الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

التجربة الوحداوية

16 مايو 2010 23:40
هناك أفعال خارقة للعادة، ولا يستطيع العقل أن يستوعبها بسهولة، خاصة على صعيد الرياضة، وكرة القدم على وجه الخصوص، ومنذ أن تلاعبت الأقدام والرؤوس بـ”الساحرة المستديرة” كانت القاعدة والقانون أنه لا يوجد “كبير” أو “سيد” لـ” الكورة الدوارة”، وإلا لرقصت الكرة “السامبا” والتانجو” فقط، وأصبح كأس العالم برازيلي أو أرجنتيني “الهوى”، إلا أنه وطالما كانت العبرة بالعطاء فكل شيء “مباح”، فالألقاب ليست حكراً على أحد.
منذ 18 عاماً حدث ما لم يكن في “البال والخاطر”، فقد كانت الأراضي السويدية على موعد مع “جنون كروي”، فقد حصدت الدنمارك لقب أقوى البطولات، والتي تفوق في “الجبروت” كأس العالم نفسه، وربما كان السؤال: كيف حدثت “المفاجأة الدنماركية”؟ وجاءت الإجابة على كل لسان، بما في ذلك الخبراء والعارفين بالأسرار: لا أحد يجد التفسير، وربما إلى الآن، والأمر المؤكد أن ذلك من فعل “ألاعيب” الكرة، ولا شيء آخر، فلم يكن أحد يتخيل أن المنتخب الذي ذهب من “الدار إلى النار” دون أدنى استعداد أو تدريب، بل إنه تم تجميع لاعبيه من المنازل والمصايف، سوف يكون سيداً لأوروبا في واحدة من أكبر مفاجآت البطولة منذ بدايتها في فرنسا عام 1960، ومنذ عام 1992 أصبح أبناء “الفايكينج” في قائمة ذهبية واحدة مع الأبطال السوفييت والإسبان والطلاينة والألمان والتشيك والفرنسيين والهولنديين.
بل لن نذهب بعيداً ففي نهائيات “يورو 2004” بالبرتغال كتبت اليونان فصلاً جديداً يؤكد أنه لا مجال للتوقع والتكهن مع كرة القدم، وتربع أبطال أثينا على قمة اللعبة في القارة العجوز، بعد سلسلة من النتائج المدهشة، وتساقطت أمامهم القوى التقليدية مثل أوراق الشجر في “عز الخريف”.
ولأننا نترقب بعد أيام قليلة نهائيات كأس العالم في جنوب أفريقيا، وبعد أشهر قليلة أيضاً مونديال الأندية في أبوظبي عاصمة الرياضة العالمية، نقول إن الترشيحات أصبحت مجرد “تكهنات” أو “حبراً على ورق”.
ما أقوله مجرد مقدمة، لما ينتظر “أصحاب السعادة” في كأس العالم للأندية في أبوظبي خلال ديسمبر المقبل، وعلى “العنابي” أن يدرك أن اللقب ليس مضموناً لبطل أوروبا من بين الإنتر الإيطالي وبايرن ميونيخ الألماني، أو لممثل أميركا الجنوبية، لأنه بمقدورنا أن نقول كلمتنا المسموعة، حتى لو بتقديم العرض الذي يليق بقوة “وحدتنا” والمهم أن نذهب في البطولة إلى أبعد مدى، ولا تكون مشاركتنا قاصرة على مباراة الافتتاح، كما حدث مع النادي الأهلي في النسخة الماضية.
وما يجعلنا أكثر تفاؤلاً وثقة كاملة أن “الوحداوي” وصل إلى مرحلة تجعله يقدم أفضل أداء ممكن، وأن تكون التجربة الوحداوية الأولى في المونديال مشرفة، ولا أقصد من ذلك أننا نطالب إسماعيل مطر ورفاقه بالكأس العالمية، ولكن محاولة المنافسة بكل شراسة، وتقديم أوراق اعتمادنا كسفراء للكرة الإماراتية في المحفل العالمي، وما يصب في مصلحة الوحدة أن لاعبيه سوف يدخلون البطولة دون ضغوط، وعلى الفريق أيضاً أن يلعب من أجل المتعة، وإسعاد جماهيره الغفيرة.
كلمة أخيرة
“عنابي 2010” قادر على التوهج لسنوات قادمة، حتى لو رحل بنجا وهيكسبيرجر، فمن مميزات الوحدة أنه عامر بكوكبة من النجوم الموهوبين.


عبادي القوصي | abadi ahmed@alittihad.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©