بلدية نيويورك تحظر استخدام الزيوت المهدرجة في المطاعم

قررت بلدية نيويورك يوم الثلاثاء الماضي حظر استخدام كل أنواع الزيوت المهدرجة في المطاعم والمخابز ومنعت إضافتها إلى الأغذية المخبوزة والمجمدة والمعجنات المقلية (الدونتس)· جاء هذا القرار بعد أن أظهرت نتائج بحوث مخبرية في الولايات المتحدة أن الزيوت غير المشبعة بالهيدروجين التي تعرف بالإنجليزية باسم trans fats تزيد نسبة الشحوم الثلاثية في الدم أو ما يعرف باسم (الكولسترول الخبيث)، وتسبب الجلطات الدموية وأمراض القلب· ويتم تحضير معظم أنواع الزيوت المهدرجة المستخدمة حالياً على نطاق واسع، بالهدرجة الجزئية (غير التامة) للزيوت النباتية السائلة من أجل زيادة درجة لزوجتها وتحويلها إلى مادة متماسكة ذات قوام عجيني تضاف إليها المادة الصفراء الملوّنة المستخلصة من النباتات مثل الورس والبابريكا، وبهذه الطريقة تصبح هذه الزيوت أكثر قدرة على مقاومة درجات الحرارة العالية مما يجعلها مناسبة لقلي اللحوم والخضراوات· كما دأب الناس على إضافة الزيوت المهدرجة إلى معظم أنواع المأكولات المطبوخة من أجل زيادة نسبة المواد الدسمة فيها حيث تضاف حتى إلى الأرز وبقية الحبوب المطبوخة· وتتفق نتائج البحوث المخبرية والطبية التي أجريت في العديد من دول العالم على أن الزيوت غير المشبعة بالهيدروجين كبيرة الضرر على الجسم بخلاف الزيوت النباتية الطبيعية (غير المهدرجة)· ويعود ابتداع طرق هدرجة الزيوت إلى أواخر القرن التاسع عشر، ومكتشفها هو الكيميائي الفرنسي بول ساباتييه الحائز على جائزة نوبل لعام ،1912 وهو أول من استغلّها لتحضير (السمن النباتي) و(المارجارين) و(الزبدة النباتية)؛ وهي المواد التي استقبلتها الأسواق للمرة الأولى عام ·1911 وكانت طريقة ساباتييه تقتصر على هدرجة أبخرة الزيوت فقط، وهذا عمل شاق بسبب القابلية الضئيلة لمعظم أنواع الزيوت النباتية على التبخر، وسرعان ما تمكن بعد ذلك الكيميائي العضوي الألماني ولهيلم نورمان من ابتداع طريقة لهدرجة الزيوت النباتية السائلة مثل زيت الذرة الصفراء وفول الصويا ودوّار الشمس وبذرة القطن، وأدى ذلك إلى تسهيل صناعة السمن والمارجارين بكميات تجارية· ودفعت خطورة الزيوت المهدرجة مجموعة من الخبراء المتخصصين إلى إطلاق موقع على الإنترنت يكون منبراً للتعريف بأضرارها، وطرح كل ما يتعلق بنتائج البحوث الطبية المتعلقة به، واختارت له العنوان bantransfats.com، وينقل الموقع شهادات حول الموضوع لبعض كبار علماء الصحة والتغذية مثل الدكتور والتر ويليت رئيس قسم التغذية في معهد هارفارد للصحة العمومية الذي قال: لو أن سكان مدينة نيويورك عمدوا إلى تجنّب استهلاك كافة أنواع الزيوت المهدرجة، فسوف يوفرون على أنفسهم 500 حالة وفاة بالسكتات القلبية كل عام، وهو عدد يفوق أعداد من يموتون بحوادث المرور سنوياً في المدينة· ويضيف ويليت: ''ويمكننا اعتبار كافة أنواع الزيوت النباتية المهدرجة بشكل جزئي، مواداً سامة لا يجوز تناولها بأي شكل من الأشكال''· وفي عام ،2005 جاء في تعميم صحّي صادر عن حكومة الولايات المتحدة ما يلي: ''من أجل صحتك·· اجعل استهلاكك من الزيوت المهدرجة أقل ما يمكن وعند الضرورة الماسة فقط''، وسرعان ما أتبع هذه التعميم بتوجيه طبي صدر عن الرابطة الأميركية لأمراض القلب في شهر يونيو من عام 2006 جاء فيه: ''تذكّر رابطة أمراض القلب كافة الأميركيين بأن لا يتعدى استهلاكهم اليومي من الزيوت المهدرجة 1% من مجمل المواد الغذائية أو ما يتراوح بين 2 و2,5 جرام في اليوم''· عن موقع bantransfats.com و ويكيبيديا ووكالة الأنباء الفرنسية