الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

تغير المناخ وراء اندلاع "الربيع العربي"

تغير المناخ وراء اندلاع "الربيع العربي"
23 مارس 2013 13:10
أظهرت دراسة جديدة أن تغير المناخ لعب دوراً مهماً وشكل خيوطاً خفية ساعدت على تأجيج ما بات يعرف بالثورات العربية، بحسب موقع "أخبار مصر". وأعدت الدراسة، التي جاءت تحت عنوان "التغير المناخي والربيع العربي"، بالتعاون بين مركز التقدم الأميركي ومركز ستيمسون والمركز المختص بالأمن والمناخ. وخلصت الدراسة، التي أثارت جدلاً في الأوساط البيئية والسياسية الأميركية، إلى أن التغير المناخي ختصة الجفاف الذي ضرب بعض المناطق الزراعية في الصين كان أحد الأسباب الرئيسية لثورة 25 يناير فى مصر. وخلص كل من جيفري مازو وساره جونستون وبرينستون آن وماري سلاوتر الباحثين المتخصصين في المناخ والجغرافيا إلى أن تغيّر المناخ كان بمثابة ضغوط شكلت مزيجاً مشحوناً للسبب الكامن الذي أطلق شرارة الثورات. وقالت الدراسة إن عام 2010 كان الأسوأ بالنسبة لأسعار الغذاء، رابطة بين الاحتجاجات الناجمة عن ارتفاع أسعار السلع الغذائية وبين التغير المناخي. ففي تلك السنة، بلغت أسعار القمح أعلى مستوياتها بسبب تراجع معدلات هطول الأمطار المنخفضة في كندا، ثاني أكبر مصدّر للقمح في العالم، واندلاع حرائق الغابات في روسيا وهى رابع أكبر مصدّر للقمح في العالم فضلاً عن الجفاف في الصين وهي من مصدري إنتاج القمح في العالم. ويروي ستيرنبرج، الباحث الجغرافي في جامعة أكسفورد، وهو أحد معدي الدراسة أنّ شتاء عام 2010 كان جافاً في الصين، ما قلص الإمدادات العالمية من القمح وأشعل الأسعار، لاسيما في مصر، أكبر مستورد للقمح في العالم. وبناء على ذلك، أثرت أسعار القمح المرتفعة بشكل كبير على رغيف الخبز، الذى لا غنى عنه للغذاء، خاصة للفقراء في مصر، وهو ما أثر بدوره على احتجاجات المواطنين، التى أدت بشكل غير مباشر إلى المطالبة بتغيير النظام. ليست مصر المتأثرة الوحيدة في المنطقة بهذا التغير المناخي الذي تسبب فى اضطراب أسعار القمح. فأسعار الغذاء العالمية، سجلت أعلى مستوياتها فى مارس 2011، بعد الإطاحة بنظام الرئيس المصري حسني مبارك. وقد أثر ذلك الأمر أيضاً على العديد من الدول في منطقة الشرق الأوسط، حيث إن أكبر 9 دول مستوردة للقمح في العالم من الشرق الأوسط، و7 من هذه الدول كانت تشهد احتجاجات شعبية أدت إلى سقوط ضحايا عام 2011. وفي سوريا، كانت التغيرات المناخية أيضا سبباً رئيسياً في تصاعد الاحتجاجات المطالبة بتغيير النظام، وفق النتائج التي خلص إليها كلّ من فرانسيسكو فيميا وكايتلين ويريل، مؤسسا ومديرا مركز المناخ والأمن. وخلص الباحثون إلى أنه بين عامى 2006 و2011، شهدت 60% من الأراضى السورية أسوأ موجة جفاف طويلة الأمد في التاريخ، فكان هنالك فشل كبير جداً في المحاصيل، حتى إنّ مربي الماشية في شمال شرق البلاد خسروا حوالي 85% من ماشيتهم، وخسر 800 ألف سوري سبل العيش كنتيجة للجفاف، الذى أدى إلى حركة نزوح ضخمة من جانب المزارعين، وأصحاب الماشية إلى المدن، ما أدى في نهاية المطاف إلى الثورة. وفي ليبيا، حيث أطاحت الثورة بالعقيد معمر القذافي، ونظامه قبل أن يقتل، أشارت الدراسة إلى أن أيام الجفاف في العام ارتفعت لأكثر من 100 يوم وسط تحذيرات من أنها ستصل إلى 200 فى غضون الأعوام القليلة المقبلة، وهو ما كان أيضاً أحد الأسباب في اندلاع الثورة الليبية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©