الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«حضـــارة الهنــد».. ثــراء الوقائع والأحداث

«حضـــارة الهنــد».. ثــراء الوقائع والأحداث
26 يونيو 2016 23:27
أبوظبي (الاتحاد) يقدم كتاب «تاريخ حضارة الهند» الصادر عن مؤسّسة الفكر العربيّ، في إطار سلسلة كُتب «حضارة واحدة» المُترجمة عن اللغات الأجنبية، معرفة معمقة، وشبه شاملة عن الهند وحضارتها ودياناتها، والكتاب تأليف المؤرّخ الهنديّ البارز محمد مجيب (1902-1985م)، الذي اشتهر بدراسته شبه القارّة الهندية. وقد قام بنقله عن الأورديّة البروفيسور محمد نعمان خان أستاذ الّلغة العربيّة في جامعة دلهي، وراجعه البروفيسور زبير أحمد الفاروقي، أستاذ الأدب العربي في قسم اللغة العربية وآدابها في الجامعة الملّية الإسلامية. واللافت في هذا الكتاب الذي جاء في ثمانية فصول هو المنظور الذي اختاره المؤلّف للبحث في ثنايا الحضارة الهنديّة القديمة وخباياها، فهو لم يتوقّف عند سرد الأحداث والوقائع، بل آثر التعريف بجماليّات الحضارة، بوصفها علامات أو إشارات أو دلالات عن حياة الشعوب. فالكُتب، كما يذكر المؤلّف، «لم تُسجِّل إلّا ما شهده مؤلّفوها أو ما سمعوا عنه من غيرهم، وهذا يعني أنّ الكتب لا تزيح الستار عن خفايا الحضارات وأسرارها بالكامل. لذا علينا ألّا نعتمد على الكتب فقط، بل يجب أن نتيقّن من أنّ هدف الفنون الجميلة هو إبراز إنسانية الإنسان وتصويرها، فهي وحدها تحمل مزايا الحضارة أصلاً». ويُظهِر هذا الكتاب الموسوعي قِدم العلاقة الدينيّة والحضاريّة التي قامت بين ما يسمّى بالمشرق الإسلامي الحالي وآسيا. ونظراً إلى الخصائص المشتركة للمنتجات والتقاليد والمعتقدات والخطّ الشائع في ذلك العصر، بات يمكن القول إنّ الحضارة لم تكن خاصّة بشعب أو بمنطقة. فعبادة الأرض بدت سمة مشتركة بين الحضارتَيْن السومريّة والسِّنديّة. وفكرة الوطنية، التي تعتَبِر الحرّية السياسية والاستقلال ضرورة للرقيّ والتقدّم، لم تكن في تلك الأيام قد وُلِدت بعد. وكانت الجروح الناجمة عن الحروب تندمل بسرعة، ولم تكن تهيِّج المشاعر هيجاناً يجعل البغض والكراهية ديناً وعقيدة. والأغلب أنّ دماء كثيرة سالت، ودُمّرت مستوطنات، وضاعت منجزات، لكنّ الذي وصلنا هو الحضارة المشتركة للأمم، والتفاهم بين المعتقدات، وانسجام العواطف. من هنا يمكننا فهم رؤية هذا المؤرّخ لتاريخ الهند، والتي كان قد أشار إليها في مقدّمة الكتاب قائلاً: «وقد كتبتُ القصّةَ الناقصة هذه لحضارة الهند على أمل أن يرى قرّاؤها تاريخَهم فيها، وأن يتفكّروا في الأحوال التي جاء ذكرها بوصفها أحوال حيواتهم، فيتفحّصون الآراء المذكورة، وقد يتقبَّلها البعض ويرفضها البعض الآخر. بذلك يرتّب هؤلاء القرّاء التاريخَ، فلا يكون التاريخُ على هذا النحو محصوراً في كتاب، بل يكون شاملاً وحرّاً مثل الحياة، تتكوّن صورتُه بخلط ألوف الألوان، وتكون قصّتُه عنواناً شاملاً لآلاف الحقائق والأحداث».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©