السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

باكستان··· القوة في بيشاور بعد فشل التفاوض

باكستان··· القوة في بيشاور بعد فشل التفاوض
2 يوليو 2008 23:17
شنت القوات شبه العسكرية الباكستانية هجوما حاسما ضد المسلحين الإسلاميين الذين ينتشرون في محيط مدينة ''بيشاور'' -ذات الموقع الاستراتيجي خلال عطلة نهاية الأسبوع - في مؤشر على أن الحكومة الجديدة بصدد اللجوء إلى الخيار العسكري، وذلك بعد أن كانت تقتصر حتى الآن على الخيار التفاوضي، فقد قامت قوات من ''فيلق الحدود'' يوم السبت، مدعومة بالدبابات وناقلات الجنود المدرعة وطائرات الهيلوكبتر، بتطهير منطقة خيبر القبلية الجبلية القريبة من ''بيشاور'' من المسلحين، وذلك في أول عملية عسكرية كبيرة منذ وصول الحكومة الباكستانية الجديدة إلى السلطة في مارس المنصرم· ويُبرز الهجوم، سعي الحكومة الجديدة إلى إيجاد استراتيجية واضحة للتعامل مع المحاربين، فرغم أنها لم تستعبد أبدا تنفيذ ضربة عسكرية كبيرة، إلا أنها كانت تضع نصب عينيها التفاوض بشأن اتفاقات وقف إطلاق النار مع المحاربين، حتى في الوقت الذي بات فيه انتشارهم يمثل تهديدا متزايدا، وفي هذا الإطار يعتقد بعض المراقبين أن الحكومة استعملت ''فيلق الحدود'' بهدف خلق انطبـــاع بأن الأمر إنما يتعلق بفرض القانون والنظـــام، وليس بعملية عسكرية· وتخشى الولايات المتحدة أن تكون محادثات السلام قد فسحت لطالبان والمسلحين المرتبطين بـ''القاعــــدة'' مجالا أكبر للتحرك على الحدود مع أفغانستان، غير أن بعض المحللين يقولون إنه بالرغــــم مـــــن أن الحكومـــــة لجـــــأت إلـــــى نشر القوات في المنطقة، إلا أنها ستواصل في الوقت نفسه محادثات السلام، وفي هذا السياق يقول ''إكرام سيجال'' -المحلل الباكستاني المتخصص في شؤون الدفاع ورئيس تحرير دورية ''دفانس جورنال'' الباكستانية-: ''إن الاستراتيجية هي نفسها لم تتغير، ولكن أسلوب العمل هو الذي تغير''ويذكر أن الهجوم يأتي أيضا في وقت يزور فيه مساعد وزيرة الخارجية المكلف بشؤون جنوب ووسط آسيا، ''ريتشارد باوتشر'' باكستان من أجل محادثات مع الحكومة· ومن جانبه، يقول ''خالد عزيز'' -المحلل الباكستاني ورئيس ''المعهد الإقليمي للبحوث والتدريبات السياسية''، وهو مركز بحثي: ''ماذا عساك تفعل؟ إن زعماء الحرب يتكاثرون مثل الفطر في المنطقة، ومعظم مواردهم المالية مصدرها الخشخاش الأفغاني المتواجد بكميات وافرة، يبدو كما لو أن هؤلاء الأشخاص (المسلحين) باتوا يسيطرون على الطرق في المنطقة''· وبخصوص مستقبل محادثات السلام يقول عزيز: ''سيتوجب علينا أن ننتهج الأسلوبين ونظل حذرين، هناك وعي متزايد في أوساط المجموعات السياسية هنا، بأن طالبان سترفض بدء محادثات السلام، ولكن بعض أعضائها قد يكونون منفتحين عليها''، وبالفعل، فيوم السبت قرر قائد طالبان الباكستانية ''بيت الله محسود'' تعليق المفاوضات مع الحكومة بسبب استعمالها للقوة في المناطق القبلية، وكانت بعض التقارير قد أفادت في الآونة الأخيرة، بأن طالبان ومجموعات مسلحة أخرى أضحت قريبة بشكل خطير من السيطرة على ''بيشاور''، وذلك على الرغم من أن المدينة تحتضن مقر الحامية العسكرية الرئيسية في منطقة الشمال الغربي، حيث جاء في صحيفة ''ديلي تايمز'' مثلا، أن طالبان لم تعد على أبواب ''بيشاور''، بل داخلها، حيث يمكن الشعور بوجودها بأكبر مدينة من مدن الإقليم الواقع على الحدود الشمالية الغربية''· وقد يكون في هذا الكلام نوع من التضخيم والمبالغة، إلا أن ''سيجال'' يؤكد أن عناصر إجرامية كثفت مؤخرا عملياتها تحت غطاء الأنشطة الدينية في بيشاور، وأن ''الحكومة لا يمكنها أن تكتفي بمشاهدة ذلك دون تدخل''، وفي هذا الإطار يأتي إعلان رئيس الوزراء الباكستاني ''يوسف رضا جيلاني'' عن أن الزعماء القبليين خرقوا الاتفاق عبر أنشطة إجرامية من قبيل تنفيذ عقوبة الإعدام شنقا أمام الملأ والاختطاف وحرق الممتلكات، ونقلت عنه وكالة ''أسوشييتد بريس باكستان'' قوله: ''لا يمكن لأي حكومة أن تقبل بوجود حكومة موازية، ونحن لن نرضى بأن يقوض أحد سيادة وكرامة واحترام البلاد''· وممــــا يذكر في هــــذا الإطــــار، أن مركبات تقل عددا من المسلحين دخلت ''بيشاور'' في الحادي والعشرين من يونيو الماضي واختطفت 16 رجلا من الأقلية المسيحية في المدينة، قبل أن يتم إطلاق سراحهم لاحقا، وحول هذا الموضوع، يرى بعض المراقبين أن التحرك ضد هؤلاء المجرمين كـــان ينبغــــي أن يتـــم منــــذ وقـــت طويل· واستهدف الهجوم الذي شنته القوات الباكستانية عطلة نهاية الأسبوع ''عسكر الإســــلام'' -حركة قيل إنها سيطرت على مناطق كبيرة من معبر خيبر- حيث قصفت القوات منزل زعيمها ''منجال باغ'' في مدينة ''بارا'' التي تبعد بحوالي 28 ميلا عن ''لانديكوتال'' -تعد المدينة الرئيسية في منطقة خيبر، إلا أن ''باغ'' كان قد غادر منزله وتوجه إلى وادي ''تيرا'' قبل بدء الهجوم، وعلى الرغم من أنه يدعو إلى شكل متشدد من الإسلام، وكان قد أرسل رجاله إلى ''بيشاور'' في الآونة الأخيرة لتهديد أصحاب محلات الموسيقى وأقراص ''دي في دي''، إلا أنه يُعتقد أن ''باغ'' لا تجمعه صلة قوية مع طالبان باكستان؛ في حين يعتقـــد أن له صـــلات مــع حركة ''الأمر بالمعروف والنهي عن المنكـــر''، وهي فصيــل مسلح يعتقد أنه أرســـل قوات إلى أفغانستان لمحاربة قوات الائتلاف· وكان انفجار قد دمر يوم الاثنين منزل زعيم ''الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر''، ما أسفر عن مقتل ستة أشخاص، وإن كان مسؤول عسكري قد أعلن أن الانفجار إنما وقع نتيجة انفجار عرضي للمتفجرات المخزونة في المنزل· ميان ريدج - نيودلهي ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©