السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الاتحاد الأفريقي··· والتسوية في زيمبابوي

الاتحاد الأفريقي··· والتسوية في زيمبابوي
2 يوليو 2008 23:16
حث الاتحاد الأفريقي يوم الثلاثاء الماضي، على تشكيل حكومة وحدة وطنية في زيمبابوي، لمعالجة الجروح السياسية الغائرة في هذا البلد، وذلك بعد فوز الرئيس ''موجابي'' في انتخابات الإعــــادة التي لم يترشح فيهــــا أحد غيره، والتي اعتبرت على نطاق واســــع أنها زائفــــة· وقد وجه الاتحاد الأفريقي المكون من 53 دولة، والذي يعتبر المنظمة الأكثر نفوذا في القارة، نداءه في أعقاب اجتماعات استمرت ليومين، واتسمت بالانقسام حول الطريقة التي يتعين بها معالجة موضوع زيمبابوي، ففي حين أيد رئيس الجابون ''عمر بونجو'' رئاسة ''موجابي''، فإن دولة مثل'' بتسوانا'' دعت إلى إيقاف مشاركة زيمبابوي في المنتديات الأفريقية، لأن تلك المشاركة ''تمنح شرعية غير مشروطة لعملية لا يمكن اعتبارها مشروعة''، وحث الاتحاد الأفريقي في قراره على الاستمرار في جهود الوساطة الإقليمية، التي قادها الرئيس الجنوب أفريقي ''تابو مبيكي'' وهو ما سبب إحباطا للمعارضة· سبب هذا الإحباط هو أن ''مبيكي'' قد تعرض إلى انتقادات واسعة بسبب تعامله اللين زيادة عن اللزوم مع ''موجابي'' حليفه الوثيق منذ 30 عاما وزميله في حركة التحرر الوطني من الاستعمار، وحث الاتحاد المعارضة وحكومة ''موجابي'' معا على تفادي أي خطوات ''قد يكون لها تأثير سلبي على مناخ الحوار''، وعلى رغم أن الوثيقة جاءت أقل انتقادا لزيمبابوي مما كانت تود بعض الدول الأفريقية، إلا أنها عكســت استعدادا غير عادي لكسر تقليد سائد في القارة وهو العزوف عن التدخل في شؤون الدول الأخرى، كان القرار أيضا خروجا آخر على الموقف الذي كانت تتبناه دول القارة، والذي كانت تقاوم من خلاله منح ''موجابي'' أي صفـــة تقل عن صفتـــه كـ''بطل من أبطال النضــال من أجل التحرر''· على الرغم من الإدانات الدولية الواسعة النطاق، فإن السيد ''موجابي'' كان يريد من خلال مشاركته في المؤتمر، الحصول على مصادقة الاتحاد على إعادة انتخابه لرئاسة زيمبابوي، من خلال انتخابات وصفتها ثلاث جهات مراقبة أفريقية بأنها غير كافية، وغير موثوق بها، ولا تعكس إرادة الشعب· غير أن خصوم ''موجابي'' وبعضا من حلفائه، حثوه على القبول بتسوية تتضمن التخلي عن سياسة السيطرة المطلقة على زيمبابوي، والتي ميزت معظم سنوات حكمه الثماني والعشرين أي منذ الاستقلال عن حكم البيض عـــام ،1980 ويشــــار في هـــذا السياق إلى أنه وقبل أن يوجه الاتحـــاد الأفريقي دعوتـــه كان موجابي وحزب المعارضة -الحركة من أجل التغيير الديمقراطي- قد استبعدا التوصل إلى تسوية من خلال مفاوضات، تنبني على مبدأ تقاسم السلطة، وتكون مشابهة لتلك التي تم التوصل إليها في كينيا، بعد أحداث العنف التي وقعت عقب الانتخابــــات التي أجريت هناك في تاريخ سابق من العـــام الحالي، وقد علق ''جورج تشارامبا'' -المتحدث باسم'' موجابي'' على دعوة الاتحاد الأفريقي- بقوله: ''كينيا هي كينيا، وزيمبابوي هي زيمبابوي، ونحن في زيمبابوي لدينا تاريخنا، وتقاليدنا في الحوار المستمر، وفي حل المآزق السياسية على الطريقة الزيمبابوية وليس على الطريقة الكينية''· ومما عمق من الشعور بالمأزق السياسي في زيمبابوي، أن المعارضة قد أصدرت بيانا تقول فيه: ''ليس هناك مباحثات أو مناقشات تحدث في الوقت الراهن بين الحزبين، والشيء الأكثر أهمية مما عداه، هو أنه ليس هناك اتفاقية تلوح في الأفق''، ويرى المراقبون أن المعارضة لم تغلق الباب تماما في وجه دعوة الاتحاد الأفريقي، وهو ما يتبين من تأمل فحوى التصريح الذي أدلى به ''نيلسون تشاميزا'' -المتحدث باسم المعارضة في العاصمة الجنوب أفريقية هيراري- والذي قال فيه: ''إن حزبه سيدرس قرار الاتحاد الأفريقي بعناية وسوف يحدد موقفه بناء على نتيجة تلك الدراسة''· وألمح المراقبون إلى ما تلقاه حزب المعارضة من دعم عندما أدلى ''برنارد كوشنير'' -وزير الخارجية الفرنسي بتصريح في مقابلة متلفزة أجريت معه قال فيه: ''إن الاتحاد الأوروبي سيصر على أن يكون زعيم المعارضة ''مورجان تسفانجياري'' هو الرجل الذي يقود حكومة الوحدة الوطنية المقترحة في حالة تشكيلها''، ويستمد هذا التصريح أهميته من أن فرنسا ستتولى يوم الثلاثاء القادم رئاسة الاتحاد الأوروبي حسب نظام التناوب المعمول به في الاتحاد· والدعوة التي وجهها الاتحاد الأفريقي، لم تكن بالقوة الكافية لصد الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة والتي تدفع باتجاه فرض عقوبات دولية على ''موجابي''، من ضمنها فرض حظر على تصدير الأسلحة لزيمبابوي، واتخاذ إجراءات مالية وأخرى متعلقة بفرض قيود على السفر على المسؤولين الزيمبابويين الذين قوضوا الانتخابات، وقد قلل ''موجابي'' من شأن الدعوة لتنحيه عن السلطة عندما قال -من خلال متحدثه الرسمي- إنه يمكن للدول الغربية التي تهدد باتخاذ إجراءات اقتصادية أو ممارسات أنواع أخرى من الضغوط ضد بلاده ''أن تفعل ما تشاء فهذا شأنها''· ويقول المراقبون، إن الاتحاد الأفريقي بوضعه للأزمة في زيمبابوي على جدول أعماله قد وضع مصداقيته موضع الاختبار، يرجع السبب في ذلك إلى أن الاتحاد بمناقشته لتلك المسألة، ودعوته للتسوية يحاول تجنيب زيمبابوي إجراءات عقابية من الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة، وتعليقا على هذه المسألة أدلى ''رامتان لامامرا'' -مفوض ''مجلس السلام والأمن التابع للاتحاد الأفريقي''- بتصريح أثناء مؤتمر صحفي قال فيه: العقوبات ليست هي أفضل الأدوات التي اخترعتها الديمقراطيات الحديثة''، ولمزيد من التوضيح أضاف ''لامامرا'' قائلا: ''الاتحاد الأفريقي لديه خط معين في التفكير فيما يتعلق بالكيفية التي يمكن بها مساعـــدة دول الاتحاد على السير قدما تحت مختلف الظروف''· كنيدي أبواو والآن كويل- شرم الشيخ ينشر بترتيب خاص مع خدمة نيويورك تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©