أرباح شركات الطيران تهبط إلى 3 مليارات دولار بفعل أسعار النفط

محمود الحضري، رشا طبيلة (أبوظبي، دبي) - تضغط أسعار النفط باتجاه تخفيض أرباح شركات الطيران العالمية إلى 3 مليارات دولار العام الحالي، مقارنة بـ3,5 مليار دولار وفق توقعات اتحاد النقل الجوي الدولي “أياتا” قبل أن ترتفع أسعار البرميل إلى 115 دولاراً. وأكد “آياتا” في تعديلات على التوقعات السابقة أن هامش الربح للقطاع لن يتجاوز 0,5% العام الحالي. وبين الاتحاد في تقريره الذي أصدره أمس، أن الزيادة في أسعار النفط سترفع من فاتورة الوقود بصناعة الطيران إلى 213 مليار دولار العام الحالي، لتشكل 34% من معدل التكاليف. وكان “آياتا” توقع أن تبلغ أرباح شركات الطيران للعام الحالي 3,5 مليار دولار أي بزيادة 500 مليون دولار عن التوقعات الحالية، وذلك بناء على توقعات بأن يبلغ سعر برميل النفط 99 دولاراً. ومن المتوقع أن تنمو الصناعة إجمالا من ناحية عدد المسافرين والشحن 3,2% العام الحالي، في وقت توقع “آياتا” نمو عدد المسافرين بنسبة 4,2%. وبلغت أرباح شركات الطيران بحسب “آياتا” العام الماضي 7,9 مليار دولار، بعد أن كانت التوقعات تشير إلى أرباح بقيمة 6,9 مليار دولار. ويعود ذلك بشكل أساسي إلى التحسن في أداء شركات الطيران الصينية. وتحقق جميع المناطق في العالم أرباحاً في العام الحالي ما عدا الناقلات الأوروبية والأفريقية التي ستتكبد خسائر. فقد توقع “آياتا” أن تحقق ناقلات الشرق الأوسط أرباحاً بقيمة 500 مليون دولار العام الحالي حيث إن الأداء المالي للصناعة في المنطقة للعام 2011 أظهر تحسناً أكثر مما كان متوقعا في السابق. أما الناقلات الأوروبية، فإن وضعها يعد الأصعب مقارنة بالمناطق الأخرى، حيث تشير التوقعات الى أنها ستحقق خسائر بقيمة 600 مليون دولار في ظل حالات الركود الاقتصادي الذي تواجهه عدد من الدول الأوروبية التي تؤثر سلباً على عدد المسافرين وحجم الشحن، اضافة الى تأثر الناقلات بالضرائب وتكلفة ضريبة الكربون التي أقرها الاتحاد الأوروبي. أما ناقلات شمال أميركا، فمن المتوقع أن تحقق أرباحاً بقيمة 900 مليون دولار العام الحالي بعد أن كان من المتوقع أن تحقق أرباحاً بقيمة 1,7 مليار دولار، إذ أن ارتفاع أسعار الوقود يعتبر السبب الرئيسي في التوقعات بتحقيق نتائج أقل مما كان متوقعاً في السابق. وفيما يتعلق بمنطقة آسيا والباسيفيك، فإنها ستحقق أعلى النتائج لتبلغ أرباحها للعام الحالي 2,3 مليار دولار لتفوق التوقعات، حيث إن قوة اقتصادات الدول في تلك المنطقة سيجعلها تستمر في تحقيق نمو في السفر والشحن. أما ناقلات أميركا اللاتينية، فمن المتوقع أن تحقق أرباحاً بقيمة 100 مليون دولار، أما الناقلات الأفريقية، فمن المتوقع أن تحقق خسائر بقيمة 100 مليون دولار حيث إن عدد المسافرين وحجم الشحن يعد ضعيفاً، ما يصعب عليها مواجهة ارتفاع الوقود. وأشار “آياتا” إلى عدد من العوامل التي حدت من حجم التوقعات السلبية في الأرباح والمتمثلة في تجنب التدهور الملموس للأزمة في منطقة اليورو والتحسن في اقتصاد الولايات المتحدة اضافة الى استقرار سوق شحن البضائع وتراجع نمو القدرة الاستيعابية لشركات الطيران بصورة أقل من التوقعات. وقال توني تايلور المدير العام والرئيس التنفيذي لـ “آياتا” إنه “لا يزال عام 2012 مليئاً بالتحديات بالنسبة لشركات الطيران حيث إن خطر حدوث أزمة في منطقة اليورو تم استبداله بارتفاع أسعار النفط الأمر الذي أثر على توقعات أرباح شركات الطيران للعام الحالي”. وأضاف تايلور “يرتبط أداء شركات الطيران ارتباطاً وثيقاً بنمو الناتج المحلي الإجمالي”، موضحاً أنه “عندما يتراجع النمو إلى أقل من 2% فإن صناعة الطيران تتكبد خسائر”. ودعا “آياتا” الحكومات حول العالم لاتخاذ اجراءات استراتيجية خاصة بصناعة الطيران.وأكد أن بناء صناعة أكثر استدامة للطيران سيقدم الكثير للاقتصاد العالمي ولكن الكثير من السياسات الحكومية وعمليات تحصيل الضرائب في كثير من الأسواق جعلت الصناعة على الحافة بين الربحية والخسارة. وأضاف “الوضع الحالي للصناعة يحتم على الحكومات وضع استراتيجيات تضم سياسات تنافسية والتي سينجم عنها فوائد اقتصادية”. وقال تايلور “تتعرض شركات الطيران لعوامل خارج إرادتها مع التغيرات العالمية الحاصلة اقتصاديا وسياسيا كالأزمة الأوروبية وارتفاع أسعار الوقود ما يجعل التشغيل بفاعلية أمرا مهما لتعزيز التنافسية وادارة تلك التحولات والتغيرات العالمية”.