السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

توقعات بمزيد من التراجع للعملة الأوروبية

توقعات بمزيد من التراجع للعملة الأوروبية
15 مايو 2010 21:47
يتوقع محللون أن يستمر انخفاض اليورو في الأسابيع المقبلة بعد أن سجل أمس الأول أدنى مستوى له منذ نهاية أكتوبر 2008 مع بلوغه أقل من 1,24 دولار، لكنهم ذكروا في الوقت نفسه أن العملة الأوروبية ما زالت بعيدة عن أدنى مستوى تاريخي لها. من جهته، قال رئيس البنك المركزي الأوروبي جان كلود تريشيه في تصريحات نشرت أمس إن عملة اليورو لا تتعرض لهجوم رغم تراجعها الحاد، كما أبلغ تريشيه مجلة دير شبيجل الألمانية أن أي تلميحات إلى أن الحكومات أجبرت البنك المركزي الأوروبي على التحرك في أزمة منطقة اليورو الحالية بما يعطي مؤشراً على تلاشي استقلاله ومصداقيته هي “هراء”. من جهتها اعتبرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل شبكة الأمان المالي لليورو، التي تبلغ قيمتها 750 مليار يورو، مجرد خطوة أولى على طريق استقرار اليورو. وقالت ميركل في تصريحات لصحيفة “زوددويتشه تسايتونج” الألمانية الصادرة أمس “المشكلة الحقيقية تكمن في العجز الكبير في موازنات دول منطقة اليورو”، وأكدت ميركل إصرار بلادها على معالجة المشكلة “من جذورها” وذلك عن طريق إصلاح الموازنات في الدول الأعضاء بمنطقة اليورو (16 دولة) وتعزيز القدرة على المنافسة. وأوضحت المستشارة الالمانية أن “الأمر يدور خلال تعزيز العملة المشتركة.. حول ما إذا كانت الفكرة الأوروبية بأكملها تتأرجح باتحاد العملة، لأننا نعلم أنه إذا أخفق اليورو فسيخفق المزيد”، وطالبت ميركل بتعزيز التنسيق فيما يتعلق بسياسة الموازنة والاقتصاد في منطقة اليورو، موضحة أنه خلال عملية التنسيق “لا ينبغي أن يحدد الضعفاء القرار، بل الأقوياء حتى يفلح الأمر”. ويعتبر معظمهم أن هذا الانخفاض ناجم عن تجدد القلق حول صحة الاقتصاد والميزانية في منطقة اليورو حتى أن اليورو يمكن أن تتعادل قيمته مع الدولار، الأمر الذي لم يشهده منذ الخامس من ديسمبر 2002، وأوضح يان ستانارد المحلل لدى مصرف بي ان بي باريبا “إن الضغط على اليورو قد يتواصل ونتوقع حتى أن تتعادل قيمته مع الدولار في الفصل الأخير من عام 2011”. ويخضع اليورو لعملية تصحيح، في نظر معظم المحللين، حيث يعتبرون أن العملة الأوروبية سجلت خلال أسابيع عديدة مستوى عالياً جداً، وقال بيار انطوان دوسوليه المحلل لدى ساكسوبنك إن مستواه ما زال “بعيداً جداً عن أدنى مستوى تاريخي لليورو” سجل في 26 أكتوبر 2000 إذ بلغ سعره 0,8230 دولار. وقد بدأ التعامل في اليورو في يناير 1999 بسعر 1,18 دولار، ثم تدنى عن هذا السعر للمرة الأولى في الثاني من ديسمبر 1999 وبقي كذلك حتى خلال عام 2002، وفي الأول من يناير 2002 عندما أصبحت العملة الأوروبية الموحدة حقيقة واضحة بالنسبة للمواطنين الأوروبيين لم يكن اليورو يساوي سوى 0,89 دولار. وأضاف بيار انطوان دوسولييه “يمكن حتى القول إنه ما زال نسبياً مرتفعاً”، مؤكداً “في هذه المستويات يبقى اليورو عملة قوية قياساً إلى الدولار”، لكن الأمر الوحيد الذي يقلق بعض الشيء المحللين هو الوتيرة السريعة التي تراجع بها اليورو في الأيام الأخيرة. وقال دوسولييه “إنه تراجع بالفعل بسرعة كبيرة بحيث فقد اليورو في غضون نحو أسبوعين عشرة سنتيمات، الأمر الذي يمكن أن يثير القلق هو أن هذا الانخفاض لا يبدو منضبطاً”. ورأى يان ستانار من جهته أنه “إن فقد اليورو ثقة المستثمرين فإن ذلك يمكن أن يصبح مدعاة للقلق”. ورغم هذا القلق فإن انخفاض اليورو يفيد حتماً الشركات التي تصدر إلى خارج منطقة اليورو، فبالنسبة للشركات المصدرة مثل المجموعة الأوروبية للصناعات الجوية والدفاعية، فإنه بالأحرى خبر سار، لكن المحللين يخشون خصوصاً من أن تلقي مشكلات الدين في منطقة اليورو بثقلها على المدى الطويل على الانتعاش الاقتصادي في أوروبا.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©