الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

الريشة والعدسة تجسدان تضحيات الشهداء بمعرض «تعابير فخر»

الريشة والعدسة تجسدان تضحيات الشهداء بمعرض «تعابير فخر»
15 مايو 2017 22:17
أحمد النجار (دبي) اُختتم أمس المعرض المتنقل لمبادرة «تعابير فخر» في «دبي مول، والذي نظمه مكتب شؤون أسر الشهداء في ديوان صاحب السمو ولي عهد أبوظبي بالتعاون مع هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، بحضور معالي عبدالله عبدالرحمن الشيباني، الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة دبي، وسعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي. ويضم المعرض أكثر من 300 عمل فني تلقتها مبادرة «تعابير فخر» من كافة أطياف المجتمع، وتنوعت موضوعات اللوحات الفنية التي شارك فيها فنانون إماراتيون وعرب وأجانب وهواة وطلاب مدارس، بين مشاعر الفخر والاعتزاز ورسائل الولاء والانتماء، كما حملت خليطاً من القيم النبيلة والمشاعر الإنسانية التي تمازجت بالألوان والظلال لتوثق حكايات الصمود والتضحية في ميادين الشرف والعزة. شجاعة الجندي الإماراتي أكد عبدالله عبدالرحمن الشيباني، الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة دبي، أن هذا المعرض الذي وصفه بـ «مبادرة وطنية» ويحل ضيفاً في كل إمارة من إمارات الدولة، يجسد قيمة التلاحم بين المواطنين والمقيمين والزوار على أرض الإمارات، فقد شهد تفاعلاً كثيفاً سواء من حيث الفنانين المشاركين والمتضامنين مع أسر شهداء الواجب، أو الزوار الذين تحلقوا باهتمام لقراءة محتويات المعرض ومشاركتها في منصاتهم الاجتماعية، وهذا دليل واضح على أن المعرض حقق رسالته في تجسيد معاني الفخر والاعتزاز، كما حث الجميع على إحياء ذكرى الشهداء والاحتفاء بتضحياتهم في مختلف المناسبات الوطنية. وأشار إلى أهمية تطويع الفنون البصرية في تقديم الدعم المعنوي ورفع الروح الإيجابية لدى أسرهم، كونهم مبعث فخر للوطن والمجتمع ككل، وقد استطاعت ثنائية الريشة واللون في محاكاة بطولات أبنائنا «البواسل» الذين بذلوا أرواحهم من أجل أن يعم السلام والأمان والرخاء والسعادة على أرض إمارات الخير. براعم مؤثرون واعتبر الشيباني أن الفنانين التشكيليين هم جزء مؤثر في نسيج المجتمع لاسيما أعمال الوافدين وطلاب المدارس التي قدمت نماذج مشرقة في تجسيد بعض ملامح البطولات في لوحات جسدت معاني الرجولة والشهامة للجندي الإماراتي، معتبراً أن لوحات طلبة المدارس لها رمزية خاصة في المعرض، فقد رسمها براعم صغار من الصف الثالث الابتدائي، وهذا مؤشر على أن الجيل الجديد حاضر بقوة ومتفاعل وجدانياً وفنياً مع قضايا الوطن معبراً عنها بريشته وبنبضه وباعتزازه الكبير بتضحيات شهدائه ومحتفياً بذكراهم على الدوام. في حب الوطن وشهد المعرض زيارة وفد مكون من 15 فرداً من الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب بدبي، يتقدمهم علي الشريف رئيس قسم الطاقة الإيجابية، وقال إن زيارتهم تأتي ضمن مبادرة رعاية الموهوبين، «مسافر في بلدي» ووصفها بأنها زيارة خاصة في حب الوطن والأرض لبث مشاعر التكاتف والتضامن الروحي مع أسر الشهداء، كما نهدف إلى دعم أعمال الفنانين المشاركين والاحتفاء بجمالياتها وقيمتها وجوهرها الفني والإنساني ونمنحهم الطاقة الإيجابية للمواصلة وتشجيع الزوار على حضور المعرض والتفاعل مع محتوياته. تفاعل فني واجتماعي وقالت سمية السويدي مدير الفعاليات المجتمعية في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، إن المعرض المتنقل سيواصل جولته في مختلف إمارات الدولة، بهدف خلق التواصل الاجتماعي مع روح المعرض واستقطاب نشطاء وفنانين للمشاركة بلوحاتهم فضلاً عن جذب الزوار والمهتمين لتقديم الدعم للمعرض ونشر رسالته على منصات التواصل الاجتماعي، مشيرةً إلى أن المعرض شهد إقبالاً كثيفاً في دبي مول من كافة الجنسيات والسياح الذي أقبلوا على تصوير اللوحات باهتمام، ولفتت إلى وجود طاقم متواجد يومياً لتعريف الزوار بمحتويات المعرض إلى جانب اللوحات التعريفية بمحتوياته باللغتين العربية والإنجليزية. ولفتت إلى أن أبرز الفنانين الإماراتيين المشاركين، هم عبدالقادر الريس ود. نجاة مكي وجلال لقمان وعبدالرحيم سالم وعزة القبيسي وخليل عبدالواحد ومنى الخاجة وغيرهم. وتضمن المعرض أعمالا فنية مهمة أهمها سجادة منسوجة بطريقة فنية مكتوب عليها «أبناء زايد عاهدوه فدونوا بحر الدماء على ثراه». ملاحم وطنية ودرامية واستطاعت الأعمال الفنية الإماراتية أن تجسد تضحيات وصمود وبطولات الشهداء، من خلال عناوين معبرة حملت موضوعات كثيرة اتسمت بتعابير الفخر، وحملت عناوين مثل «أرواحنا فداء الوطن، وأسود الوطن، وقبر الشهداء» وغيرها من العناوين التي تضمن ملاحم فنية ودرامية بالريشة والكاميرا والفنون الحديثة الأخرى. كما شهد المعرض مشاركات عربية وأجنبية لفنانين وهواة وكانت من أهم اللوحات والأعمال المشاركة، لوحة بعنوان قوة الإمارات العربية المتحدة بتوقيع شينا م.م، ولوحة «العودة للوطن» لـ«فاي شيرود»، وعمل فني بعنوان «بلد واحد وقلب واحد» لـ«ميكائيل ماجسمبول»، و«سليل التربية لـ«بلو»، وكانت اللوحة العربية حاضرة أيضاً في المعرض من خلال لوحة للفنانة رحاب شريف النجار بعنوان «رجال من الذهب». حزن وفخر وصبر ورسم الفنان التشكيلي جلال لقمان لوحة بعنوان «وردة لأبي»، لطفلة بتعابير مفتوحة للتأويل فلم تكن حزينة ولا سعيدة لكنها مشاعر وصفها جلال بـ«خليط من الحزن والفخر والصبر»، موضحاً أن رسم هذه اللوحة خصيصاً لهذا المعرض جزء من دوره كفنان يشعر بعظمة التضحية من أجل الوطن، ومعبراً عن مشاعره كمواطن يحمل مسؤولية اجتماعية للتفاعل مع أبناء وأهالي أسر الشهداء، وأشار إلى أنه أراد عبر لوحته تسليط الضوء على معاناة الأطفال والعائلة وهم يخوضون معركة الصبر، وتحدي الألم في فراق أغلى الناس على قلوبهم، كما استخدم اللون الأخضر دلالة على أن مثوى الشهداء هو الجنة، أما الأزرق فهو يرمز إلى الهدوء والسكينة الأبدية، ولم تخل لوحته من نقشة الزي العسكري الإماراتي إلى جانب التموجات اللونية التي تعبر عن المناطق المختلفة للإمارات حيث تمثل الذكريات الجميلة للشهداء. السعادة «لأسر الشهداء» واعتبر الفنان عبدالقادر الريس أن مشاركته ضرورة وطنية، حيث برزت لوحته «السعادة» في واجهة المعرض، وتحمل في مضمونها إهداء السعادة إلى قلوب أسر الشهداء، وأكد أهمية تضامن الفنان مع قضايا مجتمعه، مشيراً إلى أن تضحيات الشهداء لا يمكن أن نعبر عنها باللون فقط، ولكنها تحتاج إلى أن نرسمها بالدم أيضاً تعبيراً وتقديراً لهم ولأسرهم الذين ينبغي دعمهم بأعمالنا وحضورنا وتفاعلنا مع مشاعرهم وذكرياتهم. حروف بأسماء الشهداء قالت الفنانة عزة القبيسي، إنها شاركت بعملين فنيين استخدمت فيهما مواد طبيعية رسمتهما بلمستها التي تميزها عن غيرها من الفنانين، الأول «أبجدية البطولة» وهو عمل مصنوع من النخل مدمجاً بالحروف العربية، معتبرة أن النخلة لها رمزية خاصة في الثقافة الإماراتية، أما الحروف فهي تعبر عن كافة أسماء الشهداء، والعمل الثاني «كرامة» واستخدمت فيه شطرين من قصيدة للشاعر علي الخوار، وأِشارت إلى أهمية دور الفنان في التفاعل والتعبير عن مشاعر الفخر وإهداء هذه الأعمال لأسر الشهداء كونهم نبض الوطن وعنوان الفداء والانتماء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©