الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الكبار لم يموتوا والصغار لن ينسوا

15 ابريل 2018 22:14
أوقفتني إحدى الصفحات الإلكترونية على الإنترنت، العبارة التالية لدافيد بن غوريون، أول رئيس وزراء للكيان الصهيوني عام 1948، قالها في حينه رداً على سؤال لأحد الصحفيين حول القضية الفلسطينية وعودة اللاجئين: «الكبار سيموتون والصغار سينسون». أود هنا، وبعد مرور سبعين عاماً على هذا القول، أن أرد على من تبقى من أولاد بن غوريون وأحفاده الصهاينة، فأقول لهم: لقد ماتت أجساد الكبار بالفعل، أما أرواحهم وأفكارهم فما زالت تعيش في قلوب وأذهان من أسميتموهم «صغارا». اعلموا يا أولاد وأحفاد بن غوريون أنه لا يوجد فلسطينيون صغار. فالفلسطينيون يولدون رجالاً ويرضعون حب الوطن بدل الحليب ويفطمون على العزة والكرامة. وحيث إن طينة الشعب الفلسطيني تختلف عن باقي البشر، كونه شعباً حراً يرفض الاحتلال ولا يرتضي للكرامة بديلا، فقد أعلن مع مطلع غام 1965 عن انطلاق أولى حركات النضال الفلسطيني العلماني ضد الاحتلال من خلال تأسيس حركة فتح، نواة منظمة التحرير الفلسطينية. وتم تنفيذ العديد من العمليات الفدائية ضد مصالحكم الصهيونية أدت إلى تحويل من سميتموهم «صغارا» إلى ثوار مقاتلين. واستمرت المقاومة، وقام «الصغار الجدد» الذين ولدوا تحت الاحتلال بإطلاق انتفاضة الحجارة عام 1987، التي لم تستطع جيوشكم المدججة مواجهتها رغم القتل الذي بدم بارد، فقضت مضاجعكم، وحولت أحلامكم إلى كوابيس. يبدو أنكم أيها الصهاينة المتعجرفون تواجهون صعوبات مع هذا الشعب العظيم أقوى من قدراتكم، وذلك لأن قوة الشعب الفلسطيني، على عكسكم تماما، تكمن في إيمانه العميق بعدالة قضيته وفي لحمة شعبه بكافة أطيافه، إضافة إلى تمسكه بأرضه وتاريخه وتراثه، على عكسكم تماما، فأنتم لستم سوى حثالة شتات العالم الغربي الذي يحلم بلم قذارته ضمن دولة عنصرية لا تاريخ ولا وجود لها، تقام على أنقاض أعرق دول العالم في أول وأشرف بقعة صنعت تاريخ البشرية. ولكن هيهات، فمنذ بدء الخليقة كانت فلسطين عربية وللأبد ستبقى فلسطين عربية مقدسة وطاهرة. فلسطين باقية. وشهداء الانتفاضة الذين يسقطون يومياً هم الدم الذي يعمد الأرض ويطهرها من رجسكم. واعلموا، إذا كنتم غافلين، أنكم تواجهون صعوبات مع هذا الشعب العظيم أقوى من قدراتكم ولا حل لكم سوى الاعتراف بحقوقهم وإنهاء الاحتلال.. وإن غدا لناظره قريب. نصَّار وديع نصَّار
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©