الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

محمد بن زايد يشهد محاضرة حول العلاقة بين التعليم والنمو الاقتصادي

محمد بن زايد يشهد محاضرة حول العلاقة بين التعليم والنمو الاقتصادي
2 سبتمبر 2009 02:29
حضر الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الليلة قبل الماضية في مجلسه الرمضاني محاضرة بعنوان «التعليم كمحرك للنمو الاقتصادي ..تجربة سنغافورة «، ألقاها الدكتور توني تان كنج يام نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع السنغافوري الأسبق. محاور النمو الاقتصادي وتحدث الدكتور توني تان في محاضرته عن عدة محاور أهمها النمو الاقتصادي في سنغافورة على مدى الخمسين سنة الماضية وتطور النظام التعليمي فيها، مع الإشارة إلى التعليم العام وتدريب المعلمين والتعليم التقني والجامعي. واستعرض التطورات الأخيرة في مجال البحوث والتعليم في سنغافورة والمبادرات الجديدة في مجال التعليم وقدم ملاحظات ختامية بشأن العلاقة بين التعليم والنمو الاقتصادي. وقال الدكتور توني إن التعليم يلعب دورا حيويا في تحفيز النمو الاقتصادي؛ لأن الجامعات تشكل مراكز رائدة في خلق المعرفة التي تخدم الاقتصاد والمجتمع معا. وأوضح المحاضر أن الاقتصاد في بلاده شهد نموا هائلا، حيث بلغ إجمالي الناتج المحلي قرابة 182 مليار دولار في 2008 مقارنة بسبعة مليارات دولار سنة 1960، فيما ارتفع دخل الفرد في سنغافورة من 427 دولارا في 1960 ليصل إلى 597.37 دولار في 2008. المعرفة والابتكار والاقتصاد وقال الدكتور توني تانج إن الاقتصاد السنغافوري مر بأربع مراحل: المرحلة الأولى كانت من 1960- 1975، والتي جرى التركيز فيها على العمال، والمرحلة الثانية كانت في الفترة 1975- 1985، حيث ركزت الحكومة على تطوير المهارات المهنية، فيما انصب الاهتمام في المرحلة الثالثة والتي كانت في الفترة 1986 - 1995 على الاستثمار ورأس المال. فيما ركزت المرحلة الرابعة إلى ما بعد 1995، والتي شهدت اهتماما بالغا من قبل الحكومة السنغافورية بالمعرفة والابتكار والاقتصاد. وأشار المحاضر إلى أن التعليم العام حقق نتائج ملموسة من حيث جودة التعليم، فقد انخفض الفاقد التربوي من 6 في المائة في عقد السبعينيات إلى صفر في المائة في التسعينيات على مستوى التعليم الابتدائي ومن 13 في المائة إلى 1 في المائة في الفترة نفسها بالنسبة للتعليم الثانوي. وأوضح أن سياسة التعليم هدفت إلى تحسين جودة التعليم والاستخدام المكثف لتقنية المعلومات في المدارس واعتماد التعليم ثنائي اللغة كأساس للعملية التعليمية. التعليم الفني وتطرق المحاضر إلى التعليم الفني، موضحاً أن الهدف منه كان تطوير نظام تدريب فعال لمقابلة الطلب على القوة العاملة الماهرة ومعارف وقدرات تلبي احتياجات اقتصاد سنغافورة. وقال إن سنغافورة سعت إلى جذب جامعات ومؤسسات بحثية عالمية والتعاون معها من أجل العمل معا لمواجهة التحيات العالمية. وحول علاقة التعليم بالاقتصاد، قال الدكتور توني تان إن المعرفة والابتكار يحركان عملية النمو الاقتصادي، مؤكدا أن سنغافورة ستظل تسعى لتطوير وتحديث نظامها التعليمي ليتمكن من تلبية احتياجات اقتصادها وتحقيق طموحات شبابها في الأعوام القادمة. وقال المحاضر «أعتقد أن الموهبة هي مفتاح النجاح في ظل عولمة الاقتصاد»، مشيرا إلى أن التعليم يساهم بأربعة في المائة من إجمالي الناتج المحلي لسنغافورة وتوقع أن ترتفع هذه النسبة إلى خمسة في المائة. سوق منتج وأضاف أن سنغافورة بعد استقلالها شهدت تغييرات سياسية، حيث استطاعت أن تتحول من سوق مستهلك إلى سوق منتج، مشيراً إلى وجود استثمارات أجنبية وعدة شركات ساهمت في دخول سنغافورة بسرعة إلى عالم التقنية وتطوير البلاد. وقال الدكتور توني تان إن سنغافورة انتقلت من استخدام الأيدي العاملة إلى الصناعة والمعرفة والابتكار، مشيرا إلى أن الاستقرار المالي ساهم في تطور سنغافورة وتضاعفت عملية التصنيع، ما أدى إلى ارتفاع النمو بنسبة 10 في المائة. وأكد المحاضر أن اهتمام سنغافورة بالمعرفة جعلها تتقدم على العديد من الدول النامية المجاورة، مشيراً إلى أن بلاده تعمل للمحافظة على هذا التطور من خلال تطوير الصناعات والمعرفة حتى أصبحت سنغافورة الآن تحتل مكانة مهمة في الإبداع والابتكار والاستثمار والتنمية البشرية. دمج المعرفة بالاقتصاد وشدد المحاضر على أن سنغافورة تعمل بشكل متواصل على تطوير التعليم من أجل سد احتياجاتها في هذا المجال من خلال تدريب المعلمين في المراحل الابتدائية والثانوية والعمل على تطوير التعليم في الدراسات العليا والجامعية. وقال «يجب أن تتطور الجامعات لتقوم بدور بارز في دمج المعرفة بالاقتصاد وأن نقوم بتشجيعها لأن اقتصادنا يعتمد على المعرفة». وأوضح الدكتور توني تان أن سنغافورة تعمل على تدريب وتأهيل المعلمين والإداريين والمديرين العاملين في التعليم من خلال إنشاء مراكز وكليات تدريب تساهم في صقل مهاراتهم وتزويدهم بكل جديد في مجالهم، باعتبار أن التعليم هو المحرك الأساسي الذي وضعته سنغافورة للحاق بركب التقدم والتحديث، وذلك تجلى في إيمانها بأن التعليم ليس نشاطاً محصوراً في الصف المدرسي وإنما هو أيضا تعليم لأجل الحياة وتطوير الإمكانات والقدرات لدى الفرد واستمرار تحقيق أو تفعيل الذات. وتطرق المحاضر إلى التدريب التقني والمهني والذي اشتمل على نقاط مهمة تتواكب مع متطلبات المرحلة الحالية من الاحتياج المتزايد للأيدي العاملة الوطنية المؤهلة بسلاح المهارات والقدرات التقنية. المناهج القوية والمتنوعة وأشار المحاضر إلى المناهج القوية والمتنوعة في سنغافورة، خاصة في مجال تدريس الرياضيات والعلوم التي ركزت عليها منذ سباقها الأول نحو اللحاق بالعالم المتقدم، مؤكداً أنها تجني حاليا نتائج ما بدأته، فهذه المواد ،إضافة للغة الإنجليزية وتقنية المعلومات هي أساس تحقيق التقدم. وقال «إننا عندما نركز على الإنجليزية وتقنية المعلومات في بلادنا نعي أنها من الأساسيات التي تساهم بشكل كبير في تطوير الذات والوقوف على آخر المستجدات التربوية لكونها أداة مهمة لتطوير المنهج وطرق تدريسه». ودعا المحاضر إلى ضرورة تطوير النظام التعليمي والتدريبي باعتبارهما مرتكزين أساسيين لتحقيق التنمية البشرية والتنمية المستدامة التي يعتبر العنصر البشري عمادها ومحركها الأساسي. الحضور حضر المحاضرة سمو الشيخ راشد بن سعود بن راشد المعلا ولي عهد أم القيوين وسمو الشيخ عبدالله بن راشد المعلا نائب حاكم أم القيوين ومعالي عبدالعزيز عبدالله الغرير رئيس المجلس الوطني الاتحادي وسمو الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الشرقية وسمو الشيخ سيف بن محمد آل نهيان وسمو الشيخ سرور بن محمد آل نهيان والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وسمو الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة آل نهيان عضو المجلس التنفيذي والعميد الركن الدكتور الشيخ سعيد بن محمد آل نهيان نائب المفتش العام بوزارة الداخلية ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي ومعالي الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان وزير الأشغال العامة ومعالي العميد الركن طيار الشيخ أحمد بن طحنون بن محمد آل نهيان رئيس جهاز حماية المنشآت والمرافق الحيوية، إضافة إلى عدد من الشيوخ والوزراء والضيوف والمدعوين.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©