الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مجموعة الثماني تواجه معضلة المناخ مجدداً في اليابان

مجموعة الثماني تواجه معضلة المناخ مجدداً في اليابان
3 يوليو 2008 23:35
تواجه الدول الأعضاء في مجموعة الثماني صعوبة في تحقيق أهدافها لمكافحة الاحتباس الحراري، بحسب دراسة نشرت أمس تشير الى أن بريطانيا وفرنسا وألمانيا هي الدول التي حققت إنجازات في هذا المضمار، خلافاً للدول الخمس الأخرى· إلى ذلك أبدت الصين استعدادها للدخول في مناقشات عامة في قمة مجموعة الثماني الصناعية الكبرى لوضع اهداف بعيدة المدى وأهداف صناعية لمكافحة الاحتباس الحراري، لكنها رفضت الحديث عن أي تعهدات محددة داعية الدول الغنية الى قيادة الطريق· ونشرت الدراسة التي اعدتها هيئة ''ايكوفيس'' المستقلة لحساب الصندوق العالمي لحماية الحياة البرية وبنك اليانز الالماني قبل ايام من قمة الدول الصناعية الكبرى (المانيا وكندا والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وايطاليا واليابان وروسيا) في اليابان· وبحسب الدراسة على دول مجموعة الثماني خفض انبعاثات الغاز بـ80% على الاقل مقارنة مع العام 1990 بحلول العام 2050 لخفض ارتفاع حرارة الارض بدرجتين· وقالت المسؤولة في الصندوق العالمي لحماية الحياة البرية في المانيا ريجين جونتر: ''إن النتائج تدل على أن أيا من الدول الصناعية الرئيسية لم يلب اهداف خفض ارتفاع حرارة الارض بدرجتين''، وأحرزت بريطانيا وفرنسا والمانيا جهودا اكبر لخفض انبعاث ثاني اكسيد الكربون، لكن هذه الدول قد تشهد ارتفاعا في مستوى انبعاثاتها في السنوات المقبلة بحسب الدراسة· وذكرت الدراسة ان انبعاثات الغاز في بريطانيا تلبي اهداف معاهدة كيوتو بسبب زيادة استخدام الغاز الطبيعي بدلا من الفحم الحجري، الا ان استخدام الفحم لإنتاج الطاقة قد يؤدي الى زيادة هذه الانبعاثات، وحققت فرنسا نتائج مرضية في مجال انبعاث الغاز مقارنة مع عدد سكانها واجمالي الناتج الداخلي لديها خصوصا بسبب اللجوء الى الطاقة النووية، إلا ان المشاريع الطموحة المعلنة للاجل البعيد لم تطبق بعد· وحققت المانيا إنجازاً جيداً من خلال الترويج للطاقة المتجددة، لكن مشاريعها لإنشاء محطات كهربائية جديدة تعمل بالفحم تهدد التزامها بخفض انبعاثاتها اربعين بالمئة بحلول العام ،2020 وأحرزت اليابان وإيطاليا تقدما لكنه غير كاف لاحترام بروتوكول كيوتو بحسب الدراسة· وأشارت الدراسة الى ان روسيا وكندا والولايات المتحدة لم تحقق نتائج مرضية لأن انبعاثاتها من ثاني اكسيد الكربون تزداد، ويؤدي ذلك الى الضرب بطموحات كيوتو عرض الحائط، وأكدت الولايات المتحدة التي حققت اسوأ نتائج في هذه الدراسة ان مجموعة الثماني ليست الاطار المناسب لتحديد هدف بالارقام لمكافحة التقلبات المناخية· ويرغم بروتوكول كيوتو الدول الصناعية الموقعة عليه على خفض مستوى غازات الدفيئة بحلول العام 2012 لكنه توقع حلولا مرنة لتحقيق هذا الهدف خصوصا شراء ''ارصدة الكربون'' من الدول او المؤسسات التي لا تستطيع احترام التزاماتها، إلا أن أهمية هذا البروتوكول تأثرت بسبب رفض الولايات المتحدة المصادقة عليه· ورغم نفوذها الاقتصادي والدبلوماسي المتنامي الا ان الصين ليست عضوا في مجموعة الثماني الغنية التي يجتمع زعماؤها في شمال اليابان، لكن الرئيس الصيني هو جين تاو يحضر محادثات على هامش القمة، ومن شبه المؤكد ان تكون بلاده محور كثير من القضايا منها التغير المناخي والسياسات الاقتصادية· وصرح مسؤول صيني كبير عن وضع السياسات المتعلقة بقضية التغير المناخي في مؤتمر صحفي أمس بأن حكومته مستعدة لمناقشة الالتزامات بعيدة المدى ومقترحات طوكيو بشأن تحديد حجم الانبعاثات لكل صناعة بعينها، لكن المدير العام للمجموعة الوطنية لمكافحة التغير المناخي سو وي قال ان الدول المتقدمة يجب ان تأخذ القيادة في خفض انبعاثات الغازات المسببة لارتفاع درجة حرارة الارض وفي نقل تكنولوجيا خفض التلوث· وفي تصريحات أظهرت فتور بكين لفكرة ان تبحث الصين الآن أهدافا دولية محددة بشأن ظاهرة التغير المناخي قال سو: ''الصين تتبنى موقفا منفتحا جدا ازاء مناقشة اي قضية لمكافحة التغير المناخي·· (لكن) يجب ان نركز على الاجراءات الحقيقية العملية للمدى القصير والمتوسط· فالحديث الاجوف عن الاهداف بعيدة المدى لا يتمخض عن اي نتائج محددة للتعامل مع التغير المناخي''· ويقول بعض العلماء ان الصين تخطت الآن الولايات المتحدة كأكبر متسببة في انبعاثات ثاني اكسيد الكربون في العالم وهو الغاز الاساسي المسبب لظاهرة الاحتباس الحراري الذي ينبعث من المصانع ومحطات الطاقة ووسائل النقل؛ لكن متوسط دخل الفرد في الصين يقل كثيرا عن متوسط دخل الفرد في الدول الغنية· ويقول سو ان على هذه الدول ان تتقدم الطريق· وفي سياق متصل بالقمة أكد مدير البنك الدولي روبرت زوليك أمس الأول أن ارتفاع أسعار الوقود والغذاء دفع الدول الأشد فقرا في العالم إلى ''منطقة الخطر''· وحث روبرت زوليك قادة دول مجموعة الثماني الصناعية الكبرى والبلدان المنتجة للنفط على التحرك سريعا لمعالجة تزايد الفقر من جراء أزمة أسعار الغذاء والوقود العالمية· وكتب زوليك يقول في رسالة بتاريخ أول يوليو إلى رئيس الوزراء الياباني ياسو فوكودا الذي يرأس قمة مجموعة الثماني في هوكايدو الأسبوع القادم ''إننا ندخل منطقة الخطر''، وقال في الخطاب الذي أرسلت نسخ منه إلى قادة الولايات المتحدة وكندا وفرنسا وألمانيا وايطاليا وروسيا وبريطانيا والأمم المتحدة: ''ما نشهده ليس كارثة طبيعية ·· موجات مد صامتة أو عاصفة عارمة؛ إنها كارثة من صنع الانسان ومن ثم يجب أن يحلها الناس''· وقال زوليك إن ارتفاع الأسعار يهدد عددا متزايدا من البلدان بتفاقم الفقر وعدم الاستقرار الاجتماعي، وتفجرت بالفعل أعمال شغب تتعلق بالغذاء في 30 بلدا كما يستشري الاضطراب بسبب ارتفاع أسعار الوقود· وقال زوليك إنه في 41 بلدا خصمت التأثيرات المتضافرة لارتفاع أسعار الغذاء والوقود منذ يناير 2007 ما بين ثلاثة إلى عشرة بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، وأضاف أن هناك حاجة إلى تحرك فوري لضمان تمويل ملائم لبرنامج التغذية العالمي بغية توصيل المساعدات الغذائية الطارئة إلى الناس في المناطق الأشد تأثرا·
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©