الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

زايد شخصية نادرة تجمع الإنسانية والأخلاق والحكمة

زايد شخصية نادرة تجمع الإنسانية والأخلاق والحكمة
26 يونيو 2016 14:03
علي الهنوري (عجمان) تحت رعاية صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان، نظمت دائرة التنمية السياحية بإمارة عجمان بمناسبة «يوم زايد للعمل الإنساني» ندوة حول العمل الإنساني والتسامح في فكر ونهج الشيخ زايد، وذلك في مجلس حمد بن غليطة عضو المجلس الوطني الاتحادي. وأكد المشاركون أن الشيخ زايد يعتبر شخصية نادره تجمع الإنسانية والرحمة والكرم والأخلاق وبعد النظر مع الحكمة السياسية التي قادت دولة الإمارات إلى مصاف التقدم والرقي والحضارة في اقل من ثلاثة عقود. وحضر المجلس الرمضاني معالي أحمد بن محمد الجروان رئيس البرلمان العربي، زكي نسيبة المستشار الثقافي بوزارة شؤون الرئاسة، وجمعة الدرمكي رئيس وحدة المتاحف بمركز زايد للدراسات والبحوث، وعدد من الشخصيات. وقال المستشار زكي نسيبة: إن الراحل مانديلا قال: إن رحيل الشيخ زايد يعتبر خسارة للإنسانية وللعالم بشكل عام وليس للإمارات فقط، حيث كان خير زايد يلامس جميع شعوب العالم لاسيما الفقيرة والمحتاجة والنامية. وأشار نسيبة إلى أن الشيخ زايد عقب زيارته إلى أوروبا وأميركا وبعض الدول العربية المتقدمة في تلك الفترة، وهذا في مطلع السبعينيات، رجع للإمارات متألماً على حالة البنية التحتية للدولة حيث كانت الطرق متهالكة ووعرة، حينها صمم من تلك الفترة أن يحظى شعب الإمارات بدولة راقية ذات بنية تحتية يشهد لها العالم وان يسعد من خلالها مواطنو الدولة بحياة كريمة. وقال نسيبة: إن الشيخ زايد رحمه الله طرح رؤيته على الاتحاد الثماني 1964 وذلك في مدينة العين، وبعد ذلك اعاد الطرح عام 1967، ولكن الخارجية البريطانية كانت تشكك في نجاح هذا الاتحاد، وفي عام 1968 طالبت بريطانيا الانسحاب من الخليج العربي ومن الإمارات بالتحديد ولكن الشيخ زايد طلب منهم البقاء من اجل بلورة الاتحاد وعدم الانسحاب في هذه الفترة الحرجة التي لا تزال فكرة الاتحاد جديدة، ولكن حزب المحافظين البريطاني المتواجد في العين تلك الفترة قال ان الشيخ زايد من خلال فكره يستطيع ان يقود مسيرة الاتحاد ويحافظ على أمن واستقرار المنطقة وحماية مواطنيه ودولته، واستطاع الشيخ زايد أن يحقق حلم الوحدة والاتحاد تحقق، ووضع البوصلة الثابتة التي يعتمد عليها حول رؤية المستقبل وهي ثلاثة محاور الأول كان على العقيدة: أي أن الوحدة والاتحاد هما طريق المستقبل ونشر الرفاهية لشعب الإمارات والثاني كان إيمانه العميق بتسخير نفسه لخدمة وطنه وشعبه ومساعدة كل محتاج وفقير، فيما المحور الأخير على اتخاذ الخطوات نحو التحضر والتطور مع بقاء روح الهوية الإماراتية مع التراث والعادات والتقاليد. واكد نسيبة أن الشيخ زايد عندما اجريت له عملية جراحية في أميركا كان قبل ذلك يتابع مشروع السدود في الإمارات الشمالية وبعد أن دخل غرفة العمليات واستمر لمدة ساعات طويلة بسبب التخدير وعندما أفاق بعد إجراء العملية الجراحية كان الجميع يحيط به والأطباء والمستشارون من اجل أن يطمئنوه على صحته فقاطعهم الحديث وقال: أولاً ما وضع السدود في الإمارات الشمالية وكيف حال المطر معهم وماهو حال المواطنين خلال تلك الأمطار وطلب منهم الاتصال الآن بوزير الزراعة والأشغال من اجل التحدث معه بنفسه لكي يطمئن على تلك المواضيع وخاصة المواطنين وبعد أن عرف جميع الأخبار، طلب من الأطباء التحدث عن الفحوصات الطبية، هكذا كان زايد رحمه الله كان دائماً يهتم بشعبه في جميع الأحوال. وذكر نسيبة بعد عودته من أميركا إلى الإمارات صادف معرض آيدكس في أبوظبي وأثناء تجواله بمرافقة الشيخ محمد بن زايد الذي كان يقود عربة صغيرة بصحبة الشيخ زايد تجمهر عليه العارضون من مختلف الجنسيات يردون السلام عليه بعد عودته من أميركا فخاف عليه الحرس وحاولوا إبعاد الشيخ ولكن الشيخ زايد نهاهم وقال للحرس هؤلاء ضيوفنا علينا حق تجاههم وان تتركوهم يتقدموا للسلام وامرني بأن أترجم لكل شخص ما يريد وما يطلب، هكذا كان زايد رجل الإنسانية والسماحة والكرم والأخلاق النبيله. وذكر نسيبة منذ خروج البترول وعند خطوط التنمية الأولى خصص أولاً 10% للدول الفقيرة والمحتاجة مع أن دولته هي الأحوج لذلك ولكن كرمه البالغ وحبه لفعل الخير خصص ذلك الدخل لتلك الدول، وقال نسيبة إلى أن الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر لم ازر أي منطقة أو قرية في أفريقيا إلا وجدة مشروع خيري لشيخ زايد. وأضاف أن التاريخ يسجل أن رؤى الشيخ زايد الإنسانية كانت مجردة من كل حساب نفعي ومعنية بجلب البهجة والسرور والخير لكل من حوله، وكان المعتمد البريطاني كروفورد قد اعترف في تقرير بتاريخ 1969، بأن الذين يتخوفون من الشيخ زايد لسخائه الجزيل، ويعتقدون أن له من وراء ذلك مآرب لا يعرفون أن فطرته هي في العطاء من دون توقع مردود، حتى صارت الإمارات أول دولة مانحة للمساعدات الإنسانية قياساً بدخلها القومي الإجمالي (2014)، حيث بلغ حجم المساعدات الإنمائية الرسمية التي قدمتها 4.89 مليار دولار، تستفيد منها 71 دولة عبر العالم. نهج راسخ قال فيصل النعيمي مدير عام «دائرة التنمية السياحية» بعجمان إن الدور الإنساني لدولة الإمارات ليس بالجديد؛ فهو توجه راسخ في سياستها الخارجية، مشيرا الى أن أكثر من 43 جهة ومؤسسة حكومية وغير حكومية، تتولى تقديم هذه المساعدات والقروض والمِنح. الوسطية أكد معالي أحمد الجروان أن الشيخ زايد رحمه الله مهد لمواطني دولة الإمارات العربية المتحدة الطريق والسيرة العطرة واتخاذ منهج الوسطية في التعامل مع جميع دول العالم، وما نشهده نحن المواطنين في مختلف بقاع العالم من احترام لم يتأت من فراغ لكن بسبب حكمة الشيخ زايد الذي كان ينتهج منهج الوسطية والكرم والحوار.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©