الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نحن السابقون وهم اللاحقون

15 مايو 2017 22:41
عندما تعمل ستجد من حولك الكثير من التعاون المحبة والرعاية وستكون علاقتك بالمسؤولين وزملاء العمل في مستوى رائع، كما أن المسؤولين سيجدون في تكريمك والمبالغة في مدحك وفي إخلاصك في العمل ودائماً تجدهم على استعداد للوقوف معك أو على الأقل يبدون ذلك. ولكن ينقلب ذلك فجأة عندما تترك العمل فلن تجد من يتصل بك وربما تشطب أرقام هاتفك من هواتفهم. وعندما تزورهم في مكاتبهم ستجد أن السلام فاتر وعندما تجلس ستجد المدير يعمل وأنت تحدثه ويرد على الهاتف ويطول. وعندما ينتهي من الهاتف سيهملك دقيقتين ثم يلتفت إليك وعندما تبدأ الحديث من حيث أنقطع كلامك يتفحص الأوراق التي أمامه وربما هذه المرة هو الذي يتصل بالهاتف وتجد نفسك في موقف لا تحسد عليه. يدخل الفراش بدلة القهوة ويبتسم لك ابتسامة باهتة وكأنه خائف من أن يظهر ترحيبه بك فتعتاد التردد على مكتب مديره وعندما ينتهي من تقديم القهوة يخرج وهو ينظر إليك وكأنه يبلغك أن لا تطول في الجلوس. وعندما تجد فرصة لتكملة حديثك وقبل أن تنتهي من سرد كامل حديثك يمد المدير يده للجرس ولاستدعاء الفراش ويبلغه أن يأخذك إلى أحد الموظفين ويبلغه أن يتصل به، وتجد نفسك تلحق بالفراش وكأنك في ماراثون سباق وما زالت الكلمات التي رتبتها في أفكارك لشرحها للمسؤول حبيسة أدراج عقلك وتكاد تخرج من أنفك وأذنك . عندما تصل لمكتب الموظف يسألك عن المشكلة وتفاصيلها وعندما يلم بالموضوع يرفع السماعة ويشرح للمدير جزءاً ملخصاً لا يعطي الموضوع حقه، وتم يغلق الهاتف ويطمئنك أنه سيهتم بموضوعك لأنك أخ وزميل طالما أعتز بك ويرفع يده لك بالسلام لإبلاغك بالانصراف. تمر الأيام ثقيلة عليك لا هاتف ولا رسالة نصية تصلك وطالت الفترة، فتبدأ بالاتصال بهواتفهم المسجلة بهاتفك لتذكيرهم بموضوعك ولكن لا رد على مكالماتك وعندما تعجز ترسل رسالة نصية فهي أضمن في الوصول وأيضاً لا رد، وتستمر الأيام وأنت بين الهاتف وعدم الرد وإرسال رسالة نصية. هل تصدقون لا توجد نهاية لهذا الموضوع حتى الآن لم أصل فيه إلى حل ومازال الموضوع عالقاً. عيدروس محمد الجنيدي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©