الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

25% من سائقي السيارات المتسببين في الحوادث المرورية المحالة للقضاء بالشارقة من المواطنين

25% من سائقي السيارات المتسببين في الحوادث المرورية المحالة للقضاء بالشارقة من المواطنين
25 مارس 2011 22:54
بلغ عدد حوادث السير في الشارقة، التي تم تحويلها إلى القضاء عن العام الماضي 802 حادث، كان نصيب سائقي السيارات من أبناء الدولة منها 236 حادثاً بمعدل وصل إلى نحو 25%. واحتل السائقون، بحسب إحصاءات شرطة الشارقة، من أبناء الجالية الباكستانية المرتبة الثانية من مرتكبي الحوادث التي أحيلت للقضاء طوال العام الماضي بعدد 132، وجاء بعدهم أبناء الجالية الهندية بواقع 130 حادثاً. وأظهرت الإحصاءات أن هناك 407 من بين تلك الحوادث تسبب بها سائقون من الفئة العمرية من 18 إلى 30 عاماً بمعدل يفوق 50%، بينما كان نصيب الفئة العمرية من 30 وحتى 45 عاماً 280 حادثاً، في حين ارتكب من هم أقل من 18 عاماً 7 حوادث. وبلغ عدد الوفيات الناجمة عن تلك الحوادث 142 وفاة، وهو ما يؤكد أن هناك معاناة حقيقة في الكثير من البيوت المتضررة من هذه الحوادث، نتيجة لفقدان أو إصابة عزيز أو قريب أو صديق بإصابات وعاهات قد تلازمهم طوال حياتهم بل وتغير من مسيرتهم الحياتية. تقول خلود عبد الله علي، موظفة بإحدى الجهات الحكومية في الشارقة، إنها تعرضت قبل عامين لحادث سير خطير، بعد أن اصطدمت بسيارة أخرى على طريق مليحة بالشارقة خلال توجهها للعمل صباحاً، أدى لإتلاف سيارتها وإصابتها بإصابات متوسطة في الساق والكتف ما زالت تعاني منها حتى الآن. وتضيف أنها لم تكن المسؤولة عن الحادث، بل كان السبب فيه شاب كان يقود سيارته خلف مركبتها بسرعة عالية، حيث اصطدم بسيارتها، وتعرض هو الآخر لإصابات كبيرة، مشيرة إلى أن ذكريات الحادث ظلت ترافقها لفترات طويلة، وأنها ظلت فترة طويلة تشعر بالخوف عندما تقود سيارتها. من جانبه أكد سيف عبد الرحمن طالب في جامعة الشارقة “22 عاماً”، أنه فقد أحد أصدقائه المقربين العام الماضي في حادث مروري، بعد أن اصطدمت سيارته أثناء ذهابه إلى الجامعة بسيارة نقل كبيرة، حيث تدهورت سيارة صديقه بسبب السرعة الزائدة ليلقى حتفه في الحال. بدوره أشار حمد صلاح من سكان منطقة الدراري بالشارقة، إلى أن حوادث السيارات زادت بشكل كبير في الشارقة خلال الفترة الماضية، وأن كثيراً من الأسر تعاني نتيجة فقدانها أحد أفرادها في حوادث مرورية سببها السرعة الزائدة أو التجاوز الخاطئ. وأرجع ذلك لعدة أسباب منها عدم التزام بعض المشاة بالعبور من الأماكن المخصصة لهم، خاصة في بعض الشوارع السريعة مثل شارع الوحدة، والسرعة الزائدة وخاصة في الأماكن التي لا توجد بها رادارات لمراقبة السرعة، لأن معظم قائدي السيارات يعلمون مواقع الرادارات ويزيدوا من سرعتهم بعد تجاوزها، مطالبا بوجود رادارات متحركة وغير محددة الأماكن حتى يلتزم قائدو السيارات بالسرعات المقررة سواء داخل المدن أو خارجها. وذكر الدكتور علي الحرجان استشاري الطب النفسي بالشارقة، أن هناك الكثير من الشباب الذين يحاولون أن يظهروا كمميزين بين أصحابهم بقدرتهم على القيادة بسرعة عالية، وذلك للفت انتباه الآخرين دون أن يدركوا حجم الكارثة التي قد تلحق بهم حال تعرضهم لحوادث مرورية. وجدد نصيحته لقائدي السيارات وخاصة من فئة الشباب، بضرورة الالتزام بقواعد السير والمرور، وعدم تجاوز السرعات المقررة أو التهور في ارتكاب أفعال لا تحمد عقباها. وتابع: “أن الأشخاص الذين يتعرضون لحوادث مرورية دائماً ما يشعرون بالخوف من القيادة بشكل عام وقد ينتاب أحدهم قلق نفسي بل وفزع في أغلب الأحيان، عندما يشاهد أو يتعرض لحادث آخر شبيه بالذي تعرض له، كما وأن البعض قد يصابون بصدمات نفسية يرفضون على إثرها الخروج إلى الشارع أو الذهاب إلى المدرسة وخاصة إذا فقدوا عزيزا لديهم في تلك الحوادث، ويتحولون إلى أشخاص انطوائيين يرفضون الاختلاط بالمجتمع إذا أصيبوا بعاهات”. وقال إن علاج الشخص الذي أصيب بحادث وتعرض لعاهات، يكون من خلال مخاطبته بعقلانية وهدوء، وإن علاجه من الكآبة والانعزال يكون بإقناعه بقضاء الله وبأن المجتمع لا ينظر له على أنه عالة عليه، بل هو شخص طبيعي قدر له أن يتعرض لتلك الأزمة، وأن عليه ألا يخسر مرة أخرى وأن يكون فردا منتجا ومشاركا بفاعلية في المجتمع. وطالب الحرجان الأسرة والمدرسة والمجتمع بلعب دور أكبر في إعادة تأهيل الفرد المصاب في حادث مروري، بأن لا يشعروه بأنه أصبح عاجزا عن فعل بعض الأشياء، وذلك من خلال إشراكه والتحاور معه في كافة الموضوعات الحياتية والعائلية والخاصة والقضايا الاجتماعية المطروحة، ليكون إنسانا عاديا يتعايش مع الحياة بصورة طبيعية.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©