء يرون أن حالتها تستدعي السفر إلى الخارج، ونتابع حاليا إجراءات الموافقة والسفر، مع العلم أن فاطمة حالتها عاجلة، وأشار الأب إلى أن حالة فاطمة مستقرة، وهذا يرجع للعناية التي تحظى فيها من مستشفى خليفة. هاني الزبيدي المدير التنفيذي لمؤسسة «تحقيق أمنية»، يقول: إن برنامج «تحقيق أمنية» يسهم ويشارك فيه جهات عديدة من مؤسسات حكومية وخاصة، وذلك لتلبية تحقيق أمنيات الأطفال الذين يعانون أمراضاً خطيرة. حلم الطفلة وأضاف: نحن نتواصل مع المؤسسة وأهل الطفل، ونسأل الطفل عن رغبته بما يريد أن يحققه مهما كانت تمنياته، نعمل جميعاً على تلبيتها، مشيراً إلى أن تحقيق حلم للطفل المريض يمكن أن يساعد على تحسن صحته لأن العلاج النفسي للطفل مهم جداً. ويذكر أن مؤسسة «تحقيق أمنية»، التي ترأس مجلس إدارتها حرم سمو الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة آل نهيان مستشار صاحب السمو رئيس الدولة، الشيخة شيخة بنت سيف آل نهيان، تعد من بين أنشط المؤسسات الإنسانية المعنية بالأطفال ليس فقط على مستوى الدولة، بل على مستوى العالم، وتعمل بشكل متواصل على تحقيق أمنيات الأطفال المصابين بأمراض خطيرة، وتحاول رسم البسمة على وجوههم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©