الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

المرزوقي يدعو التونسيين للعيش معاً رغم اختلافاتهم

المرزوقي يدعو التونسيين للعيش معاً رغم اختلافاتهم
21 مارس 2012
تونس (وكالات) - دعا الرئيس التونسي منصف المرزوقي أمس التونسيين إلى العيش معا على رغم اختلافاتهم، وذلك في خطاب بمناسبة الاحتفال بذكرى الاستقلال التونسي. وقال المرزوقي في خطاب ألقاه في القصر الرئاسي في قرطاج “إن الوطن لا يبنى من لون واحد ومادة واحدة لأنه تعددي بطبعه وهو دليل على تراثه وعامل تكامل لا تفرقة”، لافتا إلى أن تونس “ستدفع الثمن باهظا من الدم والدموع إذا اضطرت إلى التصدي بالقوة للمتطرفين القادمين من كل حدب وصوب”. وأكد الرئيس التونسي خلال هذه الكلمة التي ألقاها وبجانبه رئيس الوزراء حمادي الجبالي ورئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر أن الوحدة الوطنية لا يمكن أن تستمر إذا بنيت على الحقد والانقسام. ودعا التونسيين إلى “ضرورة التحلي باليقظة في مواجهة التطرف مهما كان مصدره من أجل الحفاظ على دولة مدنية في كنف التعددية والاحترام المتبادل دولة ترنو إلى التقدم خطوات أخرى على درب الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية ومواصلة ملحمة الاستقلال والثورة”. وأشار إلى أن تونس عاشت في الآونة الأخيرة محاولتين لضرب هذه الوحدة تحملان “نية واضحة لبث الفتنة” والكراهية بين التونسيين، في إشارة إلى حادث شهدته كلية الآداب في منوبة عندما حاول سلفي إنزال العلم التونسي واستبداله بـ”آخر غريب عنا” حسب قول المرزوقي، في إشارة إلى رفع العلم الأسود الإسلامي. أما الحادثة الثانية فهي العثور على مصاحف ممزقة في مساجد في بنقردان الأسبوع الماضي واصفا ذلك بأنه “جريمة فظيعة نكراء”. وتوجه المرزوقي باسم الدولة التونسية باعتذار “لكل من تم النيل من كرامته ولكل من ناضل ضد الاستبداد الأجنبي أو المحلي” منذ الاستقلال وحتى اليوم. وتطرق إلى الخصومة بين زعيمي الاستقلال الحبيب بورقيبة الذي انتخب رئيسا عام 1957 ويعتبر باني تونس العصرية، وصلاح بن يوسف المدافع عن تجذر تونس في العالمين العربي والإسلامي والذي اغتيل عام 1961. وقال “لم يعد هناك مبرر لبقاء تبعيات المظلمة التي وقعت في حق اليوسفيين. كما لم يعد هناك مبرر لوجود شيطنة البورقيبيين”. ويحتفل التونسيون الثلاثاء بالذكرى الـ56 لاستقلال تونس الذي تحقق بعد 75 عاما من الاستعمار الفرنسي. من جانب آخر تظاهر آلاف التونسيين العلمانيين أمس في ذكرى الاستقلال بالشارع الرئيسي بالعاصمة تونس لإظهار رفضهم للدعوات المتزايدة من قبل المحافظين المتدينين لتحويل تونس ما بعد الثورة إلى دولة دينية، رافعين أعلام تونس بلونيها الأحمر والأبيض، وتجمع آلاف التونسيين بشارع الحبيب بورقيبة، وهي النقطة الرمزية في الاحتجاجات التي أطاحت الرئيس السابق زين العابدين بن علي في 14 يناير العام الماضي، وأثارت انتفاضات في دول عربية أخرى. وقال متظاهر اسمه جابر بن حسن “خرجنا بالآلاف لنقول لمن يريدون أن يحولوا مسار الثورة إن تونس ستبقى دولة مدنية.. خرجنا لنقول لهم لن تمروا”. وأضاف “نحن هنا لننتصر لدول مدنية ديمقراطية حرة”. وسيبدأ المجلس التأسيسي الذي تهيمن عليه حركة النهضة الإسلامية صياغة دستور جديد خلال الأسابيع المقبلة، وسط تجاذبات كبيرة بين الإسلاميين المطالبين بدستور يستند للشريعة والعلمانيين المنادين بدستور مدني حداثي. ومنذ الإطاحة ببن علي العام الماضي زاد نفوذ الإسلاميين، وتجسد ذلك في وصول حركة إسلامية للحكم. كما تزايد حضور جماعات سلفية، وهو ما أثار قلق العلمانيين في البلاد الذين يقولون إن قيم الحداثة ونمط الحياة المتحرر أصبحت مهددة. وفي السابق كان ينظر إلى تونس على أنها من أبرز قلاع العلمانية في العالم العربي. وجاءت هذه التظاهرة على ما يبدو رداً على مسيرة ضخمة نظمتها جماعات إسلامية الأسبوع الماضي، ورفعت فيها شعارات تطالب بدولة دينية. ورفع المتظاهرون، الذين بدأوا مسيرتهم من أمام المسرح البلدي باتجاه مقر وزارة الداخلية، أعلام تونس، في إشارة إلى أن الولاء للوطن، رافضين إقحام الدين في السياسة. وردد المتظاهرون “تونس تونس حرة والرجعية على بره”، و”الشعب يريد دولة مدنية”، و”التشغيل استحقاق لا خلافة ولا نفاق”، وغنوا النشيد الوطني مرات عدة، قبل أن تتحول بعد ذلك الشعارات إلى عبارات مناهضة لحركة النهضة التي تقود الحكومة الحالية. ومن الشعارات التي رفعت ضد النهضة “خبز وماء والنهضة لا”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©