الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

القضاء على الفساد في الأرجنتين مهمة صعبة

القضاء على الفساد في الأرجنتين مهمة صعبة
15 مايو 2010 21:58
يرتجف الأرجنتينيون هذه الأيام مع الاستماع إلى أنباء الأزمة المالية التي تعصف باليونان، فهذه الأنباء تذكرهم بالانهيار الذي تعرض له اقتصاد الأرجنتين عام 2001. ففي تلك الفترة تراكمت الديون مع فساد الإدارة، مما أدى إلى فرض خطة تقشف صارمة من جانب الحكومة أعقبها تفجر موجة أعمال عنف أطاحت برئيس البلاد ثم بخليفته خلال شهور قليلة قبل أن تعود الأمور إلى الاستقرار. والحقيقة أن هناك العديد من أوجه الشبه بين تجربة الأرجنتين التي كانت في وقت من الأوقات دولة غنية قبل انهيار اقتصادها، واليونان العضو في منطقة اليورو، ولعل أهم أوجه الشبه هو ازدهار الفساد والذي أدى إلى تبني إجراءات خاطئة وسياسات فاشلة على مختلف المستويات في البلدين. ويقود المحامي الالماني ماتياس كلاينهيمبل أحد كبار مديري شركة سيمنس الألمانية العملاقة في أميركا اللاتينية سابقا حملة لمحاربة الفساد في الأرجنتين. ويرأس الرجل البالغ من العمر 57 عاماً “مركز الشفافية وقيادة الأعمال” الذي تأسس العام الماضي في كلية “آي.أيه.إي” الخاصة لدراسات الاقتصاد بضاحية بيلار في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس. يرفع كلاينهيمبل شعار “كلما لجأت إلى الرشوة تخسر .. كثيرون غيرك مارسوا ذلك لسنوات ولم يحققوا نجاحا كبيرا”. ويقول المحامي الألماني إنه يحاول إقناع الشركات بأن الفساد وتقديم الرشاوى ينطوي على مخاطرة كبيرة على المدى الطويل ولذلك يجب تجنبها، ويضيف “أنا لا أتردد في الحديث عن السلوك الأخلاقي لأن الكثيرين يردون على الفور بأن هذا الكلام واضح، لكنه في الحقيقة هو المصطلح السليم” تمول شركة سيمنس إلى جانب مؤسسات أخرى المركز الذي يديره كلاينهيمبل. وكانت سيمنس من بين المتورطين في قضايا الفساد في الأرجنتين الأولى حيث تعرضت لحرج بالغ في أعقاب الكشف عن تورط مسؤولين فيها في تقديم رشاوى للفوز بصفقات في عدد من دول العالم بينها الأرجنتين ولذلك فهي تريد أن تكون في مقدمة المساهمين في محاربة الفساد. ويركز كلاينهيمبل على تخويف المديرين من تداعيات تقديم الرشوة ومزايا السلوك القويم حيث تؤدي الرشاوى إلى تلاشي الأرباح والتعرض لغرامات باهظة والدخول في تحقيقات مكلفة إلى جانب التداعيات الشخصية مثل تدمير السمعة بالنسبة للمتورطين في الرشاوى وتعرضهم لعقوبات قاسية تصل إلى السجن. ولكن المعضلة التي يواجهها المحامي الألماني في الأرجنتين هي أن جرائم الفساد والتهرب الضريبي ظلت لسنوات طويلة بعيدة عن اهتمام دوائر التحقيق، مما أدى إلى انتشارها عملا بمبدأ “عندما تكون في روما افعل كما يفعل الرومان”. ويقول كلاينهيمبل إن الزيادة الكبيرة في عدد قضايا الفساد التي يتم الإعلان عنها الآن لا ترجع إلى زيادة معدلات الفساد وإنما لزيادة الاهتمام بتعقب هذه الجرائم. ويضيف أن فضائح الفساد لا تلحق الضرر بالمديرين فقط وإنما بالشركات أيضا لأن العملاء عادة ما يتجنبون التعامل مع الشركات والمؤسسات ذات السمعة السيئة. ولكن كلاينهيمبل يبدو واقعيا ومدركا جيدا لطبيعة المناخ الذي يعمل فيه في أميركا اللاتينية، لذلك فهو يقول إن “جعل الفيل الضخم مجرد فيل صغير هو إنجاز كبير” في إشارة إلى أنه يأمل في الحد من الفساد المتفشي في الأرجنتين وليس القضاء عليه بالكامل. فالفساد مازال منتشراً في كل المستويات، ويكفي أنه عند النزول من السيارة الأجرة يسألك السائق عن المبلغ الذي تريد وضعه في فاتورة التوصيل لكي تصرفه لاحقا من شركتك أو مؤسستك بغض النظر عن المبلغ الحقيقي الذي ستدفعه للسائق.
المصدر: د ب أ
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©