الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تصاعد الحرب الكلامية بين دولتي السودان

21 مارس 2012
سناء شاهين ، وكالات (الخرطوم) - ارتفعت وتيرة الحرب الكلامية والاتهامات المتبادلة بين دولتي السودان وجنوب السودان، وتصاعدت درجة الاستعدادات الأمنية على تخوم الدولتين لتصدي لهجمات متوقعة على السودان، وتجاوز محتمل على أراضي جنوب السودان، وبلغت الترتيبات العسكرية في البلدين ذروتها، وفقاً لتصريحات من مسؤولين عسكريين في الخرطوم وجوبا في انتظار ساعة الصفر بإقدام أي من الطرفين على اعتداء في أراضي الدولة الأخرى. وأعلن السودان إكمال استعداداته لخوض ما وصفها بمعركة فاصلة مع الحركة الشعبية قطاع الشمال المدعومة من جنوب السودان في جنوب كردفان، وقال ممثل وزير الدفاع السوداني الفريق عبدالمنعم سعد إن بلاده “تعمل على إعداد المجاهدين لخوض المعركة الحاسمة وفقاً لتوجيهات السوداني عمر البشير بفتح معسكرات الدفاع الشعبي أمام المتطوعين من المدنيين”. وفي المقابل أكد الجيش جنوب السودان أنه على أهبة الاستعداد لرد أي عدوان على أراضي دولة الجنوب ومواجهة أي تجاوز قد يحدث خلال المعركة المحتملة بين السودان والحركات المسلحة على الحدود. من جانبه، اتهم المتحدث باسم جيش جنوب السودان فيلب اقوير الجيش السوداني بشن غارات جوية أمس الأول علي منطقة “جاو”، وقال في تصريح خاص لـ”الاتحاد” إن الجيش السوداني يستعد حالياً لشن هجمات أخرى علي مناطق حدودية في ولاية غرب بحر الغزال وولاية الوحدة، خاصة منطقة “جاو”، مؤكداً استعداد قواته لرد الحاسم. وقال “نحن على أهبة الاستعداد لمواجهة أي غزو من الشمال”. واعتبر اقوير ما يتردد في الخرطوم بشأن تحضير جنوب السودان لهجمات علي جنوب كردفان اتهام لا أساس له من الصحة، وخطوة قصد بها تضليل الرأي العام السوداني الذي لا يرغب في الدخول بأي حرب مع جنوب السودان بعد انفصاله، مؤكداً التزام بلاده اتفاق وقف إطلاق النار مع السودان منذ توقيع اتفاقية السلام الشامل في نيفاشا عام 2005م. وكانت الخرطوم قد انتقدت بشدة مساندة جنوب السودان لمتمردين في جنوب كردفان، وذلك بناء على معلومات حصل عليها الجيش السوداني، وقال إنها مؤكدة وتفيد بأن دولة جنوب السودان الموقعة علي اتفاق أمني مع السودان في أديس أبابا يقضي بوقف العدوان تحضر لشن هجمات على مناطق عدة في جنوب كردفان المتاخمة للحدود مع جنوب السودان، وتوقع اندلاع الاشتباكات خلال يومين. ورد أقوير على سؤال “الاتحاد” في هذا الشأن بقوله إن “الخرطوم ببث مثل هذه التصريحات تريد أن تثبت للرأي العام السوداني بأن هناك خطراً من جنوب السودان”. وأضاف “الجيش الشعبي في الجنوب لم يتعد حدود جنوب السودان منذ المرحلة الانتقالية فيما لا تزال القوات السودانية تحتل جزءاً من أراضي جنوب السودان”. وأشار إلى طلب تقدمت به بلاده في وقت سابق للقوة الدولية الموجودة في الدولتين بمراقبة الحدود المشتركة بين البلدين، وقال إن كانت الخرطوم جادة في توفير جو ملائم للتعايش السلمي بين الدولتين فعليها أن تحذو حذونا في ذلك. واتهم المتمردون أمس الأول السلطات السودانية بشن غارات جوية، أسفرت عن مقتل امرأتين في جنوب كردفان، لكن الخرطوم نفت هذه المعلومة. وبحسب “الحركة الشعبية لتحرير السودان- قطاع الشمال”، فقد قتلت امرأة في كلكدة قرب كودا، وأخرى في منطقة مجاورة أكثر جنوباً. وأوضح المتمردون أن رؤوس ماشية نفقت أيضاً. ووقعت الغارات في حين لم تحصل معارك بين القوات الحكومية والمتمردين منذ ثلاثة أو أربعة أيام، كما قال المتحدث باسم “الحركة الشعبية لتحرير السودان- قطاع الشمال” ارنو نغوتولو لودي. وقال الصوارمي خالد سعد المتحدث باسم الجيش السوداني من جهته “لم نقصف أي منطقة”. والأسبوع الماضي أكد الممثل الأميركي جورج كلوني الذي قام بمهمة سرية أخيراً إلى جنوب كردفان أن القوات السودانية ترتكب “جرائم حرب” عبر مهاجمة المدنيين. وأشار مسؤولون أميركيون من جهتهم إلى أن حوالي 250 ألف شخص مهددون بشح المواد الغذائية في هذه المنطقة. وتؤكد الخرطوم أنها قدمت المواد الغذائية، وغيرها من أشكال المساعدات الضرورية. لكن القسم الأكبر من هذه المساعدات ذهب إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة بحسب الأمم المتحدة التي تطالب بالسماح بالوصول إلى كل منطقة النزاع. وجرت معارك كثيفة بين الجيش السوداني و”الحركة الشعبية - قطاع الشمال” منذ 2011 في جنوب كردفان، الولاية المحاذية لجنوب السودان الذي نال استقلاله في يوليو. وقد نزح أكثر من 360 ألف شخص أو تأثروا بقوة بسبب المواجهات. وتسعى الخرطوم إلى بسط سلطتها في هذه المنطقة التي قاتل قسم من سكانها إلى جانب المتمردين الجنوبيين في الحركة الشعبية لتحرير السودان إبان الحرب الأهلية (1983-2005) التي أدت إلى انفصال الجنوب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©