الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

البوابة البريطانية .. مقفلة أمام ترامب!

17 أكتوبر 2016 09:27
طوال فترة تناهز الألف سنة من التاريخ، لعب قصر «ويستمنستر» دوراً في استضافة الملوك والملكات، وتحمل غارات النازية، وأظهر للعالم كيف يمكن لناس أن يحكموا أنفسهم بأنفسهم من خلال الديمقراطية التمثيلية. بيد أن القصر لم يشهد يوماً مثل يوم الإثنين، عندما صدحت جدرانه الحجرية الباردة بنقاش برلماني حول ما إذا كان يتعين منع المنافس «الجمهوري» الأميركي البارز من دخول بريطانيا. إنها ستكون لحظة غريبة بالنسبة للسياسة على جانبي المحيط الأطلسي. وعادة، يتجنب المسؤولون البريطانيون التورط في السياسة الأميركية &ndash والعكس صحيح. فمن المفترض أن يتجاوز التحالف الأنجلو- أميركي، وهو حجر الأساس للأمن الغربي، السياسة. وظهور «دونالد ترامب» باعتباره المرشح الأوفر حظاً، بالنسبة لـ«الجمهوريين» على الرغم من ذلك، يضع الأمة في اختبار. فقد شهد البريطانيون صعوده بمزيج من الذهول والحذر والسخط &ndash الذي يأتي بعد زعمه أن مناطق معينة من بريطانيا كانت محظورة على الشرطة بسبب التطرف الإسلامي المستشري. وقد أثير هذا الجدل البرلماني عندما وقع أكثر من نصف مليون شخص التماساً على الإنترنت حول ضرورة منع «ترامب» من زيارة بريطانيا بسبب دعوته الشهر الماضي لمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة. ويقول الملتمسون إن اقتراح «ترامب» بلغ حد «خطاب الكراهية». لمدة ثلاث ساعات يوم الإثنين، سيكون أمام أعضاء البرلمان الفرصة لقول ما إذا كانوا يوافقون. ولكن في حين أن كلمات «ترامب» لاقت إدانات واسعة النطاق في بريطانيا - من جميع الأطياف السياسية - هناك فرصة ضئيلة لمنعه. وبدلاً من ذلك، قد يجد نفسه مدعواً للزيارة. وفي هذا الصدد، قال «بول فلين»، عضو البرلمان من حزب «العمال» الذي يمثل «يسار الوسط»: «إنني أقدم نفسي كمرشد لاصطحابه في جولة حول المدينة. سيكون من دواعي سروري القيام بهذه الجولة». لقد تم تعيين «فلين» للتحدث نيابة عن الملتمسين الذين يريدون منع ترامب - وقد ذكر خلال مقابلة إنه يتعاطف مع قضيتهم. فتصريحات ترامب عن المسلمين والمكسيكيين والنساء والمعاقين تعد، بحسب ما يقول فلين«مثيرة للغضب»، بيد أن فلين قال إنه سيعارض الحظر تماماً في نهاية المطاف. وقال الرجل الذي يبلغ الثمانين من عمره ويمثل منطقة مليئة بالمهاجرين في منطقة ويلز إن «آخر شيء نريد فعله هو مساعدته من خلال منحه ثوب الضحية». وأضاف: «إن الحظر لن يؤدي إلى شيء. وسيكون أفضل لاختبار مزاعمه». واتخذ المجلس الإسلامي خطاً مماثلاً، حيث دعا ترامب إلى تحديد الأحياء التي لن يذهب إليها في لندن، قائلاً إنه سيكون من دواعي سروره «أن ينظم وفداً متعدد الديانات لاصطحاب ترامب في جولة إلى هذه المناطق». حتى إن المجموعة عرضت أن تتحمل تكاليف غداء «ترامب»، وفي ردها على الالتماس، قالت وزارة الداخلية البريطانية، التي لديها السلطة لحظر دخول ترامب «إن القدوم إلى المملكة المتحدة هو امتياز وليس حق أن (وزير الداخلية) سيواصل استخدام السلطات المتاحة له لمنع أولئك الذين يسعون لإلحاق الضرر بمجتمعنا من دخول المملكة المتحدة». وفي نفس الوقت، وصف رئيس الوزراء ديفيد كاميرون تعليق «ترامب» بشأن بريطانيا بأنه «مثير للشقاق وأحمق وخاطئ»، بيد أن زعيم حزب «المحافظين» أشار إلى أن الحكومة لن تمنعه &ndash وقال بدلاً من ذلك إن زيارة من الملياردير المنمق من شأنها أن «توحدنا جميعاً ضده». وعلى الرغم من الجدل الذي دار يوم الإثنين، إلا أن البرلمان ليس لديه السلطة في الواقع لمنع «ترامب»، ولن يكون هناك حتى تصويت حول هذا الشأن، لكن «ترامب»، وهو من تراث اسكتلندي، لم يتعامل بشكل جيد مع النقاش، فقد هدد بسحب استثمارات بقيمة مليار دولار من ملاعب الجولف الاسكتلندية إذا تحركت الحكومة ضده. وقالت مؤسسة ترامب في بيان لها إن حظر السفر «من شأنه أن يبعث برسالة رهيبة إلى العالم بأن المملكة المتحدة تعارض حرية التعبير ولا تهتم بجذب استثمارات إلى الداخل». وأشار بعض أعضاء البرلمان، ممن لا ينحازون لترامب، إلى تفاهة النقاش، وقال: «جيمي ريد»، عضو حزب العمال بالبرلمان «في خضم العديد من المشاكل الداخلية، هذا يعد إهداراً هائلاً لأموال دافعي الضرائب في المملكة المتحدة»، بيد أن الفكرة حظيت بتأييد العديد من الأعضاء البارزين، وكذلك من الجماعات المستقلة مثل جماعة المستقبل البريطاني، وهي مؤسسة بحثية تركز على الهجرة، وأشارت الجماعة إلى أن الدعاة الإسلاميين الراديكاليين والمدونين المناهضين للمسلمين، ومن بينهم «باميلا جيلر» و«روبرت سبنسر» قد تم منعهم. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©