«الأنساب المختارة» لجوته تعرض في السينما الألمانية

يعرض حاليا بدور السينما الألمانية فيلم «منتصف نهاية أغسطس» ، الذي يستند على رواية «الأنساب المختارة» للأديب الألماني الكبير يوهان فولفجانج جوته (1749 ـ 1832)، وهو ما يثير اهتمام المشاهد، فكيف يتناول المخرج الألماني سيباستن شيبر هذه الرواية الشهيرة؟. وتدور أحداث الفيلم حول «توماس» و«هنا» اللذان ينويان أن يقضيا هذا الصيف وحدهما، حيث يريدان أن يستجما معا، ويقوما بتجديد بيتهم الصيفي، وهذان الزوجان مختلفان كل الاختلاف عن بعضهما البعض، فالزوج رأسه عامر بالخطط والأفكار ولا يكاد يتوقف عن الكلام، أما الزوجة فتبدو أمامه واحة من الهدوء .. يستمتع الاثنان بوقتهما ويعيشان أيام استرخاء ممتعة، غير أن هذه السعادة الزوجية الصيفية سرعان ما يتعكر صفوها بعد مجيء ابن أخت «هنا» وشقيق توماس، وهو مهندس معماري ناجح يعيش أزمة منتصف العمر. والفيلم الذي يعتبر الثالث للمخرج سيباستن شيبر يبدو للمشاهد وكأنه مسرحية صيفية قصيرة مرتجلة، لذا لا يصدق المرء أن المخرج استلهم قصته من الأديب الكبير جوته، وحول ذلك يقول المخرج «لقد قلت من قبل أن لدي أحكاما مسبقة كثيرة فيما يخص جوته، غير أنني كنت أقضي إجازة ذات مرة، ونفدت كل الكتب معي، عندئذ وجدت رواية مكتوب عليها «الأنساب المختارة» .. فتحت الرواية وكلي ضغينة تجاه الكاتب، وفجأة وجدت نفسي في عالم راقي للغاية، عالم فضولي، ووجدت ان الرواية تحاول أن تفحص أعماق البطلين، وفي الرواية اسمهما «إدوارد» و»شارلوته» على ما أعتقد، وتحاول أن تحدد ما المشكلة بينهما». ومخرج الفيلم هو الذي كتب السيناريو للفيلم الذي خرج حافلا بالتفاصيل الصغيرة والحوارات الطازجة، وفي هذا الفيلم كما في معظم أفلامه يعتمد المخرج على براعة الممثلين، ويعرض الفيلم ببطيء الحياة العاطفية لأبطاله، ويظهر انجذاب الزوج «توماس» إلى الفتاة الصغيرة «أوجوستينا»، ورغم كل التناقضات التي تحفل بها شخصية توماس، فإنه يظل جذابا بالنسبة إلى المشاهد