الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اليوم العالمي للحمير

15 مايو 2017 22:40
لطالما كانت الحمير عرضة للشتائم، فالكثيرون من بني البشر يصفونها بأبشع الصفات وينعتونها بأقبح الكلمات، رغم أن الحمير تملك من الصفات ما لا يملكه الكثيرون، بدايةً بالذكاء والنشاط الذهني المثير، ونهايةً بالقوة والطاقة الجسمانية، فهذه الكائنات البريئة قدمت للبشرية عبر التاريخ خدمات كبيرة، فلقد حملت ظهورها كل شيء وأي شيء، أولها الإنسان وآخرها الخشب والعشب وما بينهما، متاهة متشعبة من الأمتعة والأثقال لا يعرفها إلا من وضعها على ظهورها، لذا فهو كائن مكافح مثابر، خلق لكي يكون سنداً وعوناً للإنسان لقضاء حاجاته وتنفيذ مشاريعه. لذا يحتفل المدافعون عن حقوق الحيوان في كل أنحاء العالم بالثامن من مايو باعتباره اليوم العالمي للحمير، فهي مناسبة عالمية الهدف منها التذكير بتأريخ هذا الكائن النشيط والمثابر والذكي الذي كان أحد الأسباب التي سهلت مهمة الإنسان في بناء الحضارة. هنا لابد من الإشارة إلى أن هناك العديد من الكائنات الحية التي تعيش على سطح الأرض ولكل واحد منها طبيعته وصفاته، هكذا خلق الله الحياة، ووضع فيها كل شيء لأجل خدمة الإنسان، حيث سخرها لكي تكتمل الطبيعة وبهذا تكون العامل المساعد الأول لنهضة البشرية وتحقيق تطلعات الإنسان، فالحمير أحد هذه الكائنات، ففي الحقول والأرياف ناضلت، وحملت الصغار والكبار على ظهورها، وتخطت المسافات الطويلة وهي تحمل غرائب وعجائب الأشياء حتى كان لها دور في الحروب، فلطالما كانت ظهورها مسكناً للذخيرة والأعتدة بين دروب ومتاهات الجبال والسهول والوديان، ورغم هذا العبء الثقيل الذي حملته عبر التأريخ فلقد ظلت صامدة، لأنها خلقت من أجل العمل الشاق. لذا فالثامن من أيار اليوم العالمي للحمير هو نقطة ضوء شاردة، تبحث عمن يخترق عوالمها الفكرية والفلسفية التي تبدأ باحترام الحمير، كونها كانت فيما سبق- وما زالت- إحدى أذرع الطبيعة الخلابة والساحرة التي خلقها رب السموات والأرض لمساعدة الإنسان في أعماله الشاقة. إيفان زيباري
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©