الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جلسات النساء تفضح أسرار الحياة الزوجية وتخرب البيوت

جلسات النساء تفضح أسرار الحياة الزوجية وتخرب البيوت
25 مارس 2011 20:59
تفشي بعض الزوجات في موريتانيا أسراراً خاصة عن حياتهن الزوجية لصديقاتهن وقريباتهن بداعي التخفيف عن النفس و«فش الخلق»، ويفضحن في جلساتهن أسراراً كثيرة ويعتبرن أن ذلك من حقهن طالما أن هذا التشكّي لن يخرج عن جلسات الصداقة وسيساهم في تفريغ الضغط والكبت الناتجين عن روتين الحياة الزوجية والمشاكل التي تعصف بها من حين لآخر. ولا تدرك بعض الزوجات لاسيما المتزوجات حديثاً خطورة إفشاء أسرار الحياة الزوجية ووضعها في متناول الصديقات والقريبات لنشرها للآخرين، ويعود السبب الرئيسي لهذا السلوك إلى الثرثرة التي تسبق وتعقب ليلة الدخلة، حيث يتساءل الجميع عما جرى في ليلة الزفاف، فتحكي العروس كل ما دار بينها وبين زوجها في هذه الليلة، ومن ثم تصبح هذه الحكايات مادة دسمة بين الصديقات وتتحول الثرثرة إلى سلوك اعتيادي يساعد على إفشاء كل ما يحدث داخل بيت الزوجية. وتبوح بعض الزوجات بأدق الأسرار وكل ما يدور في غرف النوم لصديقاتهن وقريباتهن وجاراتهن، ولا يتوقف تسريب أخبار البيوت في حدود الجلسات النسائية بل يصل إلى مكاتب العمل ومسامع باقي الرجال، وفي الكثير من الأحيان يتسبب البوح بأسرار الحياة الزوجية ولاسيما أسرار الفراش في خراب البيوت وانفصال الزوجين. فضح العلاقة الحميمة يُتهم الرجال في مجالس الزوجات بالبخل ومعاكسة النساء والخضوع للأهل والعجز الجنسي، وتتحول أغلب هذه الأحاديث إلى مادة للسخرية والتهكم على الزوج وإفشاء أسراره، قرب أطفاله وعلى مسامع أصهاره مما يهدد بزعزعة صورته أمام الأطفال وفقد احترامه في محيطه الأسري. وتقول عزيزة «ربة بيت» إن ضغوط الحياة والمشاكل التي تعاني منها الزوجة لاسيما ربة البيت غير العاملة تدفعها إلى التشكي في جلسات الفضفضة مع صديقاتها، نافية وجود نية أو قصد للسخرية من الزوج أو تشويه صورته في نظر الآخرين، واعتبرت أن هذه الجلسات تعبير عن التذمر والملل وعدم التفاهم مع الزوج وأنها تتم في إطار «الفضفضة» و»فش الخلق» والبحث عن الحل الأنسب والاستماع لرأي الآخرين حول المشاكل الزوجية، ونفت أن تكون هذه الفضفضة أسلوباً للانتقام من الرجل والاستهزاء به من خلال إفشاء أسرار بيته والتحدث عما يخصه ويخص أهله للصديقات. وأضافت «هناك حدود في هذه الدردشة، فلا يمكن أن أفضح أسرار بيتي أو أستهزئ بزوجي لأن كرامته من كرامتي.. كل ما هناك أننا حين نجتمع في مجلس النساء نناقش مشاكل الحياة ونشتكي من عدم تفهم الزوج وطلبات الأبناء.. وكل واحدة منا لديها مبرر لهذا الحديث ومشكل تتحدث عنه وتبحث له عن حل، وإن لم تستطع فهي بهذا الحديث تخفف عن نفسها وترجع إلى بيتها بمعنويات جيدة». أسلوب للانتقام عائشة «زوجة تعمل معلمة» تؤكد أن هناك زوجات يسئن إلى أزواجهن ويصفنهم بأوصاف غير لائقة في مجالس النساء، ويتعمدن الاستهزاء بهم وكشف أسرارهم الخاصة وكل ما يعني أصهارهن. وتعتبر أن الموريتانيات يبالغن في الشكوى من الحياة الزوجية ومن خضوع الرجل لأهله ومعاكسة النساء، وتضيف «لا تخفي الكثيرات من الزوجات في موريتانيا تذمرهن من أزواجهن لصديقاتهن وقريباتهن وحتى جاراتهن، ويعتبر زواج الرجل من أخرى أكثر ما يثير الزوجة ويدفعها إلى هجر بيت الزوجية وفضح الرجل في مجالس النساء». وتؤكد أن اختلاف الأزواج والغموض والتردد في مكاشفة الشريك بالعيوب تؤدي إلى الشكوى للغير واتساع نطاق هذه المجالس التي تعقدها النساء في موريتانيا كل مرة في بيت إحداهن وعلى مسامع الأطفال والخدم وأحياناً الأصهار، ما يسبب مشاكل كثيرة للأسرة ويؤثر على تماسكها وعلى نفسيات الأطفال ونظرتهم للأب، وتعتبر عائشة أن هذا التصرف خيانة للأمانة ونكران للجميل، وتؤكد أن الجيل السابق لم يكن يسيء للزوج بهذا الشكل لأن النساء كن يحفظن العهد ويصن العشرة حتى لو وقع الخلاف فأسرار البيت لا تخرج للغير. وتتسبب الزيجات السرية في حدوث نزاعات بين الأزواج في موريتانيا وتعتبر الأكثر إثارة لروح الانتقام عند الزوجة وإفشاء أسرار بيتها، حيث تبدأ بتنفيذ سلسلة من الخطط للانتقام من الزوج وفضحه في المجتمع غير مبالية بتأثير ذلك على أطفالها. جهل خطير تعتبر الباحثة مريم بنت عبد الرحمن أن إفشاء أسرار الحياة الزوجية يشكل خطراً كبيراً على كيان الأسرة، وهو دليل على عدم صلاح الزوجة وغياب التفاهم بين الزوجين، وتضيف «حين تصبح أسرار الحياة الزوجية مشاعاً للآخرين فهذا دليل على خلل كبير تعاني منه الأسرة، ودليل على غياب ثقافة الحوار والعجز عن البحث عن حل للمشاكل عند المتخصصين وليس في مجالس عامة». وتؤكد الباحثة أن جلسات النساء في البيوت وأماكن العمل وداخل العيادات الطبية لا تخلو من أحاديث عن أدق تفاصيل الحياة الزوجية وأسرار الفراش التي تفضح العلاقة الحميمة بين الزوجين، وتقول «بعض الزوجات لا يجدن حلاً لمشاكلهن إلا بالحديث مع صديقاتهن عن كل ما يعانين منه دون دراية بالعواقب الوخيمة لهذه الثرثرة، مما يعطي الفرصة لآخرين ليتدخلوا في حياة الأسرة، إما بتحريض الزوجة أو إفشاء الأسرار الزوجية». وتضيف أن «خطورة إفشاء أسرار الفراش وفضح العلاقة الحميمة خلال مجالس الثرثرة النسائية، يمكن رصدها على أكثر من منحى، فإذا كانت بعض الزوجات يشتكين لصديقاتهن من مشاكل في العلاقة الحميمة ويبحثن معهن عن حل، مما يهدد بفضح هذه الأسرار على نطاق أوسع، فإن أخريات يتباهين بقدرات أزواجهن ويقدمن شرحاً تفصيلياً للعلاقة الحميمة، مما يسبب مشاكل لصديقاتهن لأنهن يعقدن مقارنات بين حياتهن وحياة صديقاتهن». وترى الباحثة أن الثرثرة مع الصديقات لا يجب أن تتطرق لكل ما يحدث في بيت الزوجية، وتنصح الزوجات بحفظ سر الزوج والأسرار الأسرية بصفة عامة، واللجوء إلى الطبيب في حال التعرض لمشاكل بسبب البعد العاطفي وانعدام الحوار.
المصدر: نواكشوط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©