الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الهاون و«حالة الانقسام»

25 مارس 2011 22:42
تزايدت حدة التوتر في الشريط الحدودي الفاصل بين إسرائيل وقطاع غزة يوم السبت الماضي جراء مهاجمة القوات الإسرائيلية لموقع تابع لأمن حكومة "حماس"، وذلك في إطار رد عسكري على هجمات بقذائف "الهاون" تعرضت لها إسرائيل. وبينما ادعت حكومة "حماس" أن إطلاق قواتها لهذه القذائف على إسرائيل كان رداً على ضربة جوية شنتها إسرائيل على ثكنة عسكرية تابعة لـ"حماس" يوم الأربعاء الماضي، وسقط فيها اثنان على الأقل، فإن من رأي المحللين والمراقبين أن هناك أسباباً سياسية وراء هذه الاعتداءات المتبادلة، التي لا يمكن تفسيرها على أنها مجرد ردود فعل عسكرية من الجانبين. وفي مناوشات مشابهة وقعت السبت الماضي، أذاعت قناة "ينت نيوز" تقريراً عن مقتل فلسطينيين رمياً بالرصاص أثناء مرور دورية عسكرية إسرائيلية على الخط الحدودي الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل، بررت فيه الدورية قتلها للرجلين بأنهما كانا يحاولان تفجير عبوة ناسفة. ولم تذكر القناة ما إذا كان لهذين الفلسطينيين علاقة ما بقذائف "الهاون" التي أُطلقت على إسرائيل. ومن جانبها ذكرت تقارير نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" أن هجمات قذائف "الهاون" تلك أدت إلى إصابة مدنيين إسرائيليين، بينما أصيب خمسة فلسطينيين في الهجمات الجوية التي شنتها إسرائيل على القطاع. كما أشارت الصحيفة إلى اعتراف جيش "حماس" رسمياً بمسؤوليته عن إطلاق قذائف "الهاون" المذكورة، في خطوة غير مسبوقة منه، علماً بأن مجموع القذائف التي أطلقت 50 قذيفة. ومنذ إعلان إسرائيل عن نهاية عملياتها العسكرية التي بدأتها باجتياحها للقطاع في يناير من عام 2009، حرصت "حماس" على عدم المشاركة في العمليات العسكرية التي تستهدف إسرائيل، تاركة الأمر لمجموعات فلسطينية صغيرة مسلحة. والسؤال الآن: لماذا نسبت قواتها العسكرية لنفسها هجمات الهاون الأخيرة على إسرائيل بهذه الطريقة المفاجئة إذاً؟ في الإجابة عن هذا السؤال أشارت تقارير نشرتها صحيفة "هأرتس" الإسرائيلية إلى أن إفادات بعض الفلسطينيين تقول إن القصد من هجمات الهاون التي قام بها أعضاء معينون من الحركة هو عرقلة عملية توحيد الصف الفلسطيني والإبقاء على الانقسام الحالي بين الحركة ومنظمة فتح. يذكر أن رئيس وزراء حكومة "حماس" كان قد وجه دعوة رسمية إلى رئيس السلطة الفلسطينية لزيارة القطاع يوم الثلاثاء الماضي، بهدف مناقشة مسألة توحيد الصف الفلسطيني، وقد أعلن عباس ترحيبه بالدعوة على الفور. غير أن صحيفة "هأرتس" أشارت في تقريرها المذكور إلى أن تلك الدعوة كان قد وجهها "هنية" دون علم أو موافقة قادة "حماس" المقيمين في دمشق، وقادة الجناح العسكري للحركة. وقالت الصحيفة إن زيارة عباس للقطاع، تشكل خطراً ومعضلة سياسية للحركة. ذلك أن المصالحة بين "فتح" و"حماس" سوف تجلب معها الانتخابات، وهي ربما تفقد "حماس" سيطرتها الحالية على القطاع. كما نشرت صحيفة "جيروزيلم بوست" تحليلاً مقارباً قالت فيه إن هجمات "الهاون" قصد منها صرف انتباه المتظاهرين والمحتجين الفلسطينيين المطالبين بوضع حد لانقسام صف قيادتهم، وتشكيل حكومة وحدة وطنية. يذكر أن فوزي برهوم الناطق باسم "حماس" كان قد اتهم في تصريح له يوم السبت الماضي، "فتح" باستغلال المظاهرات بهدف تقويض حكومة حماس في غزة. وقالت "البوست" إن ذلك الخوف هو الذي دفع عناصر من الحركة لإطلاق قذائف الهاون على إسرائيل. وتخشى "حماس" خروج عشرات الآلاف من الفلسطينيين لمقابلته في حال زيارته للقطاع، إلى جانب المطالبة بوضع حد للانقسام الفلسطيني. وعليه فإن من رأي المحللين والمراقبين أن حماس وجدت نفسها في أمس الحاجة لاستفزاز إسرائيل عسكرياً وجرها إلى شن هجوم جديد على القطاع، لأن في ذلك ما يوحد سكان القطاع حول حكومتهم، ويقلل على "حماس" الضغوط الداخلية التي تتعرض لها من قبل المحتجين على انقسام الصف القيادي. آرثر برايت محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©