«البرية» هدية البحر إلى قاصديه

الجاشع أو السحناه هي أفضل وجبة غذائية في موسم الصيف، وقد لا يخلو بيت في ساحل الإمارات الشرقي من وجود هذه الوجبة لأنها وجبة أهل البحر المميزة. هي عبارة عن نوع من الأسماك الصغيرة جداً لا يتعدى طولها الإصبع، يتم صيدها بالقرب من الساحل أو البر، لذلك تسمى بالبرية. وعنها يقول مانع سيف «البرية لا تقام حرارة المياه، لذلك نجدها تتكاثر في شهر مارس وابريل ومايو، وتقترب من البر بصورة واضحة حيث يكون لون البحر ابيض مثل الحليب لكثرة تواجدها، حيث تجمع بالأطنان، كما أنها تتزايد خلال سقوط الأمطار، وليس لصيدها وقت محدد، حيث يحقق الصيادون من ورائها أرباحاً وفيرة، تتراوح بين ال 40 وال 50 ألف درهم في اليوم الواحد». ويشرح بشأنها الصياد سيف مطر الزعابي، من منطقة كلباء: «أصبح صيد البرية في الوقت الحاضر سهلاً ومريحاً لأنَّ الأدوات المستخدمة في صناعة القطين متوافرة، وتستورد من اليابان والهند وكوريا وغيرها. ففي الماضي كنا نستوردها من فارس وساحل الباطنة بمنطقة اشميلية، كما بإمكان أي شخص أن يصنعها وهي عبارة عن خيوط من النايلون يبلغ طول الرول (الطاقة) 500 متر، ويمكن صناعة خمس طاقات في اليوم، طولها 50 باعاً، وعمقها 12 متراً، وتعلق على الأطراف حلق لتثبيت الحبل فيه، ويسمى العصام، يربط طرفا الشمال والجنوب ثم يفتح الحبل من رأس القطين، وينزل في البحر، حيث تعطى الإشارة لسائقي السيارات الكروزر للبدء بالسحب وتسمى الضغوة، بعد استخراجها من البحر تؤخذ البرية إلى المناطق الرملية الواسعة، مثل منطقة القرم، لتجفيفها تحت أشعة الشمس لمدة يوم إذا كانت درجة حرارة الشمس مرتفعة، ثم يصار إلى وضعها في أكياس تزن 6 كيلو جرامات وتباع ب30 درهماً، وتصدر للخارج خاصة إلى سيلان وكولومبيا التي يعود زمن التعاون معها في هذا السياق إلى أكثر من أربعين سنة. من جهتها تقول أم عبدالرحيم محمد، من سكان الفجيرة «نأخذ البرية ثم نقوم بتنظيفها ودعكها لإزالة التراب والقشور منها، وتسمى بالعامية «صفد»، وبعد ذلك تطحن أو تدق بالهاون حسب الرغبة، فمن الناس من يريدها خشنة، ومنهم من يفضل أن تكون ناعمة كالبودرة، لذلك تطحن بالماكينة الكهربائية ثم تخلط مع قليل من الفلفل الأسود أو الأحمر حسب الرغبة، وتأكل مع الرز الأبيض بالسمنة البلدي أو الخبز بالليمون والبصل».