الكويت (وكالات) - أعلنت مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية تعليق إضراب موظفيها الذي بدأ السبت الماضي وإعادة تشغيل جدول طائراتها المعتاد اعتباراً من رحلات مساء أمس بناء على تعليمات رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح. كما أعلن رئيس نقابة العاملين في الإدارة العامة للجمارك الكويتية أحمد عقلة العنيزي تعليق موظفي الجمارك إضرابهم بعد ثمانية أيام من التوقف عن العمل بناء على قرار الجمعية العمومية لإعطاء متسع للحكومة ومجلس الأمة لمناقشة الأمر في جلسة غد الخميس بهدوء وبعيدا عن الضغط.
وقال رئيس مجلس الإدارة في مؤسسة الخطوط الجوية يوسف الحميدي “إن رئيس مجلس الوزراء أصدر تعليماته لإدارة المؤسسة بضرورة تشغيل جدول رحلاتها العادي، وقد بدأت فعليا تسيير رحلاتها اعتبارا من المساء إلى دكا وكولومبو ومدراس والقاهرة ودلهي وإسلام أباد وبانكوك/مانيلا على أن يتم تشغيل جدول الطائرات المعتاد اعتبارا من صباح اليوم.
وذكر الحميدي أن المؤسسة من خلال فريق الطوارئ الذي يضم 35 عضوا يمثلون دوائر المؤسسة منعقد بصفة مستمرة وعلى أهبة الاستعداد لإعادة تشغيل جدول الرحلات المعتاد والتعامل السليم مع رحلات “الكويتية” المغادرة والقادمة. وقال ان هناك حاليا في مطار الكويت عدد مناسب من الموظفين العاملين في الدوائر التشغيلية بما يسمح باستقبال وإقلاع كل رحلات الخطوط الكويتية على الوجه الأكمل وحسب جدول التشغيل المعد سلفا.
وأكد الحميدي أن مجلس إدارة المؤسسة يسعى لتحقيق مطالبات موظفي الخطوط الجوية الكويتية وتحسين المستوى المعيشي لهم والمشاركة في اتخاذ القرارات المصيرية التي تخدم مصلحة المؤسسة وموظفيها شرط أن تتحقق تلك المطالبات بالطرق القانونية المشروعة، وبما لا يضر بموارد المؤسسة المالية أو بسمعتها. وقال ان مجلس الإدارة لن يألو جهدا في توفير الأجواء المناسبة لكل الموظفين وفي جميع القطاعات المختلفة، مضيفا أن الإضراب تسبب في آثار سلبية على موارد المؤسسة المالية في وقت تمر فيه بفترة التخصيص العصيبة. ودعا الموظفين إلى التحلي بروح المسؤولية وتعزيز الولاء الوظيفي وزيادة الإنتاج ووضع المصلحة العامة للمؤسسة قبل أي شيء، مؤكدا أن حسن النوايا لدى جميع الأطراف سيضع المؤسسة وموظفيها على الطريق الصحيح نحو تحقيق الحقوق والمكتسبات لجميع العاملين فيها. كما أعرب عن أسف المؤسسة للظروف الخارجة عن إرادتها واعتذارها لركابها الذين ألغوا رحلاتهم أو أصيبوا بأي ضرر خلال الأزمة.
وكان رئيس مجلس الوزراء جدد التأكيد على موقف الحكومة الحازم في مواجهة أي إضرار بمصلحة البلاد والمواطنين، معربا عن ارتياحه، في اجتماع جديد للجنة الوزارية المكلفة بمتابعة تطورات مظاهر الإضراب والفوضى في بعض الجهات الحكومية، إزاء مظاهر التعاون وتغليب العاملين في الجهات الحكومية شعورهم الوطني على المصالح الضيقة وانحيازهم لمصلحة وطنهم وأهلهم، واعتبر أن المطالب التي تطرح في بعض الجهات الحكومية أمر مشروع ومقبول من واجب الجهات المعنية النظر بها بموضوعية عادلة تراعي المصلحة العامة وتلتزم باتباع القنوات القانونية السليمة بعيدا عن الإضرار بمصالح المواطنين والدولة، وتسلم سموه كشوفاً بأسماء متطوعين، مؤكداً انهم سوف يفشلون الإضرابات.
وترأس رئيس الوزراء الكويتي أمس اجتماعاً للجنة الوزارية المكلفة بمتابعة تطورات مظاهر الإضراب والفوضى والامتناع عن العمل التي ما زالت تشهدها بعض الجهات الحكومية. وقد حضر جانبا من الاجتماع كل من مدير عام (الإدارة العامة للجمارك) ومدير عام (مؤسسة الموانئ الكويتية) ووكيل وزارة الصحة ورئيس مجلس ادارة (الخطوط الجوية الكويتية) والرئيس التنفيذي ومدير عام (الإدارة العامة للطيران المدني) وعدد من كبار المسؤولين في هذه الجهات.
كما حضر أيضا جانبا من الاجتماع مجموعة من الطيارين والمهندسين العاملين في (مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية) الذين عبروا عن استيائهم من التطورات الجارية مؤكدين بأن تلك الإضرابات لا تمثل توجهاتهم ومواقفهم معربين عن كامل استعدادهم وإخوانهم الطيارين والمهندسين وغيرهم على تسيير الرحلات وخدمة المسافرين وتلافي المزيد من الخسائر المترتبة على المؤسسة.
ومن جانب آخر فقد حضر أيضا ممثلون عن قطاع المتقاعدين في (الإدارة العامة للجمارك) وغيرهم للتعبير عن حرصهم على العمل في أي موقع وسد أي نقص لتحقيق مصلحة الوطن والمواطنين كما حضر مجموعة من ابنائنا وبناتنا الشباب من المتطوعين للعمل في الجهات التي طالتها الإضرابات حيث قدموا كافة البيانات المتعلقة باختصاصاتهم وخبراتهم وما يمكن أن يقوموا به من أعمال معربين عن عميق الألم والاستياء لما طال سمعة الكويت ومصالحها ومصالح المواطنين من ضرر بالغ.
وقد جرى خلال هذا الاجتماع استعراض آخر المستجدات والآثار المترتبة على استمرار الاضرابات التي لا تؤدي الا الى المزيد من الإضرار والخسائر بمصالح المواطنين ومصلحة البلاد على وجه العموم.
كما تدارست اللجنة مشاعر الاستياء الشامل التي عبر عنها المواطنون إزاء هذه المظاهر السلبية وإضرارها بالمصلحة الوطنية. وقد تم استعراض الجهود المبذولة والجوانب التنظيمية لعملية الاحلال وسد النقص في الجهات التي تتعرض للاضراب بهدف تسيير مصالح المواطنين وخدماتهم وتجنب الاضرار بمصالح الدولة وذلك في ظل الفزعة الكويتية التي تجسدت بمبادرة العديد من المواطنين والشباب في مختلف القطاعات والشرائح في العمل التطوعي لسد هذا النقص ترجمة لمشاعر المسؤولية الوطنية في خدمة وطنهم وأهلهم.
وقد عبر سمو رئيس مجلس الوزراء عن عميق الفخر والتقدير لهذه الفزعة الوطنية الطيبة وما يتمتع به أهل الكويت جميعاً من حس وطني معهود مؤكداً أهمية استثمار هذه المبادرات الوطنية وحسن توجيهها لتحقيق الغايات الوطنية السامية في مختلف الميادين في الحاضر والمستقبل.
كما ثمن سموه الجهود المختلفة التي يقوم بها المسؤولون في الجهات الحكومية بهدف معالجة الأوضاع التي ترتبت على الاضرابات وتسيير مصالح المواطنين وخدماتهم.
وأكد سموه موقف الحكومة الحازم في مواجهة أي إضرار بمصلحة البلاد والمواطنين مبدياً ارتياحه ازاء مظاهر التعاون وتغليب ابنائنا العاملين في الجهات الحكومية لشعورهم الوطني على المصالح الضيقة وانحيازهم لمصلحة وطنهم وأهلهم موضحاً بأن ما يحكمنا في مثل هذه المسائل مبادئ راسخة وثابتة في الحرص دائما على رفض أي إضرار بمصلحة الكويت والحفاظ على مصالح المواطنين مؤكداً حرص مجلس الوزراء على رعاية ابنائنا العاملين في مختلف الجهات الحكومية وتوفير كل ما يعينهم على اداء واجباتهم ومسؤولياتهم في خدمة المواطنين وتحقيق مصالحهم موضحا بأن المطالب التي تطرحها في بعض الجهات الحكومية امر مشروع ومقبول ومن واجب الجهات المعنية النظر في هذه المطالب بعين موضوعية عادلة تراعي المصلحة العامة وتلتزم باتباع القنوات القانونية السليمة بعيدا عن الإضرار بمصالح المواطنين وبمصالح الدولة العليا واتاحة المجال لمظاهر العبث والفوضى التي تشوه الوجه الحضاري الذي عرفت به الكويت وأهل الكويت.
واستقبل الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح أمس رئيس مركز العمل التطوعي الشيخة أمثال الأحمد الجابر الصباح.
واستمع سموه لعرض أوضحت فيه الشيخة أمثال حجم الضرر الذي وقع على المواطنين بسبب الإضرابات في عدد من القطاعات الحكومية خاصة فيما يتعلق بالمواد الاستهلاكية اليومية.
وأعرب سموه عن بالغ شكره وتقديره لرئيس وفريق مركز العمل التطوعي لمبادرتهم الوطنية والحريصة على مصالح المواطنين والدولة مؤكداً ثقته بالطاقات والجهود والمشاعر الوطنية الصادقة لدى الشباب وكافة أفراد المجتمع.
وأكدت الشيخة أمثال على أن جميع منتسبي مركز العمل التطوعي يضعون جميع إمكاناتهم تحت تصرف الحكومة وأجهزتها المختلفة لخدمة المواطنين والمقيمين المتضررين جراء الإضرابات غير المدروسة.
وفي تصريح عقب المقابلة أكدت رئيسة مركز العمل التطوعي أن فزعة أهل الكويت واستجابتهم السريعة للتطوع سيؤدي إلى رفع الضرر عن “بلادنا الحبيبة”. وقالت إنها التقت الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح وقدمت لسموه كشوفا بأسماء من تقدموا إلى المركز للتطوع.
وأضافت أن سموه أشاد بجميع المتطوعين وبمواقفهم الطيبة التي سترفع بلا شك الضرر عن الكويت وأهلها وعن كل من يقطن على ارضها مشددا على أن هؤلاء المتطوعين سوف يفشلون الإضرابات.
عدد اليوم
