الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

راشد المنصوري: عمل الهلال الأحمر ليس وظيفة إنما خدمة إنسانية

راشد المنصوري: عمل الهلال الأحمر ليس وظيفة إنما خدمة إنسانية
2 سبتمبر 2009 23:08
يرسم عناصر الهلال الأحمر ابتسامة على وجوه المعوزين، منشئين معهم علاقة انسانية تتجاوز مجرد تقديم يد المساعدة، ففي الإنسانية يتساوون جميعا، ومن بوسعه زرع الفرح في القلوب فلن ينتظر من يطلب منه تمهيد تربتها. يواكبنا الهلال الأحمر في كل الأوقات وطيلة العام ببرامج مساعداته وتلبيته لما يطرأ من حوادث، ودائما يد الإيواء وتوزيع المساعدات العينية وكافة الخدمات ممدودة، فللهلال الأحمر الإماراتي باع طويل في تقديم ما يلزم في الخارج إثر الحروب والكوارث الطبيعية وحالات الفقر المدقع في بعض البلدان في العالم. جملة مساعدات عن جملة هذه الجهود والأعمال يتحدث راشد المنصوري- مدير فرع الهلال الأحمر في أبوظبي، ويقول: «بداية نشير إلى التعاون والتنسيق الذي يتم بيننا وبين وزارة الشؤون الاجتماعية في كل ما يتصل بشؤون المواطنين، أما المساعدات التي يقدمها الهلال الأحمر للمعوزين المقيمين في الإمارات فتتنوع وتتعدّد، ومن هذه المساعدات: دعم مراكز المعوقين وذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن، وتأمين التعليم من المرحلة الابتدائية إلي الثانوية لأبناء المعوزين، ويتم دعم ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال دعم المراكز المتخصصة من جهة، ودعم أسرهم في تدريس أبنائهم. ويأتي دعم مراكز مماثلة لضمان استمرارية ما يخدم المجتمع». واجب تجاه المجتمع ويتضاعف العمل في شهر رمضان على كاهل عناصر الهلال الأحمر، غير أن هذا ليس لسان حالهم، إذ أنهم يعتبرون أن هذه مهمتهم التي لا ينظرون إليها -وتشاركهم أسرهم في هذه النظرة- على أنها وظيفة وراتب، إنما مهمة إنسانية عليهم إنجازها مهما استدعت من عمل وجهد إضافي وتفرغ. وهذا ما لا يقوله عناصر الهلال الأحمر -نفضل وصفهم بالعناصر بدل القول أنهم موظفون- وقد لمسناه خلال جولة في المصفح قمنا بها مع مدير فرع الإمارة راشد المنصوري. إذ بدأت الجولة بعد الوصول إلى المصفح حوالي الخامسة مساء وانتهت عند الساعة السابعة والنصف، شملت توزيع «إفطار الصائم» على أكثر من خيمة رمضانية يقيمها الهلال الأحمر بمناسبة حلول شهر رمضان. مع الهلال الأحمر، يرى المحسنون كيف توزع زكاتهم على المعوزين، وهي زكاة مالية، وثمة المير الرمضاني الذي بتنا نعرفه من الهلال الأحمر والجمعيات الخيرية، وهو عبارة عن كوبونات لمساعدات غذائية عينية (أرز وطحين وزيت...). وقد تم توزيع نحو أكثر من 3 ملايين كوبون استفادت منهم الأسر المعوزة التي يتراوح عدد أفرادها بين 5 و6 أشخاص. وهناك نشاط رابع يقوم به الهلال الأحمر في رمضان، وهو زكاة الفطر، وهي نقدية توزع على المحتاجين. العمل الخيري خلال جولة الهلال الأحمر، وحين حل موعد الإفطار وباشر من في الخيام تناول إفطارهم، لاحظنا أن عناصر الهلال الأحمر انشغلوا بالتأكد من وصول الإفطار وعدم نقصان أي شيء على مائدة الهلال، وقدموا الخدمة للمعوزين بأيديهم، وقد نسي عدد منهم حتى شرب الماء! وحين أشدنا بذلك وسألنا المنصوري، اكتفى بالإجابة: «إن عناصر الهلال الأحمر تقوم بواجبها على الأرض». ولذا لا يكتفي عناصر الهلال الأحمر بتوزيع المساعدات والكوبونات (المير الرمضاني) ووجبات الإفطار، بل يتابعون سير العملية وتفقد الفاطرين ورؤية ما يحتاجون إليه، يقول المنصوري: «نحن نطمئن على أن العملية تسير بشكل سليم». على الصعيد الشخصي، وحين تتصل عائلة المنصوري به فور أذان المغرب وحلول موعد الإفطار ويكون حينها في عمله، يسألونه حين عودته إلى البيت عن طبيعة عمله وتنقلاته، لذا أشار في الحديث معه إلى أنه «يسعى في أيام فرص الأولاد والبنات إلى اصطحابهم معه إلى عمله، وهو يرى أن ذلك يقربهم من الناس ويعوّدهم على فكرة العطاء في المجتمع، وقد فرح جدا حين خصصت ابنتاه حصالتي نقود ستتبرعان بهما حين تمتلئ للهلال الأحمر». كما يشير إلى أنه ليس الأب الوحيد الذي يرى تأثر أولاده بطبيعة عمله، إنما هذا هو حال الزملاء العاملين في الهلال الأحمر، وفي هذا يقول: «لا تسألي إنسان عن دوامه في العمل إذا كان يعتبره عملا خيريا وإنسانيا، وليس مجرد وظيفة. ولا تسألي أين يفطر وكيف وماذا؟ وإذا تمكن من الإفطار أم لا، فهو على الأرض يؤدي واجبه تجاه مجتمعه».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©