السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اضحك للـ « دنيا »

اضحك للـ « دنيا »
2 سبتمبر 2009 23:14
حبيب الفقراء قد تراه في رمضان هذا العام... املأ مخيلتك بضجيج سحنته السمحاء، فقد لا تراه في رمضان العام المقبل.. عجلة التمدن تسلبه هذا العمل الذي بدأ قبل أربعة عشر قرنا ثم شرع بالانحسار... تدريجياً، مثلنا جميعاً. استدرك، قد تستمر في رؤيته في كل رمضان مقبل، لكن على شاشة التلفاز، في مسلسلات رديئة تم إنتاجها على عجل، لتسويقها على الناس خلال الشهر الفضيل. كان الناس يستمعون إلى أناشيده بلهفة المؤمن، لكن البعض يتذمر منه الآن، خصوصاً في إحياء المسعدين والأغنياء والمؤلفة قلوبهم على الحقد... يا للغرابة.. كلما ازداد الحي فقراً وتعاسة وشقاء، كلما كان استقباله أكثر حفاوة وكرماً، وهداياه بعد نهاية الشهر أكبر. يا صايم وحد الدايم! يا صايم وحد الدايم قوموا لطاعة الله قوموا لطاعة الله طبل متواضع أو ربما مجرد سطل فارغ، أو أية قطعة تحدث ضجيجاً ينبه الناس لسماع النداء.. نداء السماء للصلاة وللسحور. يظل هكذا على أهبة الانتباه لإيقاظ الصائمين النائمين بشكل يومي، لا يكل ولا يمل، حتى يحل العيد...عيد الخير والبركة. صباح العيد يركن طبلته، أياً كان نوعها، للزاوية حتى رمضان التالي، إن كان ثمة رمضان تالٍ سوف يقبله، ويرتدي أفضل ما لديه من ملابس متواضعة، ويدور على بيوت الحي، بيتاً بيتاً، ليبارك لهم بعيد الفطر، حيث يعيّدونه بما تيسر تقديراً منهم للجهد الذي بذله في إيقاظهم خلال الشهر الفضيل. مثله مثل مدفع رمضان، ما غيره، الذي انقرض العمل به (في الواقع فإن كل المدافع صمتت)، هو أيضاً في طريقه للانقراض، لكنه يتحصن الآن في جميع أحياء الفقراء والمعدمين، وهو يعرف أنَّ الفقر لن يخذله، فما دام هناك أناس يزدادون غنى بشكل فاحش، فهناك من يزداد فقراً بشكل أفحش. لكن الفقر قد يخذله حينما تتحول الحياة إلى عالة على صاحبها. «لو كان الفقر رجلاً لقتلته». قالها رجل عظيم ذات يوم، لكن الفقر ليس رجلاً بل مرض مزمن لن ينتهي إلا بتحقيق العدالة الاجتماعية في العالم أجمع.... وهذا حلم صعب التحقيق بوجود بوجود الطمع والجشع وحب السيطرة..... صعب التحقيق، لكنه ممكن ذات زمن يعيش فيه الناس بكل خير ومحبة وعدل ومساواة... زمن نتمناه لأحفادنا وأحفادهم. حبيب الفقراء.... سلام عليك!! يوسف غيشان ghishan@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©