الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أوجلان للمتمردين الأكراد: لتصمت المدافع ولتسد السياسة

أوجلان للمتمردين الأكراد: لتصمت المدافع ولتسد السياسة
22 مارس 2013 00:16
أنقرة (وكالات) - دعا زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان أمس المتمردين الأكراد إلى “إلقاء السلاح” والانسحاب من الأراضي التركية، مؤكدا أن الوقت حان “لتغليب المسار السياسي”. وأعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في لاهاي، أن تركيا ستوقف عملياتها العسكرية إذا أوقف الحزب عملياته، فيما اعتبر وزير الداخلية التركي معمر غولار أن الرسالة التي وجهها أوجلان، تحمل في طياتها لغة سلام. وقال أوجلان في رسالة تلاها النائب عن حزب السلام والديمقراطية سري ثريا أوندر في دياربكر (جنوب شرق) أمام مئات الآلاف من الأشخاص “لتصمت المدافع ولتسد السياسة”. وأضاف “وصلنا إلى مرحلة يجب أن تنسحب فيها قواتنا المسلحة إلى خارج الحدود، هذه ليست النهاية بل بداية حقبة جديدة، ويجب أن تنسحب العناصر المسلحة إلى خارج حدود تركيا”. وأوضح أن “المرحلة الراهنة هي مرحلة الانتقال من ثورة السلاح إلى الديمقراطية، ومعترك العمل السياسي”. وأضاف قائلاً “إن الشعب الذي يشتعل في طيات قلبه وهج نوروز، بات لا يريد غير السلام الشامل”. ويأتي هذا الإعلان في إطار مفاوضات مباشرة أجرتها معه السلطات التركية منذ ديسمبر لوضع حد للنزاع الذي أسفر عن سقوط 45 ألف قتيل. وشدد أوجلان، على أن الأتراك والأكراد هم أخوة منذ نحو ألف عام، عاشا فيه تحت راية الإسلام دون تفرقة، في زمن غلب عليه فكر الفتوحات. وكشف أوجلان في رسالته التي قرأت أمس في احتفالات نوروز في مدينة ديار بكر، أن معركة “تشانق قلعه” المعروفة بـ”غالي بولي” حارب فيها الأتراك والأكراد مع بعضهم البعض، وسقط منهم الشهداء، كما كانوا جنبا إلى جنب، في حرب الاستقلال. وأضاف أنهم بنوا برلمان البلد، ووقعوا على الميثاق الوطني، الذي أشار بوضوح إلى أنهم صنعوا مع بعضهم استقلال تركيا، ويجب عليهم الآن بناء المستقبل مع بعض أيضا، وإعادة إحياء الروح التي بنت البرلمان التركي. وأكد أن “مصطلح الجميع لا تعني جهة واحدة بعينها، وإنما تشمل الكل”، مشددا على معارضته لأي محاولة تقسيم وانفصال. وأشار إلى أن شعوب الشرق الأوسط أصبحت مرهقة جراء الصراعات والحروب، وترغب بالنهوض مجددا من العبودية والعمل كتفا إلى كتف للوقوف مجددا، مستغلين روح نوروز، لهذه البشرى الجديدة. وأكد أوجلان أنه يريد أن يستغل عيد نوروز الذي يهم قوميات كثيرة واستغلال وهج ورمزية المناسبة من أجل الحياة والمستقبل الجديد، مذكرا بأن آخر 100 عام شهد سياسة رأسمالية مبينة على أفكار دقيقة أدت إلى التفرقة بين الأخوة، وأصبح واضحا أن هذه التفرقة ولدت تعصبا قوميا. ولفت إلى أن الوقت حاليا ليس للخلاف، وإنما وقت الاتفاق والتعاون والمسامحة والعناق، وعلى الأتراك والأكراد التشارك كقوتين استراتيجيتين في المنطقة بما يتناسب وحضارتهما، والتعاون من أجل المستقبل. وجدد تأكيده أن أبناء الديانات المسيحية، واليهودية، والإسلامية، ينطلقون من مبادئهم نحو مرحلة جديدة، واكتساب القيم التي فقدوها، حيث إن القيم الحضارية التي يتغنى الغرب بها، هي أساسا قيم موجودة لدى شعوب المنطقة ومعتقداتها، من الحق والحقوق والمساواة، مناشدا أنصاف ومساواة جميع المهمشين والمبعدين، أو ممن يصنفون بالمراتب الدنيا. وشدد على أن شعوب وسط آسيا والشرق الأوسط، يجب أن ينظروا إلى المستقبل. واستطرد أوجلان أن “الشعب الكردي يعتبر من الشعوب القديمة الحضارة، وأنه عمل مع باقي الأعراق والأقليات المختلفة، وتعايش وتقارب وناسبها، وتشارك معها آلاما وأحزانا، ورغم ذلك عمل على إيقاع التفرقة بين هذه الشعوب في آخر 200 عام، من خلال تشكيل دول قومية من قبل حكومات الاستعمار، محاولين القضاء على هذه الأمة، لكن شعوب الشرق الأوسط ووسط أسيا، بدأت بالنهوض وبدأت تقول كفى للظلم، فالجميع يريد الحل، يريد الأخوة، يريد السلام”. وتناول أوجلان الصراع الذي بدأ فيه مع منظمته، مشيرا إلى أنه لم يكن يستهدف أي مذهب، أو عرق، أو دين، بل كان صراعا ضد التهميش، والجهل، والإقصاء، والعزل، مؤكدا أن الصراع المستقبلي سيكون كذلك. وأوضح أنه اليوم ومن أجل تركيا، وشرق أوسط ومستقبل جديد، يخاطب الشباب والنساء ممن يستمعون إلى كلماته، إلى بدء مرحلة جديدة، تنتقل من المقاومة بالسلاح، إلى مرحلة الديمقراطية السياسية، من ذهنية تعتمد على الحق والمساواة، مدعيا أن التضحيات التي قدمت في عشرات من السنوات لن تذهب هباء، لأن الأكراد اكتسبوا هوية جديدة، مباركا لهم ذلك. وشدد على ضرورة أن تصمت الأسلحة، لأن المرحلة الحالية وصلت إلى مستوى حوار العقول، المرحلة الجديدة ليست مرحلة السلاح، وإنما مرحلة السياسة، مرحلة انتقال المسلحين إلى خارج البلد، لافتا إلى أنها ليست النهاية، وإنما بداية جديدة من القضية. وأعلن رئيس الوزراء التركي طيب أردوغان بعد بضع ساعات على دعوة أوجلان إلى وقف إطلاق النار، أن تركيا ستوقف عملياتها العسكرية إذا أوقف الحزب عملياته. وقال في مؤتمر صحفي في لاهاي بهولندا حيث التقى نظيره الهولندي مارك روتي “إذا توقفت الأعمال العسكرية، فإن قواتنا ستتوقف عن شن عمليات عسكرية”، مرحبا بدعوة أوجلان ووصفها بأنها “تطور إيجابي”، لكن قال إن التنفيذ هو الجانب المهم. من جهته رحب وزير الداخلية التركي معمر غولار بلغة السلام التي استخدمها أوجلان في رسالته التي وجهها لمتمردي حزب العمال الكردستاني. وقال إن “رسالة عبد الله أوجلان، تحمل في طياتها لغة سلام، علينا انتظار تطبيق ما ورد في رسالته”. وأضاف في تصريحه للصحفيين قبيل دخوله لمبنى البرلمان التركي في أنقرة أمس، أن “الحكومة ستقيم نتائج هذه الرسالة لاحقا”. وفي المقابل تعهد حزب العمال الكردستاني أمس باحترام دعوة زعيمه أوجلان إلى إلقاء السلاح، كما أكد قائده العسكري مراد قرايلان بحسب ما نقلت وكالة أنباء فرات نيوز الموالية للأكراد. وقال قرايلان من شمال العراق، حيث توجد القيادة العسكرية لحزب العمال الكردستاني “ينبغي أن يعرف كل العالم أن حزب العمال مستعد للسلام وللحرب معا، وفي هذا الإطار سنترجم إلى فعل العملية التي أطلقها الرئيس أبو”، وهو لقب أوجلان. وكان احتشد الأكراد في مدينة ديار بكر التي تهيمن عليها أغلبية كردية جنوب شرق تركيا للاحتفال بعيد نوروز، مترقبين رسالة أوجلان. وخلال الأسابيع الأخيرة أطلق حزب العمال الكردستاني سراح ثماني رهائن أتراك في شمال العراق، فيما اعتبرت خطوة لبناء الثقة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©