القمة لدبي و «عصير الجلاب» من تقاليد «كنتاكي»

في الماضي كانت سباقات الخيل رياضة الملوك والنبلاء، ولكنها اليوم تحولت إلى صناعة ترفيهية تدر مليارات الدولارات ويعتمد عليها ملايين الناس في جميع أنحاء العالم كمصدر للرزق، ترتكز عليها الكثير من الاقتصادات، ومع التطور السريع في حركة الطيران وسهولة التنقل أصبح عالم الخيول صغيرا ومتاحا أمام الجميع. ونتيجة لهذا كان من الطبيعي أن تصبح السباقات أكثر عولمة ومع بروز قوى ومؤسسات سباق تجوب العالم مثل مؤسسة جودلفين تستهدف السباقات العملاقة لتتزايد الجودة ويتسع الاهتمام بها على نحو كبير. وعلى المستوى العالمي وبنظرة سريعة نجد أن هناك 10 سباقات يهتم بها عالم الخيول وبالطبع ستكون الانطلاقة من دبي، حيث يعتبر كأس دبي العالمي صاحب الريادة في العولمة وهو ثمرة النظرة الثاقبة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، ومن ثم أصبح مسك ختام كرنفال دبي الدولي لسباقات الخيل الذي تم تدشينه 2004. شاركت 27 دولة في أشواط كأس دبي العالمي، وحاز السباق جائزته البالغة 10 ملايين دولار على لقب السباق الأغنى على وجه الكرة الأرضية، وفاز بلقبه الكثير من الخيول الأبطال مثل: سيجار، سينجسبيل، بليزانتلي، بيرفكت، دبي ملينيوم، وكيرلين. والسباق الثاني الأشهر في العالم أيضا هو سباق ديربي كنتاكي وهو من السباقات الفئة الأولى لخيول الثلاث سنوات ويقام سنويا في مدينة لويسفيل بولاية كنتاكي في أول يوم سبت من شهر مايو من كل عام، ويعتبر هذا السباق هو الجولة الأولى لبطولة التاج الثلاثي لسباقات الخيل في أميركا وتظهر مدى أهمية هذا السباق على أجندة الفعاليات الدولية وهو اللقب الوحيد الذي تخلو منه خزائن جودلفين. وإضافة الى السباق الذي يطلق عليه أيضا "السباق نحو الفوز بالورود" وفقا للتقليد السائد بتتويج الفائز بتاج من الورد عقب فوزه، ويلعب عدد من التقاليد الشائعة دورا في اكساب السباق أجواء احتفالية مثيرة للحضور الضخم الذي يقدر بـ150 ألف متفرج، ومن هذه التقاليد شراب عصير الجلاب بالنعناع. الكأس الثالثة الأشهر في العالم أيضا هي كأس سنغافورة والتي تعتبر حديثة نسبيا وأول انطلاقاتها كان عام 2000 تزامنا مع الافتتاح الرسمي لمضمار سنغافورة الجديد في كرانجي وبجوائز مالية قدرها 3 ملايين دولار سنغافوري نحو 2.3 مليون دولار أميركي، واستطاع السباق بما لا يدع مجالا للدهشة أن يجتذب أفضل الخيول في العالم من جميع أركان الأرض. في المرتبة الرابعة يأتي سباق إبسوم داربي، وهي الكلمة التي سمت بها كل الدول أبرز سباقاتها الرائدة حول العالم، وسُمي على "الإيرل داربي الثاني عشر"، والذي فاز بالقرعة على السير تشارلز بانبوري، ومن ثم فاز بحقوق تسمية السباق باسمه، فلو خسر اللورد داربي تلك القرعة لكنا الآن نطلق على تلك السباقات لقب "إبسوم بانبوري أو كنتاكي بانبوري، وهكذا. الداربي أو كما يسمى "بلو رايباند" أو الشريط الأزرق هو الاختبار الحقيقي للخيول عمر الثلاثة أعوام على مسافة الميل ونصف الميل في مضمار إبسوم بتضاريسه الفريدة التي تعتبر اختبارا حقيقيا لسرعة الخيول وقدرة تحملها وتوازنها. ويعتبر السباق الذي يحتل المرتبة الرابعة على مستوى الأشهر في العالم اختبارا حقيقيا أيضا لقدرات ومهارات الفرسان ولا عجب أن الفارس الأسطوري ليستر بيجوت الذي تقاعد عام 1995 ما زال من أنجح فرسان الداربي بحصوله على تسعة انتصارات. يعتبر سباق رويال أسكوت صاحب المركز الخامس في السباقات الأشهر على مستوى العالم، ويشتهر بروعة التقاليد الانجليزية والملابس الخاصة بمنتصف الصيف التي يتم ارتداؤها لخمسة أيام، ولكن بعيدا عن الملابس والقبعات فان مضمار السباق دائما ما يكون له نصيب الأسد من الاهتمام والاثارة والتشويق. ثمانية من سباقات أسكوت الملكية أو "رويال أسكوت" هي سباقات للفئة الأولى، وترتكر أسكوت بصورة كبيرة على الترويج للسباق دولياً وهو ما يعزز من الاهتمام العالمي للرياضة بصورة طبيعية. من ناحيته يعتبر السباق الذي يقام في مضمار "لونجاشامب" بفرنسا أحد أهم المحطات في توثيق مكانة وموهبة الخيول الابطال وحفر اسمائها في سجل التاريخ، حيث يعود السباق الى 1920 وتضم قائمة شرف هذا النصب التذكاري العديد من النجوم الأبطال في أوروبا وسيظل الفوز الذي حققه المهر الأسطوري "سي ذا ستارز" في عام 2009 حياً في أذهان الجميع ممن تابعوا السباق في المضمار أو شاهده عبر التلفزيون. ومن بين الشعارات التي تُستخدم للترويج لأغنى سباق في أوروبا هو "هذا ليس سباقاً، إنه نصب تذكاري"، وهذه هي الترجمة التقريبية للشعار، ولكن ما يقوله الشعار هو أو قوس النصر ليس فقط للخيل، إنه أول الأيام التي يدونها الباريسيون في مذكراتهم وخاصة الذين ينشدون الأناقة، ويترافق مع الحضور الفرنسي الكبير تمثيلا بريطانيا قويا، إلا أن الأخير لا يستطيع التنافس عندما يتعلق الأمر بالموضة. ويأتي سباق "بريدرز كب" الذي يقام في أميركا صاحب المركز السابع في ترتيب السباقات العالمية، ويُلقب بـ"بطولات العالم في سباقات الخيول" وتتضمن أشواطه عشرة سباقات للفئة الأولى. وتزخر قائمة الشرف بنجوم من الماضي كما سيظل الفائز في هذا الكأس تحت الأضواء حتى في حال تقاعده، إذ يصبح من الفحول المرغوبة، وينظم السباق بالمداورة بين مضامير الولايات المتحدة الاميركية جالبا معه الخير للمضمار والمدينة التي تحتضنه وتستضيف تلال تشرشيل في مدينة لويسفيل الكأس هذا العام. يحتل كأس ملبورن الاسترالي المركز الثامن بين أشهر 10 سباقات على مستوى العالم، ويقام في مضمار فلامنجتون والذي يعرف باسم "السباق الذي يوقف الأمة، ويعتبر هذا السباق الذي يقام دائماً في أول ثلاثاء من شهر نوفمبر أبرز ما في كرنفال فيكتوريا للربيع والذي يستمر لمدة 50 يوماً وهو واحد من اربعة أحداث رياضية كبرى في فيكتوريا الى جانب دوري كرة القدم الاسترالي وبطولة استراليا المفتوحة للتنس وجائزة استراليا الكبرى. ويأتي كأس اليابان في المرتبة التاسعة ويقام على مضمار فوتشو بطوكيو أواخر شهر نوفمبر من كل عام بجائزته المالية التي تبلغ 5,4 مليون دولار والذي تنافس كأس قوس النصر"الارك الفرنسي" بوصفهما أغنى سباقات العالم على الأرض العشبية. أكثر الرياضات مشاهدة في هونج كونج تعتبر سلطة السباقات في هونج كونج واحدة من أكبر منظمات السباقات في العالم إضافة إلى كونه ينظم أكثر الرياضات شعبية في هونج كونج فهو من أكبر دافعي الضرائب (حوالي 7 في المئة)، ومما يدعم هذه الرياضة في هونج كونج أنها الرياضة الأكثر مشاهدة هناك حيث تتصدر أخبار السباقات الصفحات في الصحف اليومية في المستعمرة البريطانية السابقة. انطلقت سباقات هونج كونج الدولية لأول مرة في منتصف التسعينات وكانت أداة فعالة لزيادة الاهتمام العالمي بالرياضة حيث قام نادي فرسان هونج كونج بتسمية السباقات بـ"بطولة العالم في المضامير".