الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رمضان موريتانيا.. أجواء روحانية وموائد عائلية

رمضان موريتانيا.. أجواء روحانية وموائد عائلية
27 يونيو 2016 21:56
سكينة اصنيب (نواكشوط) يحتفي الموريتانيون بالشهر الفضيل وسط أجواء روحانية مذهلة، حيث تعلو روح الألفة والمودة والتكافل بين الناس، ويهيمن السعي إلى الأعمال الصالحة وحب العطاء فيتشارك الجميع عبء الحياة ومتطلبات هذا الشهر الفضيل. ويحرص الموريتانيون في شهر رمضان على التقرب من الخالق بالإقبال على العبادة والأعمال الصالحة التي حثّ عليها الدين الحنيف كصلة الرحم ومساعدة المحتاج وإفطار الصائم، ويجتمع على موائد الإفطار، التي تتزين بما لذّ وطاب، الأهل والأقارب يتبادلون التهاني والتبريكات وفق التقاليد العريقة ووسط أجواء عائلية تضيف إلى روحانيات هذا الشهر أجواءً من البهجة والألفة. وتجذب المساجد أعداداً كبيرة من الموريتانيين لحضور الدروس الدينية التي يلقيها كبار الفقهاء والعلماء طوال الشهر الفضيل، وفي صلاة التراويح تعج المساجد الموريتانية بالمصلين، كما يتوافد الآلاف من المعتكفين على المساجد بعد ليلة الخامس عشر من رمضان استعداداً لإقامة الليل في العشر الأواخر من رمضان. ورغم أزمة الأسعار التي أثرت سلبا على نشاط الأسواق في موريتانيا قبيل الشهر الفضيل، فإن الأسواق لم تفقد جاذبيتها وبقيت محافظة على نشاطها خاصة أسواق الخضراوات والمواد الغذائية والملابس التقليدية. ويقول البائع يحيى ولد العروسي إن إقبال الزبائن ارتفع تدريجيا بعد استقرار الأسعار، حيث بدأت حركة البيع والشراء تسترد عافيتها بعد تطبيق إجراءات منع احتكار بعض السلع ومضاربات التجار، مشيراً إلى أن أكثر البضائع مبيعاً في متجره التمر ودقيق الشعير والألبان وهي المواد الأساسية التي لا تستغني عنها مائدة الإفطار في موريتانيا. وتجتهد النساء في موريتانيا لتحضير مائدة إفطار متنوعة تجمع بين الأكلات المتوارثة والأطباق التي اقتحمت موائد الموريتانيين حديثا، وتتضمن مائدة الإفطار عادة في موريتانيا حساء الشعير والتمر ولبن الإبل والشاي، وتحرص النساء على إضافة أطباق مغربية وأفريقية للمائدة الموريتانية، حيث أصبحت «الحريرة» المغربية وطبق السمك الأفريقي والحلويات الشامية والمقبلات المحضرة على الطريقة المغربية جزءا أساسيا من المائدة الرمضانية. وعقب تناول الإفطار وإقامة صلاة المغرب، تجتمع الأسرة لشرب الشاي، الذي تعده ربة البيت وفق الطريقة التقليدية، وبعد الانتهاء منه تتناول العائلة طبق «أطاجين» وهو طبق تقليدي ورئيس في رمضان بموريتانيا، يتكون من لحم الشواء إذا كانت الظروف المادية للأسرة تسمح بذلك وإلا فإنهم يتناولون طبقا من البطاطس واللحم أو السمك المشوي مع السلطة، وبعد الانتهاء منه يخرج الجميع لأداء صلاة التراويح تليها النزهات العائلية وزيارات صلة الرحم. ويفضل الموريتانيون تناول الكسكس المحلي المحضر من دقيق القمح مع الخضر واللحم، في وجبة العشاء التي يتم تأخيرها قدر الإمكان، بينما يفضل سكان المناطق الغربية تناول السمك والأرز، وفي السحور يفضل الموريتانيون تناول حبات التمر والزبادي وبعض الفواكه. تعرف مشاريع إفطار الصائمين تكاثرا في موريتانيا خلال السنوات الأخيرة، بعد أن كان تقديم المساعدات العينية والغذائية هي السائدة، ولا تزال الكثير من الهيئات الخيرية والمحسنين يفضلون توزيع مواد الإفطار على إقامة الموائد لمساعدة المحتاجين، والقضاء على الفقر، خاصة في هذا الشهر الكريم بتقديم السلع الرمضانية. واشتكى بعض المقبلين على موائد الرحمن هذا العام من تواضع ما يقدم عليها من أطعمة ومشروبات، وانتقدوا سوء تنظيمها وتوزيعها حيث تتمركز موائد الرحمن بكثرة في مناطق محددة بالعاصمة بينما تفتقدها أحياء أخرى، فيما تغيب عن مناطق الداخل رغم حاجة السكان لها. ويقول سعد ولد سيد أحمد، أحد رواد موائد الرحمن في العاصمة، إن إفطار الصائم عمل جليل ولا يشترط فيه أن يكون فخما، لكن على الأقل يجب أن يكون منظما ويقدم ما يفيد الصائم، وأن يتفانى القائمون عليه في خدمة الضيوف قدر المستطاع لاسيما مع حاجة الصائمين لإرواء عطشهم بعد يوم حار. ويضيف أن كثير من القائمين على موائد الرحمن يشجعون المحتاجين ومن لا يجد من يجهز له الطعام على الإقبال على الموائد التي تتنافس في جذب أكبر عدد من الصائمين، ويخصصون مكانا للصلاة حتى لا يضطر الصائم للذهاب إلى المسجد فيفطر بالتمر هناك ما يحرمهم أجر إفطار الصائم. ويعتبر كثير من رواد موائد الرحمن أن التوجه لإقامتها بميزانية متواضعة وكثرة المبادرات في هذا المجال وإقبال الصائمين عليها حتى غير المحتاجين باعتبارها مكاناً للتجمع تسبب في تواضع خدماتها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©