السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الاتحاد الأوروبي يطالب بريطانيا بتسريع مفاوضات الخروج

الاتحاد الأوروبي يطالب بريطانيا بتسريع مفاوضات الخروج
26 يونيو 2016 00:34
لندن، عواصم (وكالات) قادت ألمانيا وفرنسا أمس المطالب بأن تبدأ بريطانيا التفاوض على «طلاق سريع» من الاتحاد الأوروبي وحذرت باريس من هيمنة التوجهات «الشعبوية» بعد أن تسبب تصويت بريطانيا على الخروج من الاتحاد في موجة من الصدمات المدوية في أنحاء العالم. وتراجعت الأسواق المالية أمس الأول بعد أن أظهرت نتائج الاستفتاء الذي أجري أمس أن البريطانيين أيدوا الخروج بنسبة 52 بالمئة مقابل 48 بالمئة أيدوا البقاء في التكتل الذي انضمت إليه بريطانيا قبل أكثر من 40 عاما.وخفضت وكالة موديز توقعاتها لبريطانيا قائلة، إن جدارتها الائتمانية باتت الآن في خطر أكبر؛ لأن البلاد ستواجه تحديات كبيرة في التفاوض بنجاح على خروجها من التكتل. وقال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر إنه يريد أن يبدأ التفاوض على رحيل بريطانيا على الفور. وقال يونكر لمحطة (إيه.أر.دي) التلفزيونية الألمانية: «قرر البريطانيون بالأمس أنهم يريدون مغادرة الاتحاد الأوروبي؛ لذا فليس من المنطقي الانتظار حتى أكتوبر لمحاولة التفاوض على شروط رحيلهم». وأعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس أنه سيستقيل بعد أن قاد حملة فاشلة للبقاء في التكتل وقال إن شخصاً آخر ينبغي أن يتولى دفة القيادة في التفاوض على الخروج غير المسبوق والمعقد. ولمح كاميرون إلى أن خليفته سيجري اختياره في أكتوبر. وقد يكون هذا الشخص منافسه في الحزب المحافظ بوريس جونسون رئيس بلدية لندن السابق الذي أصبح أكثر وجه معروف في حملة المغادرة وأصبح خياراً مفضلاً لخلافة كاميرون. وأبدى زعماء أوروبيون رفضهم لتأجيل بدء مفاوضات الخروج، وقالوا إن استمرار حالة الغموض لعدة أشهر قبل بدء المفاوضات أمر غير مقبول من جانب الدول السبع والعشرين الباقين في الاتحاد. وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير بعد استضافته لاجتماع للدول الست المؤسسة للاتحاد الأوروبي: «إن هذه العملية (المفاوضات) ينبغي البدء فيها في أسرع وقت ممكن حتى لا نقع في فراغ قانوني. ينبغي علينا التركيز في مستقبل أوروبا». والدول الست المؤسسة للاتحاد الأوروبي هي ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وهولندا وبلجيكا ولوكسمبورج. وحذر وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرو من مخاطر التأخير. وقال «يجب أن نمنح أوروبا معنى جديداً وإلا ستملأ النزعة الشعبوية هذا الفراغ». وقرار بريطانيا الانسحاب من الاتحاد الأوروبي هو أكبر ضربة لمشروع الوحدة الأوروبي منذ الحرب العالمية الثانية. وتواجه بريطانيا نفسها الآن خطر التفكك. وقالت رئيسة وزراء اسكتلندا نيكولا ستيرجن، حيث أيد نحو ثلثي الناخبين البقاء في الاتحاد الأوروبي، إن إجراء استفتاء جديد على الاستقلال عن بريطانيا هو أمر «مرجح جداً». وأضافت ستيرجن أن حكومة اسكتلندا ستسعى للحفاظ على عضويتها في الاتحاد الأوروبي وسترتب لإجراء استفتاء ثانٍ محتمل على الاستقلال عن بريطانيا بعد الاقتراع بالانسحاب من الاتحاد الأوروبي. ورفض الناخبون الاسكتلنديون الاستقلال عن بريطانيا في استفتاء في عام 2014 بنسبة 55 في المئة مقابل تأييد 45 في المئة. وصرحت رئيسة الوزراء بعد اجتماع الحكومة أمس أن اسكتلندا لن تسمح بفقدان عضوية الاتحاد الأوروبي دون بحث جميع السبل، وأنها ستسعى لبناء قاعدة دعم واسعة النطاق في الداخل والخارج للاحتفاظ بهذه العضوية. وقالت ستيرجن «إجراء استفتاء (اسكتلندي) ثانٍ هو بالطبع خيار ينبغي أن يكون على الطاولة، وهو مطروح بقوة». وتابعت أنها ستشكل لجنة تقدم المشورة للحكومة بشأن المسائل القانونية والمالية والدبلوماسية المرتبطة بعضوية الاتحاد الأوروبي. وأيدت اسكتلندا البقاء في الاتحاد الأوروبي بنسبة 62 في المئة مقابل 38 في المئة أيدوا الخروج في الاستفتاء الذي أجري يوم الخميس في تناقض صارخ مع النتيجة الإجمالية لبريطانيا، التي جاءت بتأييد الخروج بنسبة 52 في المئة ومعارضته بنسبة 48 في المئة. وستجتمع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مع زعماء فرنسيين وألمان وإيطاليين في برلين غدا الاثنين لمناقشة التحركات في المستقبل. ووفقاً لموقع سايت لمتابعة المتشددين على الإنترنت، فقد قال أنصار لتنظيم الدولة الإسلامية وتنظيم القاعدة إن بريطانيا انقسمت وأضعفت نفسها. ولجأ متشددون إلى الإنترنت للإشادة بالتصويت البريطاني، وقال أحدهم، إن النتيجة تمثل «بداية تفكك الصليبيين». وتراجعت قيمة الجنيه الإسترليني ما يصل إلى عشرة بالمئة أمام الدولار مسجلاً مستويات لم يشهدها منذ 1985، وسط مخاوف من أن يضر القرار بالاستثمار في خامس أكبر اقتصاد في العالم، وأن يهدد دور لندن كعاصمة مالية عالمية ويغلف المشهد السياسي بالضباب لشهور. وتراجعت قيمة اليورو 2.0 بالمئة أمام الدولار. وقد يحرم الخروج بريطانيا من تجارة السوق الموحدة للاتحاد الأوروبي، وسيتطلب منها أن تبرم اتفاقات تجارية جديدة مع بلدان العالم. وتوقع استطلاع لآراء الاقتصاديين أجرته «رويترز» أن احتمال دخول بريطانيا في كساد خلال عام زاد عن ذي قبل. ومن جانبه، سيتضرر الاتحاد الأوروبي اقتصاديا وسياسيا مع رحيل دولة لم تكن فقط أقوى مناصر لاقتصاد السوق الحر، لكنها أيضاً تتمتع بعضوية دائمة في مجلس الأمن الدولي وجيش قوي وتملك أسلحة نووية. ووصفت ميركل نتيجة الاستفتاء بأنها نقطة تحول في الوحدة الأوروبية. وشجعت النتيجة المتشككين في البقاء في الاتحاد الأوروبي بدول أخرى. وطالب زعماء شعبويون في فرنسا وهولندا بإجراء استفتاءات للانسحاب من التكتل. ودعت مارين لوبان زعيمة حزب الجبهة الوطنية الفرنسي إلى إجراء استفتاء مشابه في فرنسا واستبدلت الصورة التي كانت تضعها على حسابها على «تويتر» بصورة العلم البريطاني، وكتبت قائلة «النصر للحرية». وتفتح نتيجة التصويت الباب أمام إجراءات انفصال عن الاتحاد الأوروبي تستغرق عامين على الأقل في خطوة لم يسبق لعضو آخر أن اتخذها. المفوض البريطاني في الاتحاد يعلن استقالته بروكسل (وكالات) قال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر في بيان أمس إن نائبه فالديس دومبروفسكيس سيتولى منصب مفوض الخدمات المالية بالاتحاد الأوروبي بعد استقالة البريطاني جوناثان هيل. ودومبروفسكيس، وهو رئيس وزراء سابق للاتفيا إحدى الدول الأعضاء في منطقة اليورو، يتولى في الوقت الراهن المسؤولية عن العملة الموحدة في المفوضية. واستقال هيل بعد قرار بريطانيا تأييد الخروج من الاتحاد الأوروبي في استفتاء وهي نتيجة كان هيل يعارضها. وسيحق لبريطانيا ترشيح مفوض جديد ليمثلها في المفوضية ما دامت لا تزال ضمن التكتل. وسيحدد يونكر سلطات هذا المرشح بالتشاور مع الحكومة البريطانية. وقال هيل في بيان بعد يومين على الاستفتاء«بما اننا ننتقل الى مرحلة جديدة، اعتقد أنه ليس من الجيد أن أواصل العمل بصفتي مفوضا بريطانيا كما لو أن شيئا لم يحدث». ودعا هيل (56 عاما) العضو السابق في مجلس اللوردات والذي عينه رئيس الوزراء ديفيد كاميرون مفوضا بريطانيا في المفوضية الى «انتقال منتظم» مع خلفه. وقال «على غرار الكثيرين هنا وفي المملكة المتحدة، اشعر بالطبع بخيبة أمل كبيرة حيال نتائج الاستفتاء. كنت أود أن تكون النتيجة مختلفة، لكن الشعب البريطاني اتخذ قرارا مغايرا، وهكذا تعمل الديموقراطية». وقال إنه وصل إلى بروكسل «مشككا في أوروبا» غير أنه بات مقتنعا بأنه «على الرغم من الاحباطات، فإن انتماءنا إلى الاتحاد جيد لمكانتنا في العالم ولاقتصادنا».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©