الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أدوية التخسيس أوهام و «ضحك على الذقون»

أدوية التخسيس أوهام و «ضحك على الذقون»
25 مارس 2011 21:04
أصبح هوس الرشاقة والبحث عن القوام الجميل هاجس الكثير من الباحثين عن إنقاص الوزن، ولم لا؟ فالشعارات التي تملأ الكثير من صفحات الصحف والمجلات ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة تدفع الكثير منهمإلى البحث حل سريع وفعال قادر خلال أسابيع على إنقاص وزنه بل الممارسة الرياضة الشاقة أو الشعور بالجوع. وزيادة منتجات التنحيف والرشاقة دفعت الكثير من النساء والرجال إلى تناول “أدوية التخسيس”، لاهثين وراء تأثير سحرها الفوري وفعاليتها المزعومة، خاصة أن معظمها يروج له تحت شعار إنقاص الوزن خلال أسابيع معدودة. واليوم صارت عيادات التخسيس بدعة منتشرة، تقدم جداول غذائية وأدوية لتخفيض الوزن سريعا، لكن بعد ثبات الوزن الطبيعي يشعر الكثير من مرتادي تلك العيادات بعودة زيادة الوزن، لأنه توقف عن تناول تلك الأدوية، الأمر الذي يسبب للمرضى الكثير من القلق والاكتئاب، وخاصة المرأة التي تعلم مضار تلك الأدوية، إلا أنها في الفترة الأخيرة زادت أدوية التخسيس أرفف الصيدليات وخاصة السوبر ماركات الذي خصصت ركنا خاصا للكثير من تلك الأكلات والمشروبات التي تؤكد أنها لأصحاب الدايت. لكن يا تري هل بالفعل هذه الأدوية تساعد على إنقاص الوزن، وما هي أضرارها مستقبلاً، وهل هي مجرد أدوية وخلطات وهمية تباع بمبالغ خيالية من أجل البحث عن الرشاقة. نتائج عكسية عن ذلك يقول الدكتور سمير سامي - أخصائي التغذية “ من واقع عملي كأخصائي تغذية علاجية ودكتور في علاج السمنة والوزن الزائد وخلال تردد الكثير من الأشخاص الذين يعانون من السمنة على العيادة، وجدت أن الأطعمة المصنعة مخفضة السعرات ليست الحل الأمثل من أجل إنقاص الوزن”. ويتابع الدكتور “للأسف النتيجة غير مجدية في أغلب الأحوال، إن لم تعط نتائج عكسية، حيث وجدت بالفحص والميزان على الكثير من المرضى أن تناول بعض منتجات الرجيم المروج عنها كان ذا تأثير سلبي لإنقاص الوزن، بل إن الناجحين في إنقاص كم معين من الكيلوجرامات باستخدام البرامج القائمة على تناول الأغذية المخفضة السعرات “وهم قلة” لا يختلفون بعد عام واحد من متابعتهم عن من استخدموا أي طريقة أخرى في إنقاص أوزانهم. فالوزن المفقود تم استعادته بل وزيادته بعد مرور السنة في معظم الحالات. و يلزمه برنامج محافظة وتثبيت للوزن عال الدقة”. السبب العلمي وراء ذلك كما يؤكده الدكتور “هو يجب أن نقسم الأغذية من حيث الطاقة وإمدادها بالسعرات الحرارية إلى بروتين وكربوهيدرات ودهون، فيعطي جراما واحدا من البروتين نفس مقدار الطاقة الذي يعطيه جرام السكريات أو النشويات وهو 4 سعرات حرارية، ولكن الاختلاف في الشعور بالشبع. أما عن الدهون فتعطى 9 سعرات حرارية”. مرضى القلب يتابع الدكتور ويقول “هل يعلم الكثير من الباحثين عن الرشاقة، إن تلك الأدوية والمنتجات المتوفرة بالأسواق والصيدليات، والتي يكتب عليها عبارات الحمية والرجيم وخال السكر والسعرات الحرارية، أنها لا تناسب مرضى القلب، وإن بعض الأدوية التي بها منتج عالي البروتين لا يناسب أيضا بعض مرضى الكلى أو الذين يعانون من ارتفاع حامض اليوريا بالدم”. يضيف الدكتور “مع توفر كثير من مأكولات ومشروبات الدايت واللايت المحلاة بالسكر الاصطناعي، أصبح الكثير من الناس يتهافت على اقتنائها يتناولها ويشربها وأحيانا بكثرة، لاعتقاد راسخ في ذهنه هو أن هذه الأنواع تمنع عنه السمنة وإذا كان مصابا بمرض السكري، فإنه محمي من أي خطر”. مشيراً الدكتور “ لكن هل يعلم الكثير منا أن هذه المشروبات الغازية تتألف بصورة عامة من الماء المعقم يكأساس‏، وغاز ثاني أكسيد الكربون الذي يزودها بخاصة الفوران والطعم النافذ‏، بالإضافة إلى منكهات مستخلصة من الفواكه كحامض السيتريك والفوسفوريك. إلي جانب الملونات كمادة الكراميل المستخرج من الذرة، والسكريات للتحلية وهذه تنقسم إلى قسمي الأولي السكريات الطبيعية، والثانية السكريات الاصطناعية بدائل السكريات”. دراسة حديثة ويكمل الدكتور حديثه مستشهدا بدراسة أميريكية نشرت مؤخراً. يقول عن ذلك:” في دراسة أميركية استهدفت أثر غاز الكربون على الهضم أعطي ثمانية متطوعين أصحاء إضافة للمشروبات الغازية طعاماً فيه مادة مشعة لتعقب الطعام في المعدة والأمعاء، تبين من خلال هذه التجربة أن الغاز يتجمع في أعلى المعدة ويدفع الطعام والسوائل إلى الأسفل حتى إذا مر إلى الأمعاء، فإنه يحدث انتفاخاً في البطن يسبب ألم بطني لايزول إلا بإخراج الغاز بالتجشؤ أو بشكل ريح، ولما كان معدل إفراغ الطعام من المعدة يبقى كما هو فإن هذه المشروبات لا تريح من التلبك الهضمي كما هو شائع، بل على النقيض من ذلك فإن حس الامتلاء يسبب قلة الشهية. وفي دراسة أميركية أخرى، ركزت على المنكهات وغيرها، ظهر أن عبوة بحجم 330 مل تحوي (30-50) ملج من الكافيين، وهي كمية لا يمكن تجاهل أثرها الصحي السيئ على مرضى القلب والضغط والقرحة، إضافة إلى ما تسببه من الأرق والتوتر العصبي. زيادة الوزن الكثير من زوار عيادات التنحيف يشتكون من زيادة الوزن بعد التوقف عن الرجيم. تحدث الدكتور سمير عن ذلك ويقول “إن الخفض من الكمية المستهلكة من السعرات الحرارية دون اقتران ذلك بالرياضة يؤدي إلى إحداث ضمور في العضلات، حيث إن الكتلة العضلية تستهلك من الطاقة كمية كبيرة نسبيا، وإذا كانت العضلات خاملة ولا تعمل فإن الجسم يعمل على التخلص من جزء منها، وذلك بحل جزء من العضلات محولا إياه إلى طاقة للاستهلاك، وهكذا يبقي على الدهون المخزنة ليستخدمها عند الحاجة إليها. ثم تأتي مرحلة العودة إلى تناول الطعام بدون تحفظات، وهي المرحلة التالية لأي رجيم، فنجد أن العضلة الهزيلة سوف تحتاج إلى سعرات حرارية أقل من المعتاد. أما السعرات الحرارية الإضافية فتتراكم على شكل كتل دهنية، وتظهر علي شكل زيادة في الوزن، وتتكاثر في مناطق تركز الدهون بالجسم بشكل أكبر وأضخم من قبل اتباع الرجيم. وبالنسبة لتأثر الكليتين فإن سببه يكون أجسامًا كيتونية ناتجة عن أكسدة الدهون بنسبة كبيرة في الدم نتيجة سرعة إذابة دهون الجسم بفعل الأدوية والأعشاب، وهذه الأجسام تعتبر سموما ضارة جدا بالكليتين والقلب وجميع أجهزة الجسم”. الآثار الجانبية لاستعمال أدوية التنحيف “المخففة للوزن” آثار جانبية عن ذلك يقول الدكتور سامي:” إن استعمال الأدوية المخففة للوزن يجب أن يكون تحت إشراف طبي من ذوي الاختصاص، لأن استعمالها يؤدي إلى الكثير من المضاعفات الجانبية على الجسم ووظائفه المختلفة، أي انها تؤثر على وظائف الكبد وبالتالي تؤدي إلى هبوط حاد في الكبد، بالإضافة إلى أنها تؤثر على القلب والأوعية الدموية، وأيضا بعض تلك الأدوية تحدث أضرارًا بالجسم نتيجة خلوها من العناصر والفيتامينات التي يحتاجها الجسم، والتي يسبب نقصها الضرر والأمراض للجسم، كما أنها تسبب الإمساك والعصبية والاكتئاب وصعوبة النوم والانتفاخ وألماً في البطن واستفراغاً وخللاً في بعض الأملاح الضرورية للجسم”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©