الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«السبيليات».. النسج الخفي بين الواقعي والأسطوري

«السبيليات».. النسج الخفي بين الواقعي والأسطوري
14 مايو 2017 23:10
إيمان محمد (أبوظبي) رغم أن شخصية «أم قاسم» حقيقية وحاضرة في الذاكرة الجمعية لمنطقة البصرة بعد الحرب الطويلة بين العراق وإيران طوال عقد الثمانينات، إلا أنها تظهر بطابع أسطوري سحري في رواية «السبيليات» التي كتبها الكويتي إسماعيل فهد إسماعيل، والذي تمكن من بث تلك الروح الشفافة لامرأة مفجوعة بالحرب وفقد الزوج والتهجير، لتعيد الخضرة إلى قريتها الجافة على خط المواجهة. الرواية هي الثامنة والعشرون في تاريخ إسماعيل الملقب بـ«أبي الرواية الكويتية»، وهي من الروايات التي رشحت للقائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر العربية) هذا العام، وتكمن أهمية الرواية في ذلك النسج الخفي بين الواقعي والأسطوري، والغوص عميقاً في قيمية الحب وسط عبثية الحرب، فيما يشبه النداء للعودة إلى الذات الإنسانية في أصفى تجلياتها؛ ضد الحرب وضد دمار الأرض. أم قاسم، بطلة الرواية، هي بطلة حقيقية يعرفها أهل «السبيليات» في جنوب العراق، كانت مغامرتها بالعودة إلى قريتها وقت الحرب مغامرة لبث الحياة في الأرض الجافة، مغامرة لاستكشاف الأثر الذي تتركه المرأة على الحياة والأرض وقت الحرب، وبعيداً عن الطابع الأسطوري للشخصية الرئيسة، وعلاقتها الروحية اللافتة مع حمارها الذي يشاركها الرحلة، تتكشف الإرادة الفذة للفعل الإنساني. في مقدمة الرواية، يكتب المؤلف عن صديقه الصحفي الذي كان ضمن وفد الصحفيين الذين أخذتهم السلطات العراقية لتفقد آثار الحرب بعد أن وضعت أوزارها عام 1988، حيث تعجب الصديق من بقاء مساحة 2 كيلو متر مثل واحة غناء وسط الشريط الساحلي الغربي لشط العرب الذي ذبلت واصفرت نخلاته وشجراته طوال حرب السنوات الثماني، ومنذ ذلك الوقت بدأ إسماعيل في البحث عن أم قاسم التي كانت سر الحياة في مسقط رأسه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©