الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ذاكرة المكان

22 مارس 2015 00:11
تبقى لذاكرة المكان سطوة كبرى، في مخيلتنا ووجداننا، فمن منا لا يتذكر أماكن نشأته الأولى في زمن الطفولة والصبا والشباب؟ بمشاعرنا الجياشة نسافر، ونحمل أجنحة الشوق أينما ارتحلنا. مَعِينُ المشاعر، يرفرف ويحتدم في سماء الأشواق، وخيالات عقولنا، تُحلق في الفضاء اللامتناهي، ولكن تبقى ذاكرتنا معلقة بذلك الزمن الجميل، وتلك الأماكن الغالية علينا، والساكنة في قلوبنا دوماً. البعد عن الوطن، يوَّلِدُ في أعماقنا حنيناً متدفقاً، لا ينطفئ ولا يخفت. نسافر بمشاعرنا الجياشة، إلى أماكن قريبة وبعيدة، في فترات من الزمن القصيرة والطويلة، نتذكر تلك الأماكن، بعد رحيلنا عنها، ونتفاعل معها حين بقائنا بها، في صور شتى من الأنشطة الاجتماعية والثقافية بمضامينها الإنسانية، التي نستشف منها خطاب النفس والروح والعقل، في حوارٍ مباشر وغير مباشر مع مختلف الأمكنة والأجناس البشرية. ولكن، لوطن المحبة والأشواق نعود، حاملين معنا صدى ذكريات نخاطب بها الوطن. أيها الراحلون بالحنين والأشواق إلى البعيد، مهلاً.. لا ترحلوا! خذوني معكم في رحيلكم، أرجوكم لا تتركوني وحيداً مع تقلبات الحياة، وغياهب الزمن. في رحيلنا للأماكن، نعايش تجارب متعددة الجوانب والمؤثرات، وأغلب تلك المؤثرات يتعلق بالارتباط الوجداني بالأماكن. أيها الراحلون، وفي متاهات الأشواق الدافئة، هل كتب علينا أن نبقى في رحيلٍ دائم مع الأشواق؟. إنه رحيل الذكريات والأشواق، التي تسكن الأعماق، وتحترق منها الأحداق، ولا تستسيغ مرارتهما الأذواق. في الزمن الصعب، الذي لا يعرف للأشواق قيمة، تتناثر أوراق الحنين والأشواق، وتحترق تلك الأشواق في ذاكرة النسيان، ولكن يبقى أثرها عالقاً في أعماق الوطن والنفس التي تصبوا دائماً للسكينة. آه.. لنفوسنا المتعبة بالترحال والأشواق، أشواق المكان والوطن، والأحباب الساكنين في أديم الوطن، وذاكرة الوجدان، كم أضنى نفوسنا الترحال، وأرهقتها الأشواق؟ وفي رحلة الرحيل المستمر، تتسعُ وتشعُ ذاكرة الزمن الجميل، في وطن المحبة والوفاء، والعزة والرخاء. همسة قصيرة: نحلق بأشواقنا في ذاكرة الوطن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©