السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الترميم فن يعيد للقديم سحره وبريقه

الترميم فن يعيد للقديم سحره وبريقه
16 مايو 2010 22:25
بعيداً عن صخب الحياة وعصر التكنولوجيا والانترنت الذي فرض وجوده بيننا، وصادر الكتاب الورقي بعد أن كان في وقت هو الصديق الذي يفك الضيق، ولكن الوضع مختلف هنا في مركز جمعة الماجد الذي حمل على عاتقه مسؤولية حفظ الأوعية الورقية والدرر الفريدة التي خطت بأنامل العلماء والمثقفين الأوائل لتكون خير بوابة للباحثين للاستزادة بما تزخر به هذه الكتب من معلومات فريدة، من خلال إنشاء وحدة فنية متكاملة تقوم بصيانة وإعادة تلك الأوعية الورقية إلى سابق عهدها هذا المعمل الذي يعد الأول من نوعه في الشرق الأوسط. ويمكن وبزيارة قصيرة لمركز جمعة الماجد أن تتعرف على فن ترميم المخطوطات والكتب من خلال الاطلاع على مراحل العمل الذي يتطلب الجهد والصبر والدقة والتأني، بدا بمرحلة التعقيم حيث يتم فيه القضاء على كافة الآفات البيولوجية المتمثلة في الحشرات والفطريات والبكتريا الموجودة داخل الأوعية الورقية المصابة، وذلك بوضع الكتاب في جهاز الماجد الذي يستخدم مواد تعقيم خاصة بالقضاء على هذه الآفات، وتستغرق عملية التعقيم 72 ساعة تكون بعدها الأوعية الورقية خالية تماماً من أي نشاط بيولوجي. وثم تأتي مرحلة التنظيف الجاف، وفيها يتم التخلص من كل العوالق الصلبة والشوائب. وتعتبر هذه العملية في غاية الأهمية لأنَّ الغبار والأتربة عادة ما تكون محملة ببيض الحشرات والجراثيم والبكتيريا والفطريات التي تؤثر سلباً على الأوعية الورقية. ولإعادة الرطوبة النسبية للأوراق الجافة يتم وضعها على الأرفف الشبكية ضمن جهاز الماجد للمعالجات الأولية الذي تم اختراعه في قسم المعالجة والترميم بالمركز. بعد أن تنتهي عملية التنظيف والمعالجة تبدأ مرحلة الترميم، وهي عملية إصلاح لا تفقد الأصل قيمته، ولا تشوهه بل تعيد المخطوطات والمطبوعات إلى شكل هو أقرب إلى أصلها دون إضافات وتقوم هذه العملية على أسس ثابته كالمحافظة على أثرية المخطوط، والحرص على استخدام الخامات الطبيعية، وذلك وفق عملية ترميم عكسية. وعادة ما تستخدم في هذه العملية الألياف السيللوزية المخلوطة بالماء بواسطة جهاز الماجد للترميم الآلي، حيث تجهز المخطوط على أرضية الجهاز وتثبيته، وتسكب الألياف التي تم حساب كميتها بما يتناسب مع المخطوط، ومن ثم يصار إلى توزيع الألياف على كافة الفراغات الموجودة في المخطوط، ويجفف المخطوط بعد ان يتم ملئ الفراغات. أما الترميم اليدوي، فهو يعتمد على مهارة المرمم الذي يقوم باستخدام الأوراق الخاصة والأصماغ الطبيعية والمشرط والملقط والشاشة الضوئية التي توضح الفراغات المتآكلة في الورقة، ويعد هذا الترميم أكثر أمنا في المحافظة على المخطوطات، وله عدة طرق يحددها نوع الإصابة ودرجتها كالترميم بطريقة البرواز، والقطع الزائد، والقطع الحاد، وأصعبها هي طريقة الفسخ، وتمتاز هذه الطريقة بكونها ترمم جميع الإصابات دفعة واحدة، وتمنح الورقة متانة زائدة وتعتمد هذه الطريقة على شطر الورقة إلى شطرين، ثم يوضع الشطر المراد ترميمه في الداخل، لإعادته إلى حالته الأولى، ولإعادة المتانة والمرونة إلى الأوراق ذات النسيج التالف يستخدم الدعم الحراري، وهذا نوع من الترميم خاص بالمطبوعات، وخاصة الجرائد والدوريات. ويقوم القسم بترميم الآلاف من المخطوطات سنوياً، منها ما هو عائد لهيئات وجهات خارجية، ومعظمها في الخليج كمتحف البحرين، وبعض المكتبات الأهلية في عمان، ومجموعة الشيخ خالد آل ثاني. كما أنجز ترميم بعض المخطوطات النفيسة، وكان من بينها مصحف يعود إلى العهد المملوكي ما بين القرنين السابع والثامن الهجريين، وهي من أعظم مقتنيات المكتبة الوقفية في حلب ، كما تم اختيار المركز ليكون ضمن اللجنة الدولية المكلفة بوضع خطة لترميم مصحف سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه. وقد قام المركز بتوزيع الكثير من أجهزة الماجد للترميم لعدد كبير من الدول، بالإضافة إلى إنشاء معامل كاملة في بعض الدول.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©