«كوبا» يخطف الأضواء من «ليفا»

مراد المصري (دبي) عاشت الكرة البولندية ليلة للذكرى أمس الأول، شكلت نقطة محورية مهمة من خلال صعودها إلى ربع النهائي في واحدة من المسابقات الكبيرة، بعد عقود من الضياع والنتائج السلبية بعد رحيل بونياك ورفاقه، وذلك بعد التفوق بفارق ركلات الترجيح على سويسرا 5-4، بعد التعادل في الوقت الأصلي والإضافي 1-1. وفيما كانت الأنظار تترقب تألق المهاجم لوكاس ليفاندوفيسكي في البطولة الحالية، خصوصاً أنه عادل رقماً قياسياً، حينما هز شباك منافسيه 13 مرة في التصفيات، لكنه تاه في النهائيات للمباراة الرابعة على التوالي، وفيما غاب عن التسجيل في 270 دقيقة في الدور الأول، لم ينجح طوال 120 دقيقة هذه المرة، ليصبح مجموعه 390 دقيقة تحول فيها اللاعب الذي كان شبهته جماهير بايرن ميونيخ الألماني مطلع الموسم بـ «السوبر مان»، إلى شبح مقارنة بما كان عليه. وخطف جاكوب بلازتشيكوفسكي الملقب بـ «كوبا»، الأضواء من زميله «ليفا»، حينما كان صاحب هدف التقدم الذي منح بلاده فيما بعد المجال للتأهل إلى ربع النهائي للمرة الأولى في تاريخ بلاده، ليفرض تألقه في البطولة، حيث اشترك في جميع الأهداف الثلاثة التي سجلتها بولندا في البطولة، بعدما سجل هدفين وصنع الثالث. وأصبح «كوبا» أول لاعب بولندي يسجل في مباراتين متتاليتين في بطولة كبرى منذ بونياك في كأس العالم عام 1982. وتلقى «كوبا» رسالة تشجيعية من زميله السابق في صفوف دورتموند هاميلز، الذي تغاضى عن المنافسة، حيث يشارك مع منتخب بلاده ألمانيا، وظهر مرتدياً قميصاً يحمل اسم بلازتشيكوفسكي ورقمه 16. وضربت بولندا موعداً مع البرتغال في الدور المقبل، في مواجهة ستعني الكثير للفريق الذي يجب أن يضع الخطة المناسبة لمقارعة فريق قلب التوقعات وأطاح بالمنتخب الكرواتي في توقيت قاتل. وجاء خروج سويسرا بركلات الترجيح للمرة الثانية في البطولات الكبرى، بعدما ودعت على يد أوكرانيا في مونديال 2006، في مباراة أخفقت فيها في جميع الركلات الثلاث، ليفسد الأمر فرحة شاكيري الذي سجل أحد أجمل أهداف البطولة بمقصية أنيقة في الدقيقة 82، وهو أول هدف يسجل بضربة مقصية منذ فعل الإيطالي أنطونيو كونتي ذلك في نسخة يورو 2000 أمام تركيا، في المباراة التي كسبها «الآزوري» بهدفين دون رد وقتها. وكانت خيبة الأمل الأكبر حينما أهدر شاكا ركلة الجزاء الثانية لسويسرا، التي كلفت فريقه لاحقاً الخسارة، ليكون الحمل الأثقل على آرسنال الإنجليزي، الفريق الذي انتقل إليه الصيف الحالي مقابل مبلغ مادي قارب 40 مليون يورو من بروسيا مونشنجلادباخ الألماني، حيث انتشرت الصور الساخرة من الفرنسي آرسين فينجر مدرب الفريق، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلى جانب التشكيك بقدرات اللاعب الذي يراهن عليه «المدفعجية» من أجل المنافسة على لقب الدوري الغائب منذ عام 2004. وبعيداً عن الخسارة نجح هدف شاكيري بكسر الحصار الذي لازم الشباك البولندية، حيث كان المرمى حصناً منيعاً أمام المهاجمين طوال ثلاث مباريات في الشوط الأول لم يتلق فيه أي هدف، ليكون شاكيري أو لاعب ينجح بالتسجيل في مرمى بولندا. من ناحية أخرى جاءت البطاقة الصفراء التي حصل عليها جورو مدافع سويسرا، لتصبح البطاقة رقم 1000 في تاريخ نهائيات أمم أوروبا.