الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«لغة الجسد» سر التفاهم بين الإنسان والخيول.. وسعادة الحصان تظهر على ملامحه

«لغة الجسد» سر التفاهم بين الإنسان والخيول.. وسعادة الحصان تظهر على ملامحه
31 مارس 2014 21:56
أحمد السعداوي (أبوظبي) لمن ينوي امتلاك الخيل عليه أن يعرف عن لغة الجسد الخاصة بالخيل، خاصة فيما يتعلق بعلامات الغضب والسعادة التي يمكن ملاحظتها، مثل رجوع الأذنين إلى الخلف يدل على الغضب وخطورة الاقتراب منها، وإذا أعطى الحصان ظهره هذا يعني عزمه على رفس الشخص المجاور له، أما السعادة تعكسها الحالة الطبيعية للحصان، والتصرف بالشكل المعتاد رؤيته عليه من قبل صاحبه أو مدربه، هذا ما أكده المدرب ياسر الشامسي بعد رحلة طويلة عاشها مع عالم الخيول. ياسر الشامسي يؤمن بما مثله هذا الكائن الجميل من أهمية خاصة في حياة العرب منذ آلاف السنين، ويعتز بالموروث الذي ترسخ لديه عبر والده راشد مصبّح الشامسي، الذي كان فارساً وعاشقاً للخيول العربية، وهو ما يعمل الابن على توصيل رسائله للأجيال الجديدة من أبناء الإمارات، متحدثاً عن بعض أسرار الخيول وتربيتها، وكيف يكون للشخص العادي أن يكون فارساً، أو أحد ممارسي هذا اللون المميز من ملامح الحياة في المنطقة العربية، التي تكسب ممارسها كثيراً من معاني الفروسية والنبل والشهامة. وفي منطقة الشهامة الواقعة على مسيرة 30 دقيقة بالسيارة من أبوظبي، تحدث ياسر الشامسي 33 ربيعاً، عن تربية الخيول والعناية، وكيف يمكن للكثير من شباب الإمارات اقتناء الخيل وطرق اختيار الجياد المناسبة وتكلفتها بالنسبة لمن يريد دخول هذا العالم الثري بالقيم الراقية، والفوائد الصحية والنفسية على من يتعلق به. فوائد متعددة يقول الشامسي، إن الخيل تعتبر معلماً رئيساً يميز حياة أهل المنطقة العربية، نظراً لتعدد فوائده، حيث كان الصديق في وقت السلم والحرب، ووسيلة النقل والترحال الأسرع التي عرفها الأقدمون، وأحسنوا استخدامها وتقديرها المكانة اللائقة بها، فصارت قاسماً مشتركاً بين الشعراء والأدباء، ضمنوها حكاياتهم وقصائدهم، ولعل أشهر ما تناوله العرب في هذا المقام بيت الشعر المعروف الذي ابدعه أبوالطيب المتنبي قبل عشرات القرون، حين قال: الخيل والليل والبيداء تعرفني .... والسيف والرمح والقرطاس والقلم ويعتقد البعض سهولة تربية الخيول في بيوت أبناء الإمارات التي تتسمم بالاتساع ووجود أماكن تشجع الكثيرين منهم على اقتناء الجياد، وتعليم أبنائهم هذا الموروث الجميل، ولكن المسألة بحسب الشامسي ليست بمثل هذه السهولة، حيث إن توافر المكان داخل المنزل، والوقت، والدخل المناسب، وحب الإنسان للخيل وما يرتبط بها من معاني الفروسية، جميعاً تشكل عوامل مشجعة على دخول هذا العالم الرحب. وينصح بعدم تربية الخيل منزلياً لأسباب عدة منها، أن معظم الناس لا يسكنون في مناطق رملية، وحدوة الخيل لا تسير على الأسفلت لأنها تنزلق عند الركض على الأسفلت وتصبب حوادث جسيمة للحصان وراكبه والمارة أيضاً، كما أن وجود الخيل داخل المنزل قد يسبب روائح غير مرغوب فيها تضر أصحاب المنزل والجيران، إذا كنت هاوياً، ولديك خيل في المنزل لن تستطيع أن تقتني عدداً متزايداً منها لعدم وجود متسع لها والخدمات الخاصة بها، مثل التغذية والنظافة والرعاية الصحية، إمكانية حدوث خطر الإصابة بضربات الخيل لدى الأطفال الصغار، حيث تصعب الرقابة على تحركاتهم في الطفولة المبكرة. جرح في الرأس وهنا يروي الشامسي أحد المواقف المرتبطة بتربية الخيل في المنزل عن لسان ابن عمه مدرب الخيول محمد سعيد الشامسي، الذي كان في الحادية عشرة من عمره، وكان والده يقتني خيولاً في منزلهم، وامتطى الشامسي الخيل من وراء الأهل، وخرج به إلى الشارع غير انه سقط من على ظهر الخيل الذي داس رأسه، وتسبب له في جرح بالغ جعله يدخل العناية المركزة 3 أيام، وأدى ذلك إلى اتخاذ الوالد قراراً بمنعه وأشقائه من ركوب الخيل وتم نقل ما هو موجود منها في البيت إلى المزرعة. ويدعو أبناء الإمارات إلى غرس هذه الهواية والرياضة الجميلة في نفوس الأبناء والأجيال الجديدة، وذلك باتباع عدة خطوات أولها، شراء خيل هادئ ولا خطر منه حتى تكون علاقتهم بالخيل علاقة جيدة وتنمو مع الزمن، ويحرص كل الحرص عن الابتعاد عن الخيول المشاكسة التي لم يتم ترويضها بعد. وبالحديث عن الخيل المشاكس، يقول إن أي خيل يمكن ترويضه تبعاً لقدرات مدربه، والمدرب الواعي عليه أن ينظر إلى الحصان المشاكس كطفل يحتاج معاملة خاصة وتدريب،، وكثير من الصبر والمعلومات عن الخيول المشاكسة، ومنها «عندما يهجم الحصان على أي شخص ومهما كان الحصان مندفعاً وبسرعة عالية، يجب على الشخص المُهاجم ألا يجري من أمامها أبداً، وإنما يبقى موجوداً في مكانه وسط دائرة محددة قطرها نصف متر تقريباً، ولا يتحرك خارجها، فقط عليه أن يفادي الحصان بالميل يميناً أو يساراً بدرجة مناسبة حينها سيتجنبه الحصان ويوّلي بعيداً عنه». شراء الخيول وينصح أيضاً بضرورة اختيار المروّض المناسب للخيل كون الترويض يختلف تماماً عن عالم التدريب وتهيئة الخيول للسباقات. أما شراء الخيول، يكون من خلال الأندية الرياضية والمزادات، وأعمار الخيول المشتراة يحددها الغرض منها، مثلاً إذا كنت تريد خيلاً من اجل تعليم الأولاد «حق الركوب العادي»، عليك اختيار عمر 8 سنوات، فما فوق، أما أحصنة السباقات فتكون من عمر 3 إلى 5 سنوات، كما ينصح أبناء الإمارات دخول عالم الخيل من البوابة الصحيحة والآمنة، وهي اختيار المكان المناسب لوضع الخيل، حيث تتوافر أمور الاعتناء فيها، مثل المزارع أو استئجار إسطبل في أحد نوادي الفروسية. وحصان الركوب العادي يدور سعره حول العشرة آلاف درهم، بينما حصان السباق يبدأ من 50 ألف درهم بحسب سلالته، وتبلغ تكلفة الحصان داخل الاسطبل شهرياً نحو ألفي درهم، وهو مبلغ غير كبير قياساً للخدمات التي تقدم للحصان من خدمة كاملة ورعاية صحية إتاحة مجال لصاحب الحصان وأولاده في ممارسة هذه الهواية الجميلة في أجواء آمنة. ملتقى عائلي إلى ذلك أورد الشامسي أن الحديث الشريف «الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة»، كان له أكبر الأثر في حياته، حيث استطاع بفضل الله، ثم تعاونه مع أشقائه تحويل المزرعة التي تركها لها الوالد راشد مصبّح الشامسي، إلى ناد رسمي للفروسية يرتاده فرسان كُثُر وهواة، ومبتدؤون يتعلمون عن الفروسية، ويسعى حالياً إلى تحويل النادي إلى ملتقى عائلي يجذب فيه أكبر قدر من العائلات ليقضوا أياماً كاملة داخل النادي، مستمتعين بألوان الترفيه والرياضات العربية في ظل أجواء مكشوفة، بعيداً عن ضجيج المدينة وصخب المراكز التجارية. معسكر للأشبال ومسيرة للفرسان من الإنجازات التي قام بها الشامسي في عالم الخيول، إنه قام بتنفيذ معسكر خيل للأشبال استمر ثلاثة أسابيع بهدف تعليم الصغار الكثير عن عالم الخيول، وكيف يتعاملون معها ومن النقاط المهمة التي تعرفوا عليها خلال المعسكر، قيمة عامل الخيل، وأهمية أن يعمل في ظروف نفسية وصحية جيدة، ما يساهم في إنجاح العمل ككل، كما يقوم بعمل مسيرة «فرسان خليفة»، في جزيرة ياس منذ ثلاث سنوات بشكل دوري في احتفالات اليوم الوطني، ويتعاون مع الجهات المسؤولة عن ذوي الاحتياجات الخاصة، ومنها مركز أبوظبي للتوحد الذي يستقبل طلابه يومين كل أسبوغ، لافتاً إلى أنه يرحب بزيارة أي من منتسبي مراكز ذوي الاحتياجات الخاصة ليستمتعوا بفعاليات نادي الشهامة للفروسية الذي يتولى رئاسة مجلس إدارته.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©