الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كارثة اليابان

25 مارس 2011 22:43
تم إدخال اثنين من عمال المنشأة النووية اليابانية المنكوبة إلى المستشفى يوم الخميس الماضي، عقب تعرضهما لدرجات إشعاع مرتفعة. كما تعرض عامل ثالث لدرجات من الإشعاع، إلا أن حالته لم تتطلب إدخاله المستشفى. وذكر المسؤولون أن العاملين تعرضا لنحو 180 درجة إشعاعية في المفاعل النووي رقم 3. وبالمقارنة يتعرض المواطن الأميركي إلى حوالي 2.6 درجة إشعاعية سنوياً في المتوسط إثر تعرضه للمصادر الإشعاعية الطبيعية، وفقاً لما قالته وكالة حماية البيئة الأميركية. ومن ناحيته قال الدكتور روبرت بيتر جيل -طبيب أمراض دم أميركي يعمل مستشاراً للشؤون الصحية لعمال محطة فوكوشيما دايشي النووية اليابانية- إن وضع المحطة ليس خطيراً، غير أن احتمالات الحوادث العرضية والطارئة فيها تظل قائمة في أي وقت. وذكرت وكالة أنباء كيودو أنه تم إخلاء عدد أكبر من العاملين في المفاعل رقم 3 ظهر الخميس الماضي، بسبب الإشعاعات. وفي تلك الأثناء تدافع سكان طوكيو على شراء الكميات المتوفرة من المياه المعبأة من المحال التجارية والبقالات، بعد يوم واحد من إعلان السلطات عدم السماح للأطفال بشرب مياه المواسير بسبب تعرضها لدرجات عالية من الإشعاع، وفقاً لنتائج التحليل الذي أجري لمياه المواسير في أحد المختبرات. وكانت الاختبارات التي أجريت يومي الخميس والأربعاء لمياه المواسير في طوكيو قد توصلت إلى وجود نسبة مرتفعة من الإيودين المشع -حوالي 131 درجة- أي ضعف المعدل الآمن لاستهلاك الأطفال ما دون سن العام. غير أن هذه المعدلات كانت أقل من المعدل غير الآمن للراشدين. ورغم إعلان السلطات فيما بعد عن انخفاض معدل الإشعاع الخطر على حياة الأطفال الصغار، ومن ثم إلغاء التحذير السابق، فقد استمر خوف المواطنين وازداد شراؤهم للمياه المعبأة في الزجاجات، بينما استمرت الحكومة نفسها في توزيع زجاجات المياه على العائلات التي لديها أطفال دون سن العام في طوكيو. وكانت كاكوزو شيوكاوا تشتري أربعاً من زجاجات المياه بأحد المحال التجارية في منطقة جنزا في طوكيو. وعندما سألتها عن السبب ذكرت لي أن زوجة ابنها حامل في شهرها الثاني، وهي تخشى أن تشرب مياه الماسورة الملوثة بالإشعاع النووي. وفي ذات الوقت تدرس العائلة أمر إرسالها بعيداً عن منطقة الإشعاع النووي، إلى محافظة أوساكا الواقعة جنوب غربي اليابان. وأضافت شيوكاوا معلقة: إن مشاعر الذعر من تلوث المياه قد عمت جميع سكان طوكيو. ولذلك فقد اكتفت بشراء أربع زجاجات مياه صغيرة فحسب، حتى يتمكن الآخرون، لاسيما أمهات الأطفال دون سن العام والنساء الحوامل، من شراء حاجتهن من تلك الزجاجات. ويذكر أن معدل الوفيات جراء الزلزال والتسونامي اللذين ضربا اليابان في الحادي عشر من مارس الجاري قد قارب عشرة آلاف وفاة، على حد إحصاءات إدارة الشرطة الوطنية، بينما لا يزال 16501 في عداد المفقودين الذين لم تشملهم الإحصاءات بعد. ولا تزال الهزات الارتدادية تتكرر إلى الآن بقوة 6.1 على سلم ريختر، خاصة في مياجي التي ضربتها هزة بتلك القوة في الساعة الخامسة من مساء الخميس، ما أرغم حوالي 220 ألفاً من سكانها على اللجوء إلى مخيمات الإقامة الطارئة. ورغم حادثة إدخال اثنين من عمال المفاعل رقم 3 يوم الخميس الماضي إلى المستشفى، فقد ذكرت السلطات أن تقدماً أُحرز في السيطرة على الإشعاعات المنبعثة من ذلك المفاعل. ومن مؤشرات ذلك التقدم أن المهندسين والعاملين استطاعوا إضاءة أنوار غرفة التحكم بالمفاعل رقم 1. لكن هل تقف أزمة الإشعاعات التي تواجهها اليابان عند حد محطة فوكوشيما النووية وحدها، أم أنها قابلة للانتشار إلى مواقع ومفاعلات أخرى؟ ثم ماذا عن الهزات الارتدادية المتواصلة، كتلك التي ضربت منطقة مياجي وأرغمت سكانها على اللجوء إلى مخيمات الإقامة الطارئة؟ يبدو أن مهمة طويلة ومعقدة ما تزال بانتظار اليابان عقب تصديها للتأثيرات المباشرة لكارثة الزلزال والتسونامي الحالية. جولي ماكينين - طوكيو ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي. إنترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©