الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عفن المنازل الفطري يؤدي إلى الاكتئاب ويحرض الحساسية إلى مهاجمة الجهاز التنفسي

عفن المنازل الفطري يؤدي إلى الاكتئاب ويحرض الحساسية إلى مهاجمة الجهاز التنفسي
25 مارس 2011 20:52
تجتاح الفطريات الكثير من الأبنية الجديدة في الإمارات بحيث أنّ سماتهما تظهر على ورق الجدران والأثاث والمفروشات واللوحات الرأسية في مقدمة الأسرّة وحواف الأرضية مسببة بذلك أضراراً تُقدر بملايين الدراهم من جهة وتؤثر سلباً على نوعية الهواء في الأماكن المغلقة، لكن الأمر لا يقتصر على النواحي المادية بل يتعداه إلى التأثير على الصحة بسبب العفونة. يعد العفن الفطري الذي يصيب جدران وأسقف المباني على اختلافها، واحدا من القضايا البيئية الطبية التي لا تزال محل جدل علمي من دون وضوح في الإرشادات حولها من قبل الهيئات المعنية بالبيئة والصحة، وهي الملاحظة التي تم طرحها أواخر العام الماضي في المجلة الأميركية للصحة العامة، وبينت أن المنازل المصابة بالعفن الفطري تقود ساكنيها إلى الاكتئاب، وهي ملاحظة قد تُثير فقط الدهشة أو الفضول لدى البعض، باعتبارها معلومة عامة طريفة، لكنها لدى باحثين طبيين يؤكدونها، ويرون أن الأمور تزداد تعقيداً في جانب الأضرار الصحية المرتبطة بعفن المنازل ورطوبتها. أسباب الظهور عن أبسط تعريف للعفن الفطري وأنواعه، يقول ستيف آشبي، المدير الإداري لشركة متخصصة في مكافحة عفن وفطريات المباني «العفن هي الكلمة الشائعة للفطر، وهي واحدة من الممالك الست للكائنات الحية، وقد تم تحديد أكثر من مائة ألف نوع من الفطريات، ولكن لم يتم حتى الآن تسمية وتصنيف العديد منها، علما بأن الفطر جزء أساسي من الحياة في الطبيعة، حيث يعمل على تحليل المواد الميتة بحيث يمكن امتصاصها مرة أخرى في التربة، ويتكون العفن الفطري من خلال عدة عوامل تساعد على تكوينه وانتشاره، فجراثيم العفن موجودة في كل مكان من حولنا على هذا الكوكب، ويتشكل العفن عندما تتوفر الرطوبة في المكان فتوفر مصدر الغذاء». ويضيف «تلعب عدة أمور أخرى دورا في تعزيز ظهور العفن ومنها عدم وجود أشعة الشمس المباشرة داخل المبنى، ونسبة الرطوبة العالية في الجو والتي تجعل الجدران رطبة، ووجود ورق الجدران والغراء والخشب غير المعالج والذي يعتبر حاضنا أساسيا لتكون العفن، وحتى الغبار يوفر الغذاء للعفن، وهناك الكثير من الأماكن المظلمة التي تسمح للعفن بالنمو». وحول المخاطر الصحية التي تنجم عن العفن الفطري، يقول آشبي «تعتمد المخاطر على أنواع العفن، حيث أن العفن مثير للحساسية، مما يسبب تهيجا في الجهاز التنفسي، وبعضه يمكن أن يصبح ساما للإنسان ويسبب أمراضا خطيرة، وقد يؤدي حتى الموت إذا ما تواجد بكميات كبيرة وتم التعرض لها لفترات طويلة من الزمن». لكن لحسن الحظ يمكن مكافحة العفن الفطري في المباني والمنازل، يقول آشبي «تتم مكافحة العفن في المنازل عبر عدة خطوات مهمة، فأولاً نقوم بتحديد كل مكان ينمو فيه العفن في المبنى، ثم نقوم بإزالة المواد المتعفنة مثل ورق الحائط أو عن طريق رش وتنظيف الأسطح مثل الخرسانة. ثم نقوم بتضبيب المنطقة بأكملها بالبخار المخصص والطويل الأمد، والذي يمنع من إعادة تكون العفن والبكتيريا مرة أخرى أو عودتها». ويضيف: «نحن نستخدم المعايير الدولية في معالجة هذه المشكلة، ونعتمد على فريق من المختصين في التنظيف، بالإضافة إلى منتجاتنا الحائزة على براءة اختراع، حيث تنفذ هذه المجموعة عملية القضاء على العفن والجراثيم في المكان والأجواء المحيطة به بكل فاعلية وكفاءة». اكتشاف الإصابة عن المواد الفعالة المستخدمة في مكافحة العفن الفطري، يقول آشبي «يجرب الناس عادة مواد مختلفة كثيرة، ولكن تلك التي تعمل على أفضل وجه، هي مزيج من مبيد العفن ومبيد الأبواغ (مادة تستخدم لقتل بيض العفن) بالإضافة إلى مبيد للفيروسات، ونحن نستخدم المنتجات المتخصصة والمستوردة من الولايات المتحدة والتي تعتبر غير سامة للإنسان والحيوان، ولكنها فتاكة وقاتلة للعفن». وبالنسبة لكيفية اكتشاف وجود العفن الفطري في المنازل. يوضح آشبي «بصورة عامة يشتم معظم الناس في البداية رائحة رطوبة ورائحة تراب، وهو الأمر الذي يؤدي بهم للبحث في الأماكن المظلمة حيث يمكن أن تكون الرطوبة، مثال على ذلك المنطقة الواقعة تحت مغسلة المطبخ، أو يرون ألوانا غريبة تظهر على ورق الجدران، أو لديهم باستمرار أعراض الرشح والصداع حيث يصبحون أفضل بعد مغادرة المبنى الموبوء». وينصح آشبي في اكتشاف أن مبناهم موبوء بالعفن بما يلي: «عليهم عدم محاولة إزالته بأنفسهم (ما لم تكن الكمية صغيرة جدا)، لأنه عند إزعاج العفن، سيتم فتح أبواغ جراثيم العفن ونشرها على الأثاث في داخل المنزل، وذلك سيزيد من نسبة انتشاره، والطريقة الأنسب لمعالجة العفن هو بالاتصال بشركة محترفة للتعامل معه، حيث يمكن من فريق الشركة المتخصص القيام بذلك بشرط الطلب منهم أن يقدموا ضمانا على عملهم لفترة طويلة من الزمن تصل على الأقل لمدة ستة أشهر». وحول شروط الأجواء المنزلية الصحية التي ينتفي معها احتمال تكون العفن الفطري، فتتمثل، بحسب آشبي، إضافة العلاج المعتاد الذي تقدمه «فيفوتيك» كل ثلاثة أشهر، لمنع تراكم البكتيريا الضارة والفيروسات والفطريات والطحالب. عن الكلفة المادية لعملية إزالة العفن الفطري، يقول آشبي «الأمر يتوقف على مقدار الإصابة والضرر الذي ألحقه العفن بالمكان، ويمكن أن تصل تكلفة مشروع تنظيف وتعقيم فندق كبير إلى مليون درهم، أما كلفة عملية حل مشكلة العفن في فيلا، فقد تصل إلى 15 أو 20 ألف درهم لتنظيف وحماية المبنى وذلك إذا كان الضرر على نطاق واسع». وفيما يتعلق بالأرقام والإحصائيات عن العفن الفطري، وأثره، وكلفة مكافحته على الأبنية في دولة الإمارات العربية المتحدة، يشير آشبي إلى أنه لا توجد إحصاءات دقيقة حاليا، ولكن هناك الكثير من الأدلة على أن العفن موجود بكميات غير صحية في العديد من الفنادق والمدارس والمستشفيات والأبراج السكنية والفلل، وعن أسباب ذلك يقول آشبي «بسبب ممارسات البناء الضعيفة، وعدم كفاءة أنظمة تكييف الهواء، وعدم الاهتمام بنظافتها». ويؤكد أنه «إذا كان لدى المرء بعض العفن الآن، فبحلول نهاية هذا الأسبوع سيكون لديه أكثر من ذلك، وبحلول نهاية الأسبوع المقبل سيكون لديه أكثر بكثير! إنها تنمو بسرعة جدا في الظروف المناسبة ومن الصعب جدا إزالتها، فما يراه ليس سوى غيض من فيض، فهناك الكثير الذي لا يمكن رؤيته دون عمل حفرة أو فتحة في مكان ما، لرؤية ما يدور في الجانب الآخر، لهذا السبب المرء بحاجة ماسة إلى خبراء للتعامل مع هذه المشكلة». وتحذر هيئات طبية من بينها مراكز السيطرة على الأمراض ومنع انتشارها بالولايات المتحدة، من الأضرار الصحية لاستنشاق ميكروبات بُؤر العفن والمواد الكيميائية المنبعثة منها، حتى في حال موت تلك الفطريات المتسببة بها، خاصة عند ظهور حالات الفيضانات والأعاصير وفي الفترات الزمنية التالية لها، وتحديداً فيما يتعلق بتفاعلات الحساسية في أجزاء الجهاز التنفسي، وهي تفاعلات تبدو على هيئة أعراض صفير الصدر أو صعوبة التنفس أو حتى حصول التهابات فطرية داخل الرئة وأنسجتها وشُعبها الهوائية الطبيعية أو غير الطبيعية، إضافة إلى إثارة حساسية الأنف أو التهابات الجيوب الأنفية. وبالتالي ظهور أعراض من صنف العطس ورشح الأنف والسعال والصداع. وأيضاً حالات حساسية العينين والحلق وتهيج أنسجتهما، بكل التداعيات المزعجة لذلك. للوقاية من العفن الفطري تركيب (فلاتر/ مرشحات) جيدة لفتحات أجهزة التكييف لمنع دخول الجراثيم إلى الداخل. ? تخفيض الرطوبة النسبية داخل المسكن، فنظام التكييف المنزلي يجب أن ينتج الهواء الجاف داخل الغرفة، وليس الهواء الرطب. ? القيام بطلاء أو ختم جميع الأخشاب غير المعالجة. ? عدم استخدام أوراق الحائط العضوية على ألواح الحائط أو الحائط مباشرة، (استخدام الاصطناعية دائما). ? إصلاح جميع التسريبات في الحنفيات وغيرها على الفور. ? التصرف مباشرة عند شم رائحة الرطوبة، أو رؤية العفن الفطري على الملابس والأثاث، أو ورق جدران أو الأخشاب، فهي لن تختفي من تلقاء نفسها بل يجب التصرف مباشرة لمعالجة المشكلة. ? التهوية السليمة ضرورية لتنقية هواء الحجرة من، المواد الضارة مثل دخان السجائر أو الأبخرة السامة الناشئة عن عمليات طلاء المباني أو الأثاث، وكلما ازداد غلق النوافذ بإحكام ازدادت أهمية عملية التهوية بشكل منتظم، فإذا تمت عملية التهوية التقليدية بفتح النوافذ، فإنه يتعين أن تفتح هذه النوافذ بشكل كامل عدة مرات في اليوم وعلى مدار العام. الرطوبة في قفص الاتهام يعد العفن الفطري من المشاكل الخطيرة في البلدان المدارية الرطبة، لأنه يهاجم الثياب، إذا لم تحفظ جافة على الدوام، وكذلك في الأقاليم المعتدلة، وكثيرًا ما يهاجم أغلفة الكتب في الأجواء الرطبة أو سيئة التهوية. ولحماية الكتب من العفن، يجب حفظ المجلدات في غلاف مغلق بداخله مسحوق نظير (الفورمالديهايد) حيث يتبخر المسحوق مخلفًا بعده جوًا واقيًا. وإذا كان لابد من حفظ الكتب في مكان مكشوف، فإن التهوية الجيدة تساعد على منع التعفن الفطري. ويمكن إزالة التعفن حال تكونه على السـطح الخارجي للكتاب بنفضه أو مسحه، غير أن ذلك لن يمنعه من الاستمرار في النمو. وهناك عدد من المحاليل الكيميائية التي تمنع تكون الفطر إذا ما أضيفت إلى مادة تغليف الكتاب ذاتها، وتحتوي معظم هذه المحاليل على الزئبقيات، مثل كلوريد الزئبق، غير أنها عالية السُّميَّة، وينبغي توخي الحرص الشديد في استخدامها. طرق وقاية في متناول اليد طرق التنظيف المعتادة بالصابون أو بالمنظفات الصناعية مع الماء، تُفلح غالباً في إزالة بؤر العفن وفي الوقاية من تراكمها على أسطح أو أجزاء الأماكن المحتملة لتكاثرها فيها، مثل الأجزاء المانعة للتسريب على أطراف أبواب الثلاجات أو في داخلها، أو على أماكن الاستحمام ومناطق عدة في أجزاء دورات المياه، أو على النوافذ والجدران وأثاث وسجاد الغرف، أو أجزاء مكيفات الهواء وتمديدات مجاري هوائها داخل المباني، أو غيرها من الأماكن الكثيرة في داخل الأبنية السكنية والمكتبية، المُحتمل نشوء وتكاثر بُؤر العفن فيها.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©