الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

قرقاش: الإمارات ملتزمة بدعم الأمن تجاه جيرانها والمجتمع الدولي

قرقاش: الإمارات ملتزمة بدعم الأمن تجاه جيرانها والمجتمع الدولي
1 ابريل 2014 00:50
محمد الأمين (أبوظبي) أكد معالي الدكتور أنور محمد قرقاش، وزير الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، وزير الدولة للشؤون الخارجية، أن التغييرات الإقليمية والتحولات التي طرأت على موازين القوى الدولية، وتراجع بعضها عن ممارسة دورها في السياسات والنزاعات الدولية مخافة التورط، أغرى قوى إقليمية بمحاولة ملء الفراغ كلاعب إقليمي، مما عزز الشعور بعدم اليقين والثقة في وضع دولي يمتاز بالإضراب، خاصة في هذه المنطقة الحيوية من العالم، إضافة إلى نتائج القراءات الخاطئة لبعض الأزمات التي يتبين بعد فترة أنها أعمق وأخطر مما هو متصور الأمر الذي يتطلب سياسات حازمة تتبنى التعاون والتنسيق والتخطيط، بغية درء المخاطر التي تتهدد الجميع. وأشار إلى أن الإمارات والخليج في خضم هذه الأجواء ليس استثناء، مشددا على أن الإمارات كانت دائما في بحث دؤوب عن السبل التي يمكن أن تساعد من خلالها في الحفاظ على السلام والأمن في العالم، منوها إلى أن الإمارات تدرك التزاماتها تجاه جيرانها وتجاه المجتمع الدولي فيما يتعلق بالأمن والاستقرار. جاء ذلك خلال ورقة قدمها معاليه في فعاليات المؤتمر الدولي للتحديات الأمنية، الذي تنظمه وزارة الداخلية بالتعاون مع شركة ريد للمعارض، لـ«يوم واحد»، في نادي ضباط القوات المسلحة بأبوظبي أمس، ضمن فعاليات المعرض الدولي للأمن الوطني ودرء المخاطر «آيسنار 2014». حضر الافتتاح الدكتور أنور محمد قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، والفريق سيف عبدلله الشعفار، وكيل وزارة الداخلية، واللواء الركن الدكتور عبيد الكتبي رئيس اللجنة العليا المنظمة للمعرض الدولي للأمن الوطني ودرء المخاطر (آيسنار أبوظبي 2014)، واللواء خبير راشد ثاني المطروشي، قائد عام الدفاع المدني بالإنابة، وعدد من قادة الشرطة وأعضاء السلك الدبلوماسي ونخبة من كبار الخبراء والمختصين، وعدد كبير من ضباط وزارة الداخلية. جهود الإمارات ركزت الورقة على الجهود المستمرة التي تبذلها دولة الإمارات على طريق الحفاظ على الاستقرار في المنطقة والتحديات الراهنة للأمن الإقليمي والحاجة لبذل جهود تعاونية لمواجهتها وكذلك مستقبل الأمن الإقليمي، والخطوات الضرورية التي يجب اتخاذها لضمان السلم والأمن في المنطقة. ولخص قرقاش رؤية الإمارات في الاستعداد لمجابهة هذه التحديات في 6 نقاط، منها بناء القوى الذاتية والمحلية، مؤكدا أنه لابد أن تكون هناك قدرات محلية قادرة على مواكبة التحديات وجبهة داخلية متماسكة، واقتصاد مبني على أسس قوية يحقق قدرا من النمو ويفتح آمالاً واضحة للمجتمع، بالإضافة إلى قوات شرطية وعسكرية متيقظة. وكذلك الحاجة إلى بناء شركات وصداقات دولية وإقليمية مع الاعتدال في كل ذلك، لافتا إلى أن الاعتدال يشمل أن تكون الدولة معتدلة اجتماعيا من خلال بنية داخلية متقبلة للآخر ومتقبلة لنجاحه الاقتصادي والاجتماعي، وتسمح له بممارسة شعائره، إضافة إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير، فالإمارات حريصة على مبدأ عدم التدخل في الشأن الداخلي للغير، وفي حالات عديدة إذا سمحت لنفسك بالتدخل فأنت ترسل إشارة إلى القريب والبعيد، أن التدخل أمر ممكن، مشددا على أن ضعف الغير ينبغي أن لا يكون عاملا مغريا بالتدخل في شؤونه الداخلية وإذا كان هناك ما يستدعي مساعدة، فينبغي أن تتم عبر قنواته الرسمية. وأوضح قرقاش أن الإمارات على قناعة بأن الشأن العربي يجب حله ضمن الإطار العربي، ووفق آلية واضحة المعالم، لافتا إلى خطورة وجود اللاعب الإقليمي الذي أصبح يلعب في الشأن العربي وكأنه عضو أصيل في هذا النسيج، داعيا إلى عدم ترك الشأن العربي للتدخل من قبل الأطراف الأخرى. وأشار إلى أنه من المصلحة أن يكون هناك توازن إقليمي، فالإمارات ترى أن سيادة قوة إقليمية ليس من مصلحة الجميع حتى لا يستبد طرف ويتصرف كقوة عظمى. الأمن الإقليمي وتابع قرقاش بالنسبة لنظرتنا للأمن الإقليمي، فإنها مبنية على التحالفات الخارجية إذ يخطئ من يظن أن الوجود الدولي في منطقة الخليج العربي جديد أو عابر فهو منذ أكثر من 4 إلى 6 قرون بحكم الممرات المائية، وفي القرن الأخير بسبب الطاقة، مشيرا إلى أن الشراكات الخارجية جزء من المنظومة الأمنية وهي شراكات ممتدة في التاريخ، ومهمة في تصورنا وهذه الشركات ليست العامل الواحد في استقرارنا ولكنها شراكات رئيسية ضمن مجموعة عوامل. وبين قرقاش أن المنظمات الدولية التي توحي أحيانا بأنها غير قادرة على اتخاذ قرارات، مما يفقد البعض ثقته فيها كالجامعة العربية أو الأمم المتحدة، وهو إحباط أتفق معكم فيه، ولكن هذه المنظمات متعددة الأطراف ووجودها مهم جدا، لأنها تشكل سندا سياسيا وقدرة على المناورة حتى ولو كانت محدودة. وأضاف أن هذه الرؤية تواجه تحديات أهمها التطرف الذي ساد الاعتقاد لمدة أنه تم كبحه، ولكنه اليوم يبدو بارزا في سوريا وغيرها ويهدد العالم، وهو مشكلة رئيسة تتفاقم في ظل الفوضى وغياب الآفاق التنموية، ودولة الامارات اعتبرت التطرف جزءا من التحديات التي تواجه الكثير من المجتمعات، وبأدوات مختلفة منها استغلال الدين أوالمسألة الطائفية أو المناطقية. وتابع، «ومنها أيضا التحديات الإقليمية التي سببتها حالة الفراغ التي نشأت بسبب تراجع دور بعض القوى العظمى عن دورها العالمي لأسباب تخصها، مما ولد طموحا لدى قوى إقليمية بإمكانية تعويض هذا الدور، نرى ذلك من خلال الاستجابة الضعيفة من المجتمع الدولي في المسألة السورية، وأيضا القضية الفلسطينية الإسرائيلية وهي مسألة تم استغلالها من قبل العديد من الأطراف وكأنها قميص عثمان، لافتا إلى تحديات غير تقليدية على رأسها الانتشار النووي، الذي نتطلع إلى اتفاق محكم بخصوصه بين إيران و(5+1) لأن أي اتفاق غير محكم يعني دخول قوى اخرى إلى الحلبة النووية. ومن التحديات غير التقليدية، كذلك بناء القدرات الصاروخية لأنها أرخص وأسهل ونحن نتحدث عن منطقة غير مستقرة وعلى قدرة المنظمات الإرهابية التي لا تخضع لدولة على تصنيع هذه الصواريخ. وتمنى على مستوى الشركات والأمن الجماعي، أن يتجاوز مجلس التعاون الأزمة الحالية لأن الخليج بعدها يتطلب تغيرات هيكلة جوهرية. ثقة دولية من جهته قال الشعفار في كلمته، لدى افتتاحه المؤتمر، إن انعقاد هذا المؤتمر على أرض دولة الإمارات العربية المتحدة، يأتي تجسيداً لرؤية وطموحات وتطلعات القيادة العليا، بأن تكون دولتنا من أفضل دول العالم أمناً وسلامة، كما أنه يعبّر عن ثقة العالم بالمستوى الذي وصلت إليه الإمارات في تنظيم المؤتمرات العلمية، ويؤكد مدى الحرص على أن نكون شركاء فاعلين في التعاون والتنسيق والتواصل مع الدول الشقيقة والصديقة، لمواجهة التحديات، ومكافحة الجريمة والوقاية منها، انطلاقاً من إيماننا بأن مواجهة الجريمة ليست مسؤولية جهة بعينها، بل مسؤولية جماعية، تتطلب تضافر الجهود والإمكانات للتصدي لها ومكافحتها والوقاية منها بكل السبل والوسائل، بما يحقق الأمن والأمان، ويعزز من مسيرة الاستقرار في العالم. وأكد أن دولة الإمارات العربية المتحدة، تبذل جهوداً كبيرة على المستويات كافة، لتعزيز مسيرة الأمن والاستقرار، والطمأنينة للمواطنين والمقيمين على أرضها، بفضل توجيهات القيادة العليا، ووفقاً لرؤيتها ورسالتها التي تخدم الأمن والسلم العالمي، ليس في ربوع منطقتنا وإنما في العالم أجمع. خدمات أمنية وأضاف: إن ما تقدمه دولة الإمارات اليوم من خدمات أمنية، يعدّ نموذجاً فريداً يحتذى به، ويعدُّ المؤتمر الدولي للتحديات الأمنية، امتداداً لاهتمام القيادة الشرطية بتحقيق المزيد من التفاعل والتواصل بين الخبراء والمعنيين بأمور الأمن والسلامة محلياً ودولياً، حيث يتناول المؤتمر محاور وموضوعات هامة، تتعلق بمواجهة التحديات والقضايا الأمنية، الإقليمية والعالمية المعاصرة. الجلسة الأولى عقدت جلسة العمل الأولى برئاسة اللورد جون ريد وزير الدولة البريطاني السابق لشؤون الدفاع، مؤسس ورئيس معهد “UCL” للدراسات الأمنية، وتم خلالها عرض ومناقشة ثلاث أوراق عمل، حيث قدم الدكتور أنور محمد قرقاش ورقة العمل الأولى، وركزت على موضوع التحديات الأمنية في ظل التغيرات الإقليمية، في حين تناولت ورقة العمل الثانية موضوع “رؤى استراتيجية لمواجهة التهديدات الأمنية”، قدمها كلود بالان، المدير العام للشرطة الفرنسية ودانيال لنسكي مدير شرطة بوسطن، وتناولت الورقة الثالثة إدارة استمرارية الأعمال في حالات الأزمات قدمها ريتشارد ريد نائب رئيس الصليب الأحمر بالولايات المتحدة الأميركية، وجو موهينج، رئيس معهد إدارة استمرارية الأعمال في سنغافورة. جلسة العمل الثانية ترأس جلسة العمل الثانية، اللواء فينسينزو كوبولا، قائد الفرقة المتنقلة فيلق الدرك، في جمهورية إيطاليا وتناولت محور “قضايا أمنية إقليمية وعالمية معاصرة” وتم خلالها استعراض ومناقشة ثلاث أوراق عمل، الأولى، تناولت موضوع تخطيط وإدارة أمن الفعاليات “دروس مستفادة من ماراثون بوسطن”، قدمها إدوارد كونرز رئيس معهد العدالة والقانون في الولايات المتحدة الأميركية، وسيندي شين، مديرة معهد الشرطة المجتمعية في الولايات المتحدة الاميركية، وقدم كل من جون ديهوج، رئيس خدمات الحرائق في كندا، وبيتر واجنر، من مركز المحاكاة بالحاسوب لإحصائيات الحرائق في ألمانيا ورقة العمل الثانية، وتناولت موضوع الحرائق الكبرى – الوقاية والمكافحة. وتناولت ورقة العمل الثالثة موضوع معايير سلامة المركبة وسلوك السائق، قدمها كل من ميشيل فان راتينجن، الأمين العام للبرنامج الأوروبي في بلجيكا، وبريتا لانج، باحثة رئيسية في سلامة الطرق في مختبر بحوث النقل في دولة الامارات. وتضمنت جلسة العمل الثالثة، محور إجراءات اضطرارية، ومعايير استباقية في التعامل مع الحوادث الكيميائية والحيوية والنووية والإشعاعية والمعايير الوقائية المقترحة عند حدوث الكوارث الكيماوية والبيولوجية النووية، برئاسة جوين وينفليد، رئيس تحرير مجلة عالم الـ”cbrne” في المملكة المتحدة، وشارك فيها نخبة من المتحدثين، وهي عبارة عن جلسة حوارية تناولت موضوعات تتعلق بالأمن والسلامة وكيفية التعامل مع الكوارث الكيميائية والنووية والوقاية منها. توصيات المؤتمر أعلن العميد الحنكي عن التوصيات التي توصل إليها المشاركون في المؤتمر، وفيما يلي نصها: 1 الاهتمام بتطوير وسائل وأساليب العمل الأمني لمواكبة التحديات الأمنية 2. مد جسور التعاون مع المؤسسات الأكاديمية والبحثية لتوجيه البحث العلمي لخدمة منظومة الأمن الدولي، وضمان استمرارية الأعمال في حال الأزمات. 3. دعوة المؤسسات الإعلامية لمراجعة استراتيجياتها من أجل خلق إعلام مسؤول يسهم في الحيلولة دون وصول الخبرات والأساليب والمعلومات التي تساعد على التطرف والإجرام. 4.إيجاد آلية لتحويل المبادرات الفردية إلى عمل مؤسسي تشترك فيه من أجل إيجاد آليات جديدة للتعامل مع التطرف، وبالتالي خلق بيئة آمنة. 5. خلق منظومة تعاون بين المؤسسات الأمنية في العالم من أجل تبادل الخبرات وتعميم التجارب الأمنية الناجحة. 6. تحسين آليات تبادل المعلومات بين الدول من أجل الوصول إلى أحدث أساليب تخطيط وإدارة أمن الفعاليات والمرافق الحيوية. 7.تشجيع الباحثين على المساهمة الفاعلة في مجال الأمن ودرء المخاطر من خلال خلق حوافز محلية ودولية تمنح لأفضل الأبحاث الأمنية. 8.إنشاء لجنة استشارية عالمية تابعة للمؤتمر الدولي للتحديات الأمنية، تضم في عضويتها خبراء ومسؤولين أمنيين وعسكريين سابقين وحاليين، يمثلون العديد من دول العالم، ممن لهم خبرة طويلة في مجال العمل الأمني من أجل الارتقاء بالمؤتمر وإعطائه الصبغة العالمية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©