الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

هل نقبل رؤوسهم ؟

25 مارس 2011 22:08
لا أدري هل من واجبات الصحفي أن يقوم بتقبيل رأس كل لاعب من لاعبي الفريق الخاسر، حتى يدلوا بتصريح، أم يجري وراء لاعبي هذا الفريق، من غرفة تبديل الملابس، إلى المنطقة الإعلامية، رغبة منه أن يقوم أحد هؤلاء اللاعبين بالتفوه، ولو بكلمة واحدة عما حدث داخل المستطيل الأخضر، وأسباب الخسارة التي تعرض لها فريقه. قد يعتقد القارئ للوهلة الأولى، وهو يقرأ كلمات مقدمة المقال أنني أبحث عن الإثارة والتشويق من خلال الحصول على تصريح لأحد لاعبي الفريق الخاسر، ولكن الواقع عكس ذلك بكثير، فلك أن تتخيل عزيزي القارئ، كيف سيكون حال تغطية المباراة، عندما تحصل على تصريحات من لاعبي الفريق الفائز فقط، دون وجود لأي كلمة من لاعبي الفريق الخاسر، فأول ما يرد في بال المتابع أن هذه الصحيفة ليست حيادية، وأن لها ميولا للفريق الفائز، وهذا ما جعلها تنشر تصريحات للاعبي الفريق الفائز دون الخاسر. والحقيقة أننا كصحفيين نعاني معاناة شديدة بعد كل مباراة نقوم بتغطيتها، فمن الصعب جداً أن تتمكن من التحدث مع أحد عناصر الفريق الخاسر، ولكن في كل حال من الأحوال فإنك تلتقي بهم، ولكن ما حدث في الأسبوع الماضي من هروب جماعي ومن الباب الخلفي دون المرور بالمنطقة الإعلامية، فهذا ما نرفضه جملةً وتفصيلاً، فهذا التصرف فيه تهميش لدور الصحافة، والتقليل من شأنها واحترامها. وما يثير الدهشة أن البعض حتى ولو كان فريقه قد خسر، ولكنه يصرح في القنوات التلفزيونية أو الإذاعية، لأنه على علم بأن تصرفه أياً كان سوف يكون منقولاً على الهواء مباشرة، وسوف يعرف المشاهد أو المستمع حقيقة هذا الشخص وهو يتهرب من التصريح، ولكن لدى الإعلام المقروء، فإن الهروب يعتبر سهلاً للبعض، خاصة أنه لا يوجد هناك ما يثبت أن فلانا أو علانا قد تهرب من الإدلاء بتصريح لك، أو تعامل معك بأسلوب خالٍ من الاحترام. والغريب في الأمر أنه عند الفوز تكون شهية الجميع من إداريين ولاعبين مفتوحة للإدلاء بما لذ وطاب من التصريحات الساخنة، والأحاديث الرنانة، حيث يتسابق الجميع للإدلاء بدلوهم لأسباب هذا الفوز العظيم من تكتيك في الأداء، وتنفيذ للتعليمات، وانسجام بين اللاعبين، وجهود جبارة للجهازين الفني والإداري، أما في حالة الخسارة فيتوارى الجميع عن الأنظار، ويكون هناك عزوف جماعي عن الإدلاء بأي تصريح بحجة الشد العصبي والانفعالي، والحالة النفسية السيئة التي يمر بها الجميع، فيكون حالهم “ لا نسمع .. لا نرى .. لا نتكلم”، وكأن الصحفي كان عنصراً أساسياً من عناصر فوز الفريق المنافس، أو قام بتسجيل أحد الأهداف في مرمى الفريق الخاسر. إذا كان البرتغالي خوزيه مورينهو مدرب ريال مدريد الإسباني، ولاعبو فريقه قاموا بالتصريح بعد الخسارة المذلة من برشلونة بخمسة أهداف دون مقابل، فمن أنتم حتى لا تصرحوا؟ ومضة الأسبوع: الحديث يطول، والكلام لك يا جاره. Mohamed.alsabaa@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©