الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جمع المذكر غير السالم

جمع المذكر غير السالم
16 مايو 2010 22:34
(1) تتكاثر الإعلانات التجارية يتنافس فيها العطارون الذين يعلنون عن أعشاب قادرة على تحديد جنس المولود، يتنافسون مع منتوجات طبية حديثة ومتنوعة تستخدم أسفل أنواع التكنولوجيا من أجل منح الوالدين (الوالد في الواقع) متعة وميزة تحديد نوع المولود بنسبة نجاح شبه تامة. ... تخيلوا لو نجحت هذه الطرق في منح الرجل حق تحديد جنس مولوده، والتأكد من ذلك من أيام التلقيح الأولى... سوف يسعى الرجل العربي إلى إنجاب الذكور فقط لا غير، بحثاً عن العزوة وخوفاً من احتمال العار، حسب مفاهيمهم المنقوصة للعار. بعد عشرين سنه، على الأكثر، سنتحول إلى شعب مذكر (غير سالم) وتصير الأنثى عملة نادرة ..و»حراج» على أي سيرلانكية أن تمر بالشارع دون أن تحمل رغماً عنها، حتى لو كانت عجوزاً. سوف يتضاءل الشطر الأجمل والأكثر إنسانية في المجتمع العربي، ونتحول إلى قافلة بعارين هائجة تمارس جميع أنواع الشذوذ. بينما نظر الآباء بفخر مزيف إلى (عزوتهم) المتنامية، عدداً بلا عدة. (2) في إحدى جولاته بالقطار بين المقاطعات الهندية سقطت فردة حذاء الزعيم الهندي الكبير غاندي بينما كان القطار سائراً، فما كان منه إلا أن شلح فردة حذائه المتبقية ورماها سريعاً من القطار. ولما سألوه عن سبب إلقائه الفردة الثانية قال لهم إنه لو وجد فقير هندي فردة الحذاء لما استفاد منها، لذلك فقد رمى الفردة الثانية حتى يجد الفقير الهندي الفردتين ويستخدمهما بدل أن يخسر الاثنتين. غاندي والفقير. بالطبع لو حصلت هذه الحادثة مع مسؤول عربي، وسقطت فردة حذائه، فإنه كان على الأرجح سوف يأمر بإيقاف القطار على الفور، حتى لو أدى ذلك إلى تلف الكوابح أو انقلاب القطار، أو ضرب رؤوس جميع من بالعربات في الواجهات والأعمدة، فحذاء المسؤول أهم من الجميع.. ولا فخر. (3) مخطىء وكاذب من ادعى بأن الذي يراقب الناس يموت هماً. تلفت حولك عزيزي ستجد أن الذي يراقب الناس قد يموت ضحكاً، لكنه لن يموت هماً بالتأكيد. نعم من يراقب الناس يبتهج ويفرع ويستفيد، ليس ابتداء بمراقبي امتحانات التوجيهي، الذين يراقبون الطلبة بكل لذة ومتعة واستفادة وهم يتضورون خوفاً (حيارى مظلومين)، وليس انتهاء بالأجهزة التي تراقبك في كل مكان على الطرق الخارجية والداخلية وعلى مداخل الأنفاق . ناهيك عن مراقبي التموين . وحتى أولئك الذين يراقبون الناس على سبيل التسلية وقلة الشغل. اقرأ الجرايد وشاهد التلفزيون. وراقب الناس والحكومات وستموت ضحكاً. راقب التهاني والتبريكات ستفطس ضحكاً. راقبوا الناس ولا تخافوا!! (4) هناك العديد من الروايات الكلاسيكية في أوروبا حول شخص يبيع روحه للشيطان مقابل الخلود أو بعض الامتيازات الأخرى، لكنه يكتشف في النهاية أن صفقته خاسرة جداً مهما كانت الامتيازات التي يقدمها الشيطان خلال الفترة الانتقالية. وقد كان أفضلها وأجملها رواية (فاوست) للروائي الألماني جوته. قبل فترة طفر مواطن صيني فعرض على الإنترنت روحه للبيع بما يعادل 85 دولارا فقط لا غير، وقد تلقى في الأسبوع الأول 59 عرضاً بالموافقة . لا أعرف إذا اتفق الجماعة على شروط التسلم والتسليم . أو تم رفع السعر نظراً لكثر المتنافسين . لم أتابع القضية واعتبرتها مجرد مزحة. لكني متأكد أن أي واحد من مواطني دول عدم المؤاخذة، نحن- لو عرض بيع روحه بدولار واحد لما وجد مشترياً واحداً. لأن أرواحنا تولد مثقوبة أصلا. ghishan@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©