مسافرون يلغون رحلات سياحية إلى بانكوك تحاشياً للاضطراب الأمني

ألغى مسافرون حجوزات صيفية إلى بانكوك وتحولوا إلى وجهات أخرى تحاشياً لأحداث الشغب الدامية والاضطراب الأمني في العاصمة التايلندية بسبب الخلافات بين الحكومة والمعارضة، بحسب مسؤولين بشركات سياحة وسفر في الدولة. وقال هاني خورشيد سكرتير عام مجلس رجال أعمال السفر والسياحة (أتاك) إن تايلند تعد المحطة الرئيسة في الشرق الأقصى بالنسبة لسكان الدولة، وثالث أهم محطة لرحلات مطار أبوظبي الدولي. ولكن الحال تغيرت في الوقت الراهن بسبب الأوضاع الأمنية المضطربة هناك. وقال خورشيد “تلقينا إلغاءات بغرض التحول إلى مقاصد أخرى كماليزيا التي تعد مشابهة لتايلند، هناك تراجع في الحجوزات إلى بانكوك مقارنة بالأعوام الماضية”. وتحتل تايلند موقعاً مهماً على قائمة الوجهات المفضلة للسياحة والعلاج بالنسبة لسكان الدولة، إذ زارها العام الماضي قرابة 141 ألف إماراتي، من بين 214 سائحاً خليجياً. وقال جيمي المر مدير وكالة “سالم” للسفريات إن “الطلب على السفر إلى بانكوك تراجع خلال الصيف الحالي مع الأحداث الأخيرة في العاصمة مقارنة بالأعوام السابقة”. وأمس الأول، جددت وزارة الخارجية دعوتها مواطني الدولة عدم السفر إلى العاصمة التايلندية. وبحسب تصريح سابق لسفير سلطان العلي مدير إدارة الشؤون الإعلامية بالوزارة، فإن تجديد الدعوة للمواطنين عدم السفر جاء نتيجة للظروف والأوضاع التي تمر بها بانكوك، وانطلاقاً من حرص دولة الإمارات على سلامة رعاياها ومواطنيها. ومع ذلك، لا يزال “محبو تايلند” يترقبون استقرار الأوضاع الأمنية، في الوقت الذي قلل فيه عاملون في مكاتب سياحة من تأثير تلك الأحداث على الموسم السياحي، معتبرين أنها “مؤقتة”. وأكد المر أن عدداً من المسافرين الذين قاموا بالحجز إلى تايلند في الصيف يعيشون حالة من الترقب، حيث قرروا التريث في اتخاذ قرار الإلغاء، أملا في أن تستقر الأوضاع الأمنية قبل حلول الصيف. وفيما تهبط أسهم تايلند ترتفع أسهم وجهات سياحية أخرى، لا سيما تركيا وبعض دول الشرق الأوسط. وقال علاء العلي مدير شركة “نيرفانا” للسفر والسياحة، إن عدداً من المسافرين حولوا رحلاتهم إلى ماليزيا وماريشيوس والمالديف كمقاصد بديلة. وأكد العلي أن الطلب العام الحالي يتركز على تركيا وبعض دول الشرق الأوسط كلبنان والأردن إضافة إلى دول أوروبية. وقال العلي “قرابة نصف الحجوزات إلى بانكوك ألغيت، والنصف الآخر يترقب عودة الاستقرار”. وتشهد العاصمة التايلندية منذ أشهر مواجهات وصدامات دامية بين الحكومة والمعارضة “أصحاب القمصان الحمراء” الذي يطالبون بإقالة رئيس الحكومة وإجراء انتخابات برلمانية. ومن جهة أخرى، قلل مسؤولون في شركات سفر وسياحة من تأثير سحابة الرماد البركاني التي ضربت أوروبا مؤخراً على حجوزات الصيف، معتبرين أن تلك الأحداث مؤقتة، وتؤثر على الحجوزات وحركة الطيران وقت حدوثها. وقال خورشيد “السحابة لم تؤثر على الحجوزات لأوروبا، التأثير كان وقتياً والمطارات عادت تعمل كالسابق”. واتفق معه بالرأي العلي، الذي أكد أن الحجوزات إلى أوروبا في تزايد مستمر. ويتوقع أن ترتفع الحجوزات إلى دول أوروبا في ظل عروض مجزية من فنادق مدن رئيسة هناك، وانخفاض سعر صرف اليورو في الأسواق العالمية. وبين العلي أن سحابة الرماد البركاني لم تؤثر عل حجوزات الصيف إلى الدول الأوروبية، حيث إن تأثيرها كان فقط في أيام الكارثة. وقال المر “إن المقاصد التي تشهد طلباً متزايداً من المسافرين خلال الصيف تركيا ولبنان وبعض المقاصد الأوروبية كسويسرا وألمانيا”، مقللاً من تأثير سحابة الرماد البركاني على حجوزات الصيف. وقال العلي “نقوم بتقديم النصح للمسافرين الذي لم يلغوا حجوزاتهم إلى تايلند حول الأماكن الآمنة في العاصمة والبعيدة عن الأحداث، لاسيما الجزر الشهيرة مثل بوكيت”.