الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شاب مواطن يشق طريقه في عالم التصوير متسلحاً بثقافته البصرية

شاب مواطن يشق طريقه في عالم التصوير متسلحاً بثقافته البصرية
1 ابريل 2014 20:49
هناء الحمادي (أبوظبي) التصوير الفوتوغرافي مهمة ممتعة تحتاج لعين صقر، وخفة غزال، وسرعة فهد، لاقتناص أجمل الزوايا والمناظر واللحاق بأنسب اللحظات. لكن عالم التصوير الفوتوغرافي عند طالب الثانوية العامة سيف العبيدلي، استهواه، فعشق أحضان الطبيعة الساحرة فأصبحت جزءاً من حياته، بدعم من والديه وأفراد أسرته. تطور الموهبة رغم صغر سنه، الذي لم يتجاوز 17 سنة، إلا أنه مارس التصوير بوصفه هواية، حيث كان يمسك بالكاميرا في كل الأوقات والمناسبات والرحلات، فتطورت الموهبة لديه شيئاً فشيئاً حتى أصبحت كل الصور التي يلتقطها لوحة فوتوغرافية مميزة معتمدة على الأبعاد والإضاءة. لكن أكثر اللقطات التي التقطها من خلال كاميرا أهداها له والده، كانت هي البداية الأولى لالتقاط الصور. إلى ذلك، يقول العبيدلي «أيقنت أن هذه الهواية جزء مني، وهي ما يجب أن أكون وعملت على تنميتها، معتمداً على التشجيع الكبير الذي وجدته من عائلتي». ولصقل الموهبة، يذكر العبيدلي أنه أصبح يثقف نفسه من خلال زيارة الكثير من المواقع المختصة بتعلم أساسيات التصوير، وصولاً لإتقانها بشكل محترف في فن التصوير الفوتوغرافي، مضيفاً «حسب قناعتي الموهبة تأتي أولاً في هذا المجال، لأن الصورة يجب أن تمتلك روحاً لا يستطيع منحها إلا المصور الموهوب الذي يعشق عمله، وعندما تكون الموهبة حاضرة يصبح من الضروري صقلها بالعلم والمعرفة». وعن أهم اللقطات التي تأسره في عالم التصوير، يقول العبيدلي «الطبيعة تجذبني وتدفعني لاقتناص صورها، خاصة فترة شروق الشمس وغروبها». وحول أفضل مواقيت التصوير، يوضح «يعتبر التوقيت الأمثل لالتقاط المناظر الطبيعية هو قبل شروق الشمس وقبل غروبها وبعد الغروب، وهو التوقيت الذي يطلق عليه كبار المصورين الفوتوغرافيين «الوقت الذهبي»، أيضا هناك بعض الأوقات التي تعقب بعض الظواهر الطبيعية، كالمطر أو أثنائها، كالعواصف أو الصواعق، فالطبيعة تعني الكون بكل الظواهر الموجودة فيه». ويرى العبيدلي أن التصوير الفوتوغرافي فن من الفنون الرائعة التي تنقل ما نراه في الطبيعة. ويضيف «هنا يأتي دور المصور المبدع الذي يختار زاوية الالتقاط، ويتحكم في مصدر الضوء، وما يحتويه داخل الإطار من ألوان وكتل متوازية ومتساوية»، موضحا «الموهبة لغة لا تلقن ولا تعلم، لكن الدراسة تهذب وتثقف الفنان ليطلع معرفياً، كما أن العمل والممارسة من شأنهما تعزيز حرفية المصور، وتطور وعيه لالتقاط أفضل الصور». نجاح الصورة عن أهم صفات المصور الناجح، يقول العبيدلي «أهم صفة يجب أن يتحلى بها المصور هو أن يضيف لمسته الخاصة على تصويره ويجعلها بصمة نادرة، فهذا الفن يعتمد على الإحساس والخيال، وله قواعد وأبعاد لابد أن يعلمها أي شخص يرغب في ممارسته، حيث يجب على المصور مراعاة الأبعاد بينه وما يقوم بتصويره، ويختار زوايا التصوير الصحيحة، وحجم ما يود تصويره داخل كادر التصوير، حتى تظهر الصورة في أفضل حال، عكس الهاوي الذي يلتقط الصورة، وفي كثير من الأحيان لا يضمن نجاحها. فالتصوير من وجهه نظري ليست هواية شاقة، بل تعتمد على قوة الإحساس بالصورة أولا، ثم تكملها أنماط ومكملات الكاميرا». وعلى الرغم من الخبرة القصيرة، التي يملكها العبيدلي، في عالم التصوير، إلا أنه يؤكد أهمية امتلاك المصور لمجموعة من المهارات الشخصية من أهمها كما يقول «أن يكون المصور قادرا على التحمل وحس المغامرة، وحب العمل، ومعرفة آلية عمل الكاميرا والتحكم بالإضاءة، بالإضافة إلى تنمية مهاراته الابداعية في استخدام الكاميرا والمعرفة الكاملة بالقواعد الأساسية للتصوير الفوتوغرافي، ومواقع التصوير الضوئي المناسبة، وتنمية الحس الفني». ويضيف «مهما وصلنا من تقدم تقني في مجال التصوير الضوئي، تبقى لمهارة المصور وحسه المرهف ورؤيته الدور الأساسي في ابتكار التشكيل الجمالي الذي يراه مثيرا لذائقة المتلقي». وعن مميزات الصورة الجيدة، يقول إنها هي التي تجعل الشخص يستمتع بتأملها، وتتحدث لتعبر عن نفسها، فتنقلك إلى أجواء أخرى، وتنقل لك فكرة لا تحتاج إلى شرح، وتأخذك إلى عوالم خاصة، وتفتح أمامك آفاقاً أوسع، فهي تحمل رسالة يسهل انتشارها، لأنها تتحدث لغة عالمية واحدة وسهلة الفهم، وهي لغة الجمال»، مؤكداً «اللقطة لا تأتي عبثاً، وإلا تحولت ألبوماتنا إلى أطنان من الورق ليس أكثر».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©