السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

ما هي الأجواء الصحية؟

21 مارس 2012
كثيراً ما يردد بعض المسؤولين، حينما يقررون بمحض إرادتهم ترك العمل الرياضي، بأن السبب هي الأجواء غير الصحية وغير المريحة نفسياً، وقد تكون لهؤلاء ظروفهم الخاصة التي تحول دون الاستمرار، والتي قد تكون شخصية أو نفسية أو ضغوطات جماهيرية وإعلامية. وهي مبررات غير مقنعة وغير منطقية وتصدر بعد فترة من العمل الذي لم يحالفه النجاح أو الانسجام، ونتيجة خلافات بين أطراف اللعبة من الأعضاء العاملين معه، أو خلافات تطغى على الساحة بين الاتحاد والنادي، أو الجهة التي يعمل فيها، لذلك يطلق العنان لتصريحاته، التي هي كلها إيحاءات وغير محددة ولجهات عدة، وأفراد يكونون قد رسمهم في خياله، بأنهم هم السبب وراء تركه العمل، وإعلان اعتزاله والابتعاد عن الأجواء التي يدعي بأنها غير صحية، وغير مريحة نفسياً. نريد أن نعرف ما هي الأجواء غير الصحية؟ وهل مرتبطة بظروفهم وحدهم، أم أن هناك أسبابا أخرى يخشى الفرد البوح بها، ويعلقها على شماعة الظروف؟. منذ دخلنا معترك العمل الرياضي متطوعين، لم نجد ما يخالف المتعارف عليه في بيئة العمل الرياضي، فالبيئة كما هي منذ البدايات، وليس هناك مغاير لهذا الواقع، الذي يدعوه دخول معترك العمل، وأن استجد شيء في منتصف الطريق، فيجب الإشارة إليه مباشرة دون التلميح، وتوجيه أصابع الاتهام لجهات محددة، لأن العمل الرياضي مستمر، واستمراريته مرهونة بالرغبة والدافع لهما، وخدمة الوطن أولًا وأخيراً. أما ما يردده المنسحبون، بالبيئة غير الصحية، فيجب تحديدها، فلا يعقل أن يكون كذلك مع الجميع، صحيح أن العمل الرياضي يواجه الكثير من الضغوط النفسية والجماهيرية والإعلامية، وهي طبيعة المهنة التي تختلف عن سواها، إلا أن من لا يجد في نفسه إمكانية التأقلم مع أجوائها، عليه أن لا يقحم نفسه، ولا يغريه البريق الإعلامي، والظهور الدائم في وسائل الإعلام، على أنها ميزة أحياناً، لكنها حارقة أحياناً كثيرة، لذلك كان ينبغي عدم الاقتراب منها، وإن دخلها وتجرع منها ولم يستطع المواصلة فعليه أن ينسحب منه دون إلقاء اللوم على الآخرين. قد نعذر البعض في عدم التوفيق، خاصة الأجهزة الفنية التي في فوهة المدفع، وتتحمل المسؤولية المباشرة في تحقيق النجاح، ولهؤلاء حساباتهم الخاصة، إلا أن التعميم على الوسط برمته، فيه من الظلم على الشخص، وعلى الوسط، وعلى العاملين فيه، لأنهم ليسوا جميعاً سواسية، فهناك من يتحمل ضغوط العمل بدرجات، وهناك من لا يألفه، وهناك من يتحامل على نفسه، وهناك من يرفع الراية ويستسلم عند أول تحد، ويعلق فشله على الغير، دون مبرر، وعلى الظروف غير الصحية في أحيان كثيرة. فإن كانت الأجواء كما يقولون غير صحية ويزعمون بأنها غير مريحة نفسياً، فالأجدر بهم عدم خوض التجربة، لأن هناك في الوسط الرياضي من يستطيع تحمل كل ذلك، لطبيعتهم وتكيفهم وانهم خلقوا ليكونوا كذلك، وما يردده البعض بعدم ملاءمة الأجواء وغير الصحية، فعليه عدم اتهام الوسط الرياضي بذلك. وتجاربنا مع الوسط الرياضي منذ عقود تؤكد أن ليس هناك أجواء صحية ونفسية وإنما هناك ضغوط تجبر الشخص على التنحي أن لم تكن خلافات شخصية وراء ذلك. ولأننا مقبلون على دورة انتخابية جديدة فعلينا الاستعداد لها من الناحية النفسية والتهيؤ لظروفها الصحية. Abdulla.binhussain@wafi.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©