أرواح تشذبها المعادن!

رمضانكم سعيد يا أصدقائي، كيف حالكم؟ هل نمتم جيدا ليلة البارحة؟ أعرف أنكم مثل حالاتي تدخلون في النوم من بابه العصي بعد محاولات عدة.. يوما ما قررت أن أكون (امريكان سستم) فأخبرت الجميع بأني سأنام مبكرا لمنح جسمي وعقلي الثماني ساعات التي لم يرها في حياته سوى مرات عدة، خصوصا أنني ابن المجتمع الخليجي الذي يستطيع الفرد فيه أن يكتب لك كتابا كاملا عن مضار الكليسترول وكرشه تتدلى أمامه (كنه شايل تلفزيون من الصالة إلى المقلط)، من أكثر ناس في الدنيا يتحدثون عن أهمية الرياضة و لو تثاءب أحدنا لداهمه شد عضلي في الساق (وشلون تجي يابو الشباب)، نعرفه أهمية صداقتنا لأبنائنا ونحن أكثر الناس بعدا عنهم، الكثير منا حتى لا يعرف ابنه يدرس في أي مستوى دراسي، حتى أن الابن قد تصل به الحال الى الغياب عدة أيام عن مدرسته دون علم الأب بالتعاون مع (أم البنات) التي لا تملك من أمرها شيئا واقعة بين نارين من نيران مجتمع يصنف الجنس الذكري على أنه الأفضل والأكمل والأقوى. دعونا من كلام نردده منذ عشرات السنين ودعونا نركز في موضوع (الأمريكان سستم حقي)، قررت النوم بعد التاسعة مساء متحملا سخرية أصدقائي واتصالاتهم الكيدية التي يراهن بعضها بأني لن استطع صبرا! توجهت لوالدتي أن تدعو لي الله بأن يمكنني من النوم مبكرا وكسب رهان أصدقائي، دخلت إلى غرفة نومي في موعدي المحدد، قمت بإطفاء الأنوار، شعرت بأني كالسجين خصوصا أنني أسمع أصوات أهلي، حاولت جاهدا سماع ما يقولون ثم حاولت جاهدا ألا أسمع ما يقولون لكي أتمكن من النوم، بعد ساعة من الزمن وألف (تقلبه يمين يسار)، نهضت من السرير وقمت بإشعال نور الغرفة علني أقرأ (ويني ووين القراية)، المهم قارب الفجر على الظهور (وأنا ما غير أتقلب ..لاعاد من أمريكان سستم). هاني الشحيتان