الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

قرية الطفل.. مدرسة ملهمة في أيام الشارقة التراثية

قرية الطفل.. مدرسة ملهمة في أيام الشارقة التراثية
15 ابريل 2018 22:32
أحمد النجار (الشارقة) قرية صغيرة تنبض داخل قرية أكبر، تحاكي عالم الطفل في أيام الشارقة التراثية، تلك هي قرية الطفل التي شهدت هذا العام في الدورة السادسة عشرة، تحديثات كمية ونوعية وفنية في إثراء المحتوى التراثي الموجه للصغار، فقد برع المنظمون من معهد الشارقة للتراث في صياغة مساحة نابضة بالمرح والفائدة ضمن جدول برامج ترفيهية مطعمة بجرعة عالية ملتزمة بثلاثية المعلومة والمعرفة وروح الاكتشاف، حيث تمت توسعة رقعة الفعاليات والأنشطة في ساحة «الأيام» لتمتد ضمن 8 أركان موزعة في أرجائها. وأكد آباء وأمهات مواطنون وعرب قادمون من مختلف إمارات الدولة، أن أطفالهم يجدون متعة كبيرة بزيارة قرية الطفل في كل عام، معتبرين أنها تمثل بالنسبة لصغارهم «مدرسة تراثية ملهمة وجدانياً وذهنياً»، ومتنفساً معرفياً وثقافياً بامتياز، بما تتضمنه من برامج متنوعة تنتج رسائل وقيماً جميلة، وتضيء على عادات وتقاليد من تاريخ الأجداد وحياة الأولين. حماسة ومنافسة ولدى زيارتنا لقرية الطفل، في ساحة أيام الشارقة التراثية، التي تدفق عليها مئات من الأطفال المواطنين والعرب من كل الأعمار بصحبة عائلاتهم، كان كثيفاً وواضحاً حجم الإقبال على المنصات والأركان الثمانية، وهذا بالطبع مؤشر له دلالة على نجاح البرامج وجودة محتواها الهادف الذي استطاع الاستحواذ على اهتمام الطفل ودغدغة حواسه وإثراء معارفه بحب عناصر التراث، وإشغال ذهنه بالترفيه المفيد، وإشعال حماسه بالمنافسة في مسابقات الإبداع والمعلومة والأمثال الشعبية، ودمجه ضمن ورش فنية وتعليمية مكثفة ومتجددة كل يوم، سواء في الرسم والتشكيل بالورق أو في تجارب الأداء والطهي الشعبي، التي تهدف في مجملها إلى خلق التحفيز المعنوي لديه وتكريمه بمكافآت وهدايا رمزية. حكايات تجسد «حلم زايد» قالت سمية النقبي، منسقة الفعاليات في قرية الطفل، إن هذه الدورة مميزة بالتوسعة الجديدة للمكان، وتخصيص 8 منصات تخاطب وجدان الطفل وتحاكي هواياته واهتماماته. وأوضحت سمية في حديثها لـ«الاتحاد» أن جميع الأركان تم إعداد محتواها، بما يتوافق مع رسالة الهوية والتاريخ والتراث بصفته مصدر الإلهام وامتداد حلم الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، وذكرت سمية تلك الأركان، محددة غاية كل ركن ورسالته، وأولها ركن «مندوس زايد» الذي تمت صياغة محتواه تزامناً مع عام زايد، وهو عبارة عن عرض فني يومي بروح ترفيهية، يتضمن تعريف الصغار بأقوال زايد وحكمته وإنجازاته خلال مسيرته وفترة حكمه. وركن «الحكواتي» الذي يشهد حكايات يومية ضمن قصص «الجد والحفيدة نورة»، إلى جانب قصص أخرى من الماضي والحاضر ترويها الكاتبة الشيخة مريم بن صقر القاسمي، التي أصدرت كتابين تراثيين تزامناً مع عام زايد، الأول بعنوان «حلم زايد» والثاني «حكيم العرب» وكانت قد أطلقتهما في الأيام الأولى من أيام الشارقة التراثية. ورش ملهمة ومناشط ممتعة وهناك تجارب كثيرة في قرية الطفل تتيح للطفل تحديد بوصلة اهتمامه فيها، مثل ركن الورش الذي يتحلق حوله الصغار لتعلم التلوين على الجبس، إلى جانب ورشة تركيب إطار صورة الشيخ زايد، وفن طي الورق وطباعة صور تراثية على القمصان بالتركيز على عناصر مهمة ومفردات معبرة مثل «الدلة» و«النخلة» و«الصقور» وغيرها. كما توجد ورشات نوعية، وأبرزها ورشة التشكيل الهندسي للمعالم البارزة والأماكن التاريخية مثل الحصن والمسجد والقلاع وسواها. ولفتت سمية بأن حصص الترفيه حاضرة بقوة في منصات قرية الطفل، حيث يمكن للصغار الالتحاق بركن المسابقات التراثية، عبر مناشط مسلية مثل مسابقة الجري و«النط» على الحبل، إضافة إلى ألعاب تراثية قديمة تستهدف إمتاعهم ورفدهم بالمعلومة والفائدة التراثية. غرس حب التراث وقالت سمية بأن إعداد برنامج القرية جاء انسجاماً مع توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بجعل إمارة الشارقة مدينة صديقة للطفل، وترقية المشهد الاجتماعي الذي يستهدف تثقيف الطفل وإثراء ذائقته وتنمية معارفه بهويته وتراثه. وقد ركزنا على غرس حب التراث في وعيه عبر مناشط مسلية واخترنا موضوعات وعناصر مفيدة تذكره بماضيه وتربطه بموروثات أجداده. مشاركة لافتة لـ«شؤون الضواحي» الشارقة (الاتحاد) تجذب مرآة التصوير التي أتاحتها دائرة شؤون الضواحي والقرى في عريشها، ضمن فعاليات أيام الشارقة التراثية بنسختها السادسة عشرة، في منطقة التراث، المئات من الزوار لالتقاط الصور بالأزياء التراثية الإماراتية. وتعد مرآة التصوير واحدة من الفعاليات الحديثة التي أضافتها الدائرة لتتيح لكافة الزوار والسياح، لاسيما من غير المواطنين ارتداء الأزياء الإماراتية التقليدية والتقاط الصور والاحتفاظ بتلك الصور من منطلق محاكاة الماضي ومعايشته ونشره بين أوساط الفئات التي تزور الأيام التراثية في الشارقة. وأشار خميس بن سالم السويدي، عضو المجلس التنفيذي رئيس دائرة شؤون الضواحي والقرى، إلى أن مشاركة الدائرة تتميز بالتنوع والثراء، كونها تعد الخامسة وتضيف العديد من الأفكار الجميلة التي تثري البرامج المقدمة والمشوقة للتفاعل مع التراث التليد. وأوضح أن فكرة مرآة التصوير التي تتاح يومي الخميس والجمعة من كل أسبوع تعد مساحة لنشر ثقافة الأزياء التراثية وإتاحة ارتدائها والتقاط الصور بها لكافة الزائرين والاحتفاظ بالصورة والتي تعد مطلباً للعديد من السياح.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©