السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قوات النخبة العراقية: حرفية أم ميليشيا؟

25 مارس 2011 22:42
لعدة مرات خلال الأسبوع، يخرج عناصر القوات الخاصة العراقية والأميركية ليلاً على متن مركبات الهامفي أو مروحيات البلاك هوك من أجل القبض على متطرفين في أكثر مناطق العراق اضطراباً. فبعد سنوات من التدريب مع نظرائهم الأميركيين، أصبح أفراد القوات العراقية بزيهم الأسود، هم من يقود العمليات، فيقومون بمداهمة البيوت واعتقال المشتبه بهم، بينما يكتفي المستشارون الأميركيون بمراقبة المهمة. وتتوفر الولايات المتحدة على قوات خاصة بمحاربة الإرهاب على الميدان هنا، ويظل عملها يمثل أولوية حتى في وقت يتراجع فيه عدد القوات الأميركية المقاتلة في أفق انسحابها الكامل بنهاية العام الجاري. لكن مدربي العمليات الخاصة الأميركية هنا يقولون إن مهمتهم قد انتهت تقريباً، في وقت يستعد فيه أفراد قوات العمليات الخاصة العراقية البالغ عددهم 4100 عنصر، والذين تم تدريبهم وتجهيزهم من قبل الولايات المتحدة، للعب دور السد والحاجز في وجه المتمردين. غير أن القيادة المباشرة لرئيس الوزراء نوري المالكي لقوات النخبة ولّدت مخاوف لدى بعض الأحزاب والفصائل العراقية من أن تتحول الوحدات إلى ميليشيا خاصة. وقد نفا المالكي أن تكون لديه قوة أمنية خارج تسلسل القيادة النظامية، لكن الولايات المتحدة تدفع في اتجاه وضع القوة تحت تسلسل قيادة تقليدي يكون خاضعا لإشراف وزير الدفاع. وفي الموصل، التي تعد إحدى المناطق الرئيسية لعمليات محاربة الإرهاب في العراق، لا توجد بواعث تخوفات من تدخل رئيس الوزراء. وفي أحد الأيام مؤخراً، كان العقيد فرهاد حجي عمر، وهو كردي عراقي، يقود الكتيبة المحلية السابعة التي يوجد مقرها بمعسكر ماريز الأميركي، مركزاً على العملية التي ستنفذ في وقت لاحق من تلك الليلة. فرهاد الذي يرتدي البذلة السوداء التي تُعرف بها وحدته، استعمل عرض الـ"باور بوينت" وقلم ليزر أحمر لتقديم إيجاز للرجال الـ43 وتسعة مدربين أميركيين، حيث أظهر صوراً جوية لحي في مدينة تلعفر حيث كانوا يخططون لاعتقال رجل يشتبه في قيامه بتجهيز سيارات وعبوات ناسفة تزرع على حافة الطريق. وكانت أسابيع من العمليات الاستخباراتية قد أكدت أن الرجل يختبئ، مع شقيقيه هناك، في منزل آمن على أطراف المدينة. وفي هذا السياق، يقول المستشار الأميركي للقوات الخاصة: "في البداية، قمنا بالتخطيط وتحديد الأهداف... والآن سنقوم فقط بتقديم النصائح بعد انتهاء المهمة". أحيانا، يقوم الأميركيون بأكثر من ذلك، حيث يقدمون المساعدة الاستخباراتية قبل العمليات وأثناءها؛ كما يستعملون أسلحتهم، إذا دعت الحاجة لذلك، من أجل الدفاع عن النفس. وقد أمضى هذا الضابط الأميركي أربع نوبات في تدريب نظرائه العراقيين، ومع دنو موعد نهاية نوبته الحالية في البلاد، قال إن مهمته انتهت تقريبا. وقال هذا المستشار، الذي لم يتم الكشف عن هويته، على غرار هويات عملاء آخرين في القوات الخاصة الأميركية، وذلك لأسباب أمنية: "لقد أصبح هؤلاء الشباب قادرين على تنفيذ العمليات بأنفسهم". غير أن قوات العمليات الخاصة العراقية تثير بعض الجدل؛ حيث أكد تقرير لمكتب المفتش العام الأميركي لإعادة الإعمار في العراق، في أكتوبر الماضي، على قلق متزايد بشأن الإشراف الضعيف على القوات الخاصة، التي تقسم إلى كتيبتين، واحدة في بغداد والأخرى مقسمة إلى وحدات عبر البلاد. واللافت هنا أيضا أن الحكومة العراقية لا تستثمر في الوحدات التي أنشئت باستعمال 237 مليون دولار من المساعدات الأميركية. وعلاوة على ذلك، قالت منظمة "هيومان رايتس ووتش" في فبراير الماضي إن قوات من النخبة التي توجد تحت إشراف المالكي تدير مواقع اعتقال سرية في بغداد حيث يعامَل السجناء معاملة سيئة. كما يشتبه بعض نشطاء حقوق الإنسان في العاصمة العراقية في أن تكون الكتيبة الخاصة ببغداد قد لعبت دوراً في القمع العنيف أواخر الشهر الماضي لمشاركين في مظاهرات مطالبة بالإصلاحات هناك. غير أن الفريق الذي يقود الكتيبتين يرى أن القلق الأميركي بشأن إشراف رئيس الوزراء على القوات الخاصة في البلاد ينطوي على بعض النفاق، حيث يقول طالب الكناني: "في الولايات المتحدة، يُعد أعلى مسؤول سياسي القائدَ الأعلى للقوات المسلحة، فلماذا يرفض ذلك في العراق؟". وفي هذا السياق، أشار الكناني إلى تدخل قواته خلال عملية اختطاف في أكتوبر الماضي لعشرات المسيحيين العراقيين في إحدى كنائس بغداد كدليل على أن جنوده يعملون لخير ومصلحة بلدهم وعلى أنهم قادرون على تولي المهمة إذ قال: "إننا لم ننتظر الأميركيين عندما رأينا أولئك الإرهابيين ينفذون مخططاتهم". ورغم أن عدداً من الناس قد قُتلوا في العملية، إلا أن عملاء القوات الخاصة العراقية الذين دخلوا الكنيسة تمكنوا من قتل المهاجمين الذين كانوا يرتدون أحزمة ناسفة. وقال أيضاً وهو يحتسي الشاي في مكتبه: "لو انتظرنا فترة أطول، لكان جميع الرهائن قد ماتوا ولكانت الكنيسة قد دمرت برمتها". ويوافق أعلى مستشار أميركي للقوات الخاصة العراقية مرتبة، على أن عملية احتجاز الرهائن كان يمكن أن تتحول إلى "كارثة حقيقية" لو أن القوات الخاصة العراقية لم تتدخل بسرعة، مضيفا أن قوة النخبة بلغت مستويات احترافية وأن أي أسئلة حول الإشراف القانوني عليها تتعدى نطاق اختصاصه. وأردف يقول: "إن هؤلاء الناس غير مستعدين لتنفيذ أي شيء يطلبه منهم رئيس الوزراء المالكي "، مضيفا إنهم مقاتلون ممتازون و"في نهاية المطاف، فإن المسؤولين العراقيين هم الذين يعود إليهم أمر وضع الإطار القانوني لقواتهم. فذلك خارج عن سيطرتنا!". توماس اردبرينك - العراق ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©